تفاصيل جولة الرئيس السيسي بالأكاديمية العسكرية في العاصمة الإدارية| صور    وزير الصحة يهنئ إيهاب هيكل ومجلس «أطباء الأسنان» للفوز في انتخابات النقابة    بعد حملة «خليها تعفن».. أسعار السمك اليوم السبت في سوق العبور للجملة    المركزي المصري يوجه 6 مليارات دولار من صفقة «رأس الحكمة» لدعم القطاع المصرفي    وزير التعليم العالي: الجامعة المصرية اليابانية تقدم تجربة تعليمية وبحثية مُتميزة    مطالب برلمانية بوقف تخفيف أحمال الكهرباء في أثناء فترة الامتحانات    الرئيس السيسي: مصر تدعم تعزيز العمل البرلماني المشترك على جميع المستويات    "بالشوكولاتة".. مارسيل كولر يحتفل بتأهل الأهلي لنهائي أفريقيا    قائمة باريس سان جيرمان لمباراة لوهافر بالدوري الفرنسي    بيريرا يكشف حقيقة رفع قضية ضد حكم دولي في المحكمة الرياضية    وزير التعليم ومحافظ الغربية يفتتحان معرضًا لمنتجات طلاب المدارس الفنية    طبيب نفسي يوضح الأسباب وراء قضية مقتل طفل شبرا    الإعدام والمؤبد للمتهمين باللجان النوعية في المنوفية    وزيرة التضامن من الإسكندرية للفيلم القصير: فخورة بتقديم برنامج سينما المكفوفين    علي الطيب يكشف تفاصيل دوره في مسلسل «مليحة»| فيديو    الليلة.. أصالة تلتقى جمهورها فى حفل بأبو ظبي    أهمية وفضل حسن الخلق في الإسلام: تعاليم وأنواع    الصحة: فرق الحوكمة نفذت 346 مرور على مراكز الرعاية الأولية لمتابعة صرف الألبان وتفعيل الملف العائلي    حان وقت الصفقة.. تحرك جديد لعائلات الرهائن الإسرائيليين في تل أبيب    وسط اعتقال أكثر من 550.. الاحتجاجات الطلابية المناهضة لإسرائيل بالجامعات الأمريكية ترفض التراجع    كوريا الشمالية: الولايات المتحدة تقوم ب«تشهير خبيث» عبر نشر تقارير مغلوطة عن حقوق الإنسان    مستشار الرئيس الفلسطيني: عواقب اجتياح رفح الفلسطينية ستكون كارثية    رئيس البرلمان العربي يكرم نائب رئيس الوزراء البحريني    التنمية المحلية: تدريب 2034 قيادة علي منظومة التصالح في مخالفات البناء بالمحافظات    السيسي يتفقد الصالات الرياضية المجهزة بالأكاديمية العسكرية في العاصمة الإدارية.. فيديو    تعليم الإسكندرية تستقبل وفد المنظمة الأوروبية للتدريب    كرة اليد، موعد مباراة الزمالك والترجي في نهائي بطولة أفريقيا    مديرية الشباب بالشرقية تنفذ دورات لطرق التعامل مع المصابين    خالد بيبو: لست ناظر مدرسة «غرفة ملابس الأهلي محكومة لوحدها»    «شريف ضد رونالدو».. موعد مباراة الخليج والنصر في الدوري السعودي والقنوات الناقلة    أبو الغيط: الإبادة في غزة ألقت عبئًا ثقيلًا على أوضاع العمال هناك    محافظة القاهرة تكثف حملات إزالة الإشغالات والتعديات على حرم الطريق    بعد فتح التصدير.. «بصل سوهاج» يغزو الأسواق العربية والأوروبية    9 إجراءات للشهادة الإعدادية.. تفاصيل مناقشات "تعليم القاهرة" بشأن الامتحانات    سياحة أسوان: استقرار الملاحة النيلية وبرامج الزيارات بعد العاصفة الحمراء | خاص    تحرير 134 محضرا وضبط دقيق بلدي قبل بيعه بالسوق السوداء في المنوفية    استمرار حبس عاطلين وسيدة لحيازتهم 6 كيلو من مخدر البودر في بولاق الدكرور    حصيلة تجارة أثار وعُملة.. إحباط محاولة غسل 35 مليون جنيه    رئيس مياه سوهاج يتسلم شهادات 6 محطات حاصلة على اعتماد خطط السلامة    «السياحة»: زيادة رحلات الطيران الوافدة ومد برنامج التحفيز حتى 29 أكتوبر    رئيس جهاز العاصمة الإدارية يتابع معدلات تنفيذ حي جاردن سيتي الجديدة    بسبب البث المباشر.. ميار الببلاوي تتصدر التريند    وزيرة التضامن توجه تحية لمهرجان الإسكندرية للفيلم القصير بسبب برنامج المكفوفين    الليلة.. أحمد سعد يحيي حفلا غنائيا في كندا    السيسي يتفقد الأكاديمية العسكرية بالعاصمة الإدارية الجديدة - فيديو    بيان عاجل لهيئة كبار العلماء السعودية: لا يجوز الحج في هذه الحالة ويأثم فاعله    «بيت الزكاة» يستقبل تبرعات أردنية ب 12 شاحنة ضمن حملة إغاثة غزة    متصلة تشكو من زوجها بسبب الكتب الخارجية.. وداعية يرد    هيئة شئون الأسرى الفلسطينيين: الوضع في سجون الاحتلال كارثي ومأساوي    هل يوجد تعارض بين تناول التطعيم وارتفاع حرارة الجسم للأطفال؟ هيئة الدواء تجيب    الكشف على 165 مواطنًا خلال قافلة طبية بالزعفرانة وعرب عايش برأس غارب    طلب إحاطة يحذر من تزايد معدلات الولادة القيصرية    أفضل دعاء تبدأ وتختم به يومك.. واظب عليه    وزير الخارجية يتوجه إلى الرياض للمشاركة في أعمال المنتدى الاقتصادي العالمي    «الأسد يشعر بضيق تنفس».. 4 أبراج تكره فصل الصيف (تعرف عليها)    إشادة دولية بتجربة مصر في مجال التغطية الصحية الشاملة    "كنت ببعتله تحياتي".. كولر يكشف سر الورقة التي أعطاها ل رامي ربيعة أثناء مباراة مازيمبي    عمل نفتخر به.. حسن الرداد يكشف تفاصيل مسلسل «محارب»    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



تثقل كاهل العريس ويصر عليها أهل العروس
»نفقات الفرح« مظاهر اجتماعية زائفة
نشر في آخر ساعة يوم 19 - 08 - 2012

تحلم كل فتاة منذ أن تفتح عينيها علي الدنيا بليلة العمر والفستان الأبيض الذي سترتديه في استقبال فارس أحلامها الذي سيأتي ليحملها بين يديه ليطير بها إلي عالمهما المشرق الذي سيزدان بأطفال أبرياء ولم تكن العروس وحدها هي من تحلم وتعد العدة لتلك الليلة بل إن والدتها هي الأخري تحلم بليلة من ألف ليلة لتتفاخر بها أمام قريباتها وصديقاتها اللائي يأتين للعرس بفضول شديد وتتفنن الأم في تعديد مآثر عريس ابنتها ومحاسن عائلته علها تفوز بنظرة حقد وحسد منهن ليثبتن بالدليل القاطع نصر العروس وأمها بل إن هناك العديد من الزيجات التي قد تفشل بسبب إصرار الأهل علي إقامة عرس خيالي يقتنعون به وليسعدوا به أقاربهم.
ولكن نظرا للظروف الاقتصادية المتدهورة والبطالة المتوحشة والتي لم تترك بيتا من البيوت إلا وعششت فيه لابد من تخفيض نفقات الفرح ولامانع من إقامة عرس بسيط يقتصر علي الأقارب والأصدقاء فقط ينصرف بعدها العروسان لعشهما الصغير إيذانا ببدء حياة سعيدة.
ولكن الكارثة أنه برغم الانفتاح التكنولوجي وانصهار الحضارات مع بعضها البعض لم تتغير الموروثات الاجتماعية أو التقاليد البالية فالأهل لايقنعون سوي بفرح خمس نجوم يحيه المطرب المشهور ويستمر حتي الساعات الأولي من صباح اليوم التالي مما يعقد الأمور علي العريس الغلبان فيضطر للتخلي عن قصة حبه ويهرب بعيدا عن تلك العادات الخانقة.
"آخرساعة"تناشد الأهالي بمراعاة ظروف الشباب ومساندتهم والدعوة لتخفيض نفقات العرس ومن الأفضل أن يتم إلغاؤه واستبداله بحفل بسيط انطلاقا من مبدأ توفيق راسين في الحلال فهل من مجيب.......
