ان يشتكي أهالي منطقة ما من انتشار القمامة أو تحولها إلي غول يفترس شوارع المنطقة ولا أحد من المسئولين يهتم.. فهذا شيء عادي.. نظرا لان هذه المنطقة بعيدة عن مقر السيد المسئول.. ولكن.. ان يمر المحافظ يوميا أمام مقلب قمامة..بل ويقود حملة لإزالة التعديات بالمنطقة المحيطة به ويعود أدراجه دون ان يحرك ساكنا لشكوي الأهالي ومديرة مدرسة ابتدائية اصيب تلاميذها بالأمراض الصدرية جراء حرق القمامة بهذا المقلب.. فهذا هو الجديد. حدث هذا في منطقة شطا بمدينة دمياط حيث يمر المحافظ يوميا أمام مقلب القمامة المشتعل بالمنطقة بل وتوقف بجواره لتفقد مشروع الاسكان الجديد وتجاهل تماما شكاوي الأهالي وتلاميذ المدارس من تضررهم من المقلب الجاثم علي صدورهم وقابع لايبرح مكانه منذ30 عاما. يقول أحمد رجب سائق أنا عمري31 سنة ومن يوم ما اتولدت وأنا شايف هذا التل من القمامة أمام عيني.. وأضاف أن أهالي شطا اعتادوا مشهد القمامة المتراكمة والتي يتم حرقها بشكل مستمر بجانب مصنع السماد العضوي مشيرا إلي ان الأهالي اشتكوا مرارا وتكرارا ولم يبال أحد من المسئولين وأضاف ماهر حجازي بذات المنطقة وصاحب محل بالمنطقة أن المحافظ يمر بالمنطقة يوميا وآخرها يوم أمس ومر أمام هذا التل المشتعل في حملة كان يقوم بها لإزالة التعديات في المنطقة ولم يحرك ساكنا وكأن الأمر لا يعنيه وأضاف أن شطا تعاني من تراكم أطنان القمامة وأن العربات الخاصة بجمع القمامة تقريبا لاتأتي لجمعها إلا مرة واحدة شهريا وأنه يستأجر بعض الأشخاص لجمعها علي نفقته الخاصة خوفا من انتشار الحشرات والفئران بها وانبعاث الراوئح الكريهة وذلك لعدم توفر صناديق للقمامة رغم سدادي لرسوم النظافة التي تفرضها الدولة بانتظام وعندما اقتربنا قليلا من تل القمامة المتراكم أمام مصنع السماد اكتشفنا أن المحافظة بدأت مشروعا جديدا لبناء وحدات سكنية لاتبعد سوي أمتار قليلة جدا عن هذا المشهد وأنه من المؤكد أن المحافظ قد زار المنطقة لافتتاحه.. وتوضح سهير العوادلي مديرة بإحدي المدارس الابتدائية المتضررة من دخان هذا التل المشتعل, أنها من سكان المنطقة اعتادت هذا المشهد المزري ورائحة الدخان المتصاعد منه, مشيرة إلي انها مشكلة قديمة يأس الأهالي من حلها فاضطروا للتعايش معها. وأضافت إحدي المعلمات بالمدرسة أنهم اشتكوا كثيرا علي مدار السنوات الماضية واقترحوا أن يتم إعادة تدوير القمامة والمخلفات والاستفادة منها بدلا من حرقها ولكن لم يستجب أحد من المسئولين وظلت المشكلة قائمة بل وتتراكم مع مرور السنوات.