تفتحت عيون سهام علي قصص الحب الحالمة والحياة الوردية وتمنت أن تعيش حكاية من تلك القصص وأن يخطفها فارس أحلامها علي صهوة جواده الأبيض وكثيرا ما كانت تختلق لزميلاتها بالمدرسة قصص حب وهمية مدعية أنها مرت بها وكانت زميلاتها تجلسن في فترة( الفسحة) تنتظرن حكاية كل يوم ولسعة خيال سهام كانت تؤلف القصص وتحبكها حبكة درامية تنتهي غالبا بفراق حبيبها. ولأنها كنت من أسرة طيبة فقد كانت فريسة سهلة لتجار الحب عبر الانترنت وبدأت دقات قلبها تعلو فوق صوت عقلها فتارة كانت تستقبل رسائل عبر( الفيس بوك) وتارة كانت تتلقي مكالمات عبر هاتفها المحمول فتجري لتعد سلالم منزلها إلي السطح لتسقط علي أذنيها أروع نغمات الحب والتي كانت تدغدغ مشاعرها براقة كأنها قطعة من الضوء تتلألأ فوق سطح المياه و رغم أن والدتها كانت كثيرا ما تعرض عليها فكرة الخطبة إلي أن تنهي تعليمها لكنها كانت ترفض تماما وبلهجة قاطعه فكرة الارتباط إلا بعد إنهاء دراستها. الجامعية فكان والديها يسعدان بإصرارها علي التعليم ليرسما مستقبل ابنتهما المتطلعة إلي أن تتخرج و تكون إحدي القيادات في المجتمع. لم يكن الوالدان يعلمان شيئا عن قيام( تاجر الحب) باستمالة مشاعرها نحوه مؤكدا لها أنه سيتزوجها لكنه يخاف أن يتقدم لوالديها نظرا لضيق ذات اليد ورسم لها خطة هروبها من المنزل حتي تذهب له بمدينة السويس ويعقد قرانه عليها و يضعا والديها بل عائلتها كلها أمام الأمر الواقع بعد الزواج وتكون بذلك قد اكتملت قصة العاشقين. وبالفعل تمكنت سهام من الهروب ليلا بعد نوم والديها وكان حبيبها في انتظارها علي مفارق الطريق ليستقلا سيارة أحد أصدقائه انطلقوا بها الي مدينة السويس وكانت تنام علي ذراعه تستشعر الحب والأمان فغمرها بحبه حتي أنها تناست عائلتها و ما أن وصلت إلي المنزل الذي كان قد أعده لاستقبالها حتي تحطمت الصورة التي رسمتها وحلمها الوردي فقد وجدت نفسها في شقة صغيرة بدائية أشبه بالخطيرة لكنها ما أن نظرت لعينيه حتي باغتها بالإجابة التي كانت تنتظرها أن هذه الشقة مكانا مؤقتا حتي يوفر لها المسكن المناسب و وعدها بالحب والأمان ووجدت نفسها تعيش معه قصة حب وهمية فقد خدعها. استمرت سهام لأيام قليلة وفجأة ظهر الوجه القبيح للعاشق الولهان حيث طلب منها خاتمها الذهبي حتي يستطيع أن يوفر مبلغا بعد أسبوع للمعيشة و بكت حالها وتذكرت والديها فقد كانت نار الفضيحة أهون عليها من الاستمرار مع هذا الوغد الذي اعتدي عليها واخذ خاتمها الذهبي و أرادها عشيقة وليست زوجها وفي هذه الأثناء لم يسكت ووالداها اللذان قلبا البلدة رأسا علي عقب و قام الاهالي بقطع الطريق مطالبين الشرطة بعودة الابنة فورا ظنا منهم أنها مخطوفة خاصة ان الفتاه معروف عنها أخلاقها الحسنة إلي أن فوجئ الجميع بعودة الفتاة بعد5 أيام من اختفائها من مدينة بلقاس بالدقهلية حيث فوجئت أسرتها بعودتها إلي منزلها بعد الاعتداء عليها والاستيلاء علي خاتمها الذهبي وأقرت أن أحد الشباب استدراجها إلي مدينة السويس عن طريق الفيس بوك وخدعها باسم الحب. قالت الفتاة إن الشاب طلب منها أن تخبر أسرتها بقيام مجموعة بخطفها وأدلت بأوصافه لمباحث الدقهلية التي بدأت في البحث عنه ومازال فريق البحث يتحري عنه للقبض عليه. كان اللواء محمد الشرقاوي مدير أمن الدقهلية قد تلقي إخطارا من اللواء السعيد عمارة مدير المباحث الجنائية بورود بلاغ الي الرائد أبو العزم فتحي رئيس مباحث مركز بلقاس بتقدم والد سهام17 سنة ببلاغ عن اختفائها ولم يتهم أحدا بالحادث حتي تمكنت المباحث من كشف حكاية سهام.