يبدو ان محافظة دمياط قد قررت انتهاج منهج جديد في التعامل مع مشكلات المواطنين, فبرغم من شكوي سكان مدينة شطا علي مدي أكثر من30 سنة من مقلب القمامة العمومي بها إلا أن المحافظة قررت إنشاء مشروع سكني للشباب بجانب المقلب ضاربة بكل الشكاوي والاعتبارات البيئية والصحية عرض الحائط. وقد نشرت الأهرام المسائي تحقيقا خاصا عن هذا المقلب لافتة لخطورته علي المدينة ونقلت شكاوي المواطنين الذين ملوا من كثرة الشكوي لسنوات طويلة ودون اي استجابة للمسئولين وقد حاولنا الاتصال مرارا بالمحافظ للرد علي هذا التحقيق, ولكن دون أي استجابة. وكان محافظ دمياط قد أعلن في نهاية الشهر الماضي, عن بدء العمل بالمرحلة الثانية للمشروع القومي للإسكان الاجتماعي بشطا, والذي يتضمن إنشاء20 عمارة سكنية, بإجمالي560 وحدة سكنية, بالإضافة إلي16 محلا. هذا المشروع السكني الذي لا يفصله إلا أمتار قليلة عن هذا المقلب الذي طالما اشتكت منه المدينة. ويعتبر مقلب قمامة شطا أحد العلامات المميزة لمحافظة دمياط فبمجرد شعورك بالاختناق نتيجة الدخان الكثيف الناتج عن حرق القمامة فستعلم أنك قد وصلت المحافظة. فمدينة شطا هي المدخل الشرقي لمحافظة دمياط وتضم العديد من المؤسسات الحكومية الحيوية كمجمع محاكم شطا ووحدة الدفاع المدني ومستودع اسطوانات الغاز بالمحافظة, وبالرغم من هذا ومن مرور محافظ دمياط والمسئولين بالمحافظة بشكل يومي علي المدينة لمتابعة اعمال رصف طريق شطا فإن مشهد مقلب القمامة العمومي بالمدينة لم يلفت نظر المسئولين بالمحافظة. هذا المقلب المتراكم منذ عشرات السنين والذي اصاب اغلبية المدينة بالامراض الصدرية فضلا عن انتشار القوارض والحشرات يعتبر متنزها لحيوانات أخري كالأبقار والخراف التي تتجول بحرية تامة علي الطريق متغذية علي اكوام القمامة. قام اهالي المدينة بتحرير عدة شكاوي علي مدي سنوات طويلة لإزالة المقلب من المدينة خاصة أنه يقع علي مقربة من مجمع مدارس شطا و النادي الرياضي للمدينة ويفصلهما فقط بضعة أمتار, والشركة المصرية للغازات الطبيعية الملاصقة للمقلب فإن شيئا لم يتغير وازداد تراكم المقلب الذي تزداد خطورته بسبب تكرار اشتعاله وانبعاث الأدخنة منه بشكل مستمر. وبهذا يكتمل مثلث الرعب في المدينة.. مشروع سكني بجانب شركة للغازات الطبيعية ملاصقان لجبل من القمامة المشتعلة, فلا ينتظر أهالي المدينة إلا موعد انفجار تلك القنبلة. ويتساءل أهالي المدينة باستنكار هل قررت المحافظة الاستجابة لشكواهم ببناء مساكن جديدة أكثر قربا للمقلب؟