علي فكرة كيوبيد كان إله الأذية وليس الحب, فالسهم الذي يطلقه هذا الطفل ذو الوجه الجميل والجناحات الملائكية في حقيقته التي ترويها لنا الميثيولوجيا, كان واد رذل.. أي والنعمة واد رذل بجد, فالمشهور عندنا أن كيوبيد يطلق سهام الحب علي قلوب العاشقين فيهيمون عشقا, لكن الحقيقة أن نصف جعبة كيوبيد الآخر,عبارة عن سهام يطلقها علي الطرف الأخر ليوقع في قلبه الكره والنفور من الشخص الذي أصابه بالسهم الأول. والذي لا يصدقني فليراجع قصص كيوبيد في الميثيولوجا الرومانية, ليجده يطلق سهمين اثنين وليس سهما واحدا, الأول ذهبي للحب والثاني فضي للكراهية. وكان الواد الأسطوري الغلس ينتقم ممن يضايقونه, بأن يرميهم بسهميه, فتتحول الحياة بعد ذلك إلي جحيم لا يطاق, فالذي يصيبه السهم الذهبي يعيش حياته وهو متنح أمام حبيبته ويري أقبح ما فيها جميلا ولو كانت عجوزا شمطاء ولا يهمه من طبعها ولو كانت أكبر شعنونة في العالم.. والنعمة باين إنه صح. والسهم الثاني هو السهم الفضي الذي يصيب به الطرف الآخر ليكره الطرف الأول أكثر من كراهية السلفيين لريهام سعيد. وهذ السهم الفضي يتجاهله العاشقون المصابون بالسهم الذهبي ويمضون في عماهم العاطفي ويطاردون خيلاتهم ويعيشون في لوحات وهمية ولديهم إحساس عميق بأن الحب متبادل فيقول أحدهم بثقة أنا واثق من إنها بتحبني زي ما أنا بحبها وعينيها بتأكد لي علي كده. بذمتك يا شيخ إذا سمعته يقول هذا الكلام فلا تصدمه ولا تخبره بأنك واثق من أنها مش طايقة سيرة أهله وإياك تحكي له عن مشيها وقصتها مع الواد و.......... المهم اعذره حتي لو نزل بدل الدموع دما, لأن السهم الذهبي عامل عمايله.. كما إنك يجب ألا تظلم المزغودة الثانية لأنها قاسية القلب, لأن السهم الفضي أتي بمفعوله. عموما أرح ضميرك, فكيوبيد الآن فشل في أن يطور من نفسه, فاستغني عن قوسه وأسهمه المتخلفة واستبدله العيال الحبيببة بكيوبيدات إليكترونية مزيفة تشتغل علي منصات إطلاق صواريخ حتي يلاحقوا علي طلبات القلوب في الحب, بدلا من الأقواس والسهام وشغل ستي أم نينة. كما إن ارتفاع أسعار المواد الخام للأسهم, جعل كيوبيد عيل رذل وغتت وكبيرها يبيع مناديل في إشارة الإسعاف, لأن القصص لم تعد تستدعي سهام حب ولا كراهية.. ياعم مشي حالك أنت وهي بلا وجع قلب, فقصص الحب ثبت أنها لا تحتاج إلي هذا الواد الأهبل وهو ماشي ماسك نبلة قي زمن الصواريخ الإليكترونيات والمركبات تنزل علي المذنبات. قصص الحب يادوبك تنتهي مع بطارية الموبايل أو سقوط الشبكة أو إن التاب يهنج!. وفين أيام ماكانت قصص الحب تعيش رحلة أتوبيس مكيف في زحام القاهرة ذهابا وعودة؟!. صحيح.. كانت أيام!.