حسام شاب وسيم لم يتجاوز عمره 27عاما يعمل بإحدي الشركات السياحية الكبري والتي لها باع في هذا المجال مما ضمن له دخلا ماديا يحسده عليه الكثيرون ناهيك عن المميزات الأخري التي حصل عليها من تلك الوظيفة وكحال كثير من الشباب بدأ يفكر جديا في تأسيس عش الزوجية والارتباط بفتاة جميلة ذات حسب ونسب تضمن له السعادة والحياة المستقرة التي ينشدها ونظرا لخبرته المتواضعة في تقييم الجنس اللطيف والحكم علي صلاحيته قرر تجنيد والدته في مهمة البحث عن عروس وسرعان ما بدأت الأم في تنفيذ تلك المهمة وأذاعت هذا الخبر أمام صديقاتها وقريباتها لعلهن يستطعن مساعدتها، ومرت عدة أسابيع وإذ بالسيدة"ماجدة"أقرب صديقات الأم تهرول إلي منزل "حسام" والبشاشة تكسو وجهها فقد وجدت ضالتهن المنشودة ....
فالعروس تدعي "مها"علي قدر كبير من الجمال ودرست في إحدي كليات القمة وتنتمي إلي أسرة ميسورة الحال وبعد أن قصت "ماجدة"واسطة الخير كل تلك المميزات علي أذن الأم سرعان ما أخبرت وحيدها بتلك"اللقطة"التي من بها عليهم القدر واتفقا علي زيارة أهل العروس والاتفاق علي كل الاستعدادات ووجدوا ترحيبا شديدا منهم وقد كانت مها وحسام علي موعد مع كيوبيد الحب الذي سدد سهامه إلي قلبيهما ونال منهما وتمت الخطبة بمباركة من العائلتين ومرت الشهور والعروسان يمنيان نفسيهما بالسعادة والحب الذي ينتظرهما ويتعجلان الفرحة وقد اتفقا علي إقامة حفل زفاف أسطوري يتحاكي عنه الجميع ولكن تأتي الرياح بما لاتشتهي السفن فبعد اندلاع ثورة يناير سرعان ماتعرضت بورصة السياحة في مصر إلي الانهيار وأغلقت العديد من الشركات السياحية وتم تسريح أكثر من نصف العمالة في ذلك القطاع ونال حسام حظه من تلك الكارثة فتم تخفيض مرتبه إلي النصف وتدهور به الحال بعد أن كان يحيا حياة رغدة وانقلبت كافة الموازين وتغيرت الصورة الجميلة التي كان يرسمها لحياته الزوجية المقبلة .
وأصبح أمام خيار واحد لإتمام تلك الزيجة وهو إمكانية اقناع حبيبته بخفض نفقات الزواج والغاء إقامة حفل الزفاف فوافقت مها علي تلك الفكرة واتفقا علي استبدالها بأسبوع عسل في أي منطقة تختارها هي فاطمأن قلبه ولكن إذ بهذا الاقتراح يقابل بعاصفة من الرفض والاستهجان من قبل عائلة عروسه التي لم توافق علي ذلك الاقتراح فالأم تريد رؤية ابنتها في الكوشة مرتدية الفستان الأبيض الذي طالما حلمت أن تراها به وأن يصبح حفل الزفاف حديث أقاربهم وأصدقائهم وأصروا علي ذلك بشدة ولم تفلح توسلات ابنتهم أو منطق خطيبها في إثنائهم عن تلك الفكرة وبعد أن يئس حسام وشعر بعدم جدوي ذلك قرر فسخ الخطبة والعدول عن تلك الزيجة التي مازال أصحابها يؤمنون بأفكار متحجرة علي حد اعتقاده وشعر بيأس شديد وحزن مستميت لبعده عن "مها"التي كانت الحب الأول والوحيد في حياته مرددا هذا ماجناه والداها ملقيا اللوم كله علي العادات والتقاليد العفنة والتي لاتقيم وزنا للحب والمشاعر أو حتي الامكانيات المادية.
لم يكن"حسام ومها"هما الوحيدان اللذان عصفت بقصة حبهما العادات والتقاليد بل إن هناك العشرات والعشرات الذين يعتقدون أن إقامة حفل الزفاف والمبالغة في المهر والشبكة هو من سيضمن للطرفين حياة سعيدة فالعريس كلما أنفق علي الحفل أكثر عرف قيمة العروس ولم يستطع الاستغناء عنها بعد ذلك.
تقول مريم منير26عاما أنها مخطوبة منذ عامين وخطيبها يعمل في أحد الفنادق الكبري في القاهرة ولكنه مهدد بترك عمله في أي لحظة بسبب سوء الظروف الاقتصادية والأوضاع الأمنية التي أثرت علي قطاعات كبيرة في الدولة ولذلك فهي تفضل الزواج سريعا وبتكاليف بسيطة علي أن تظل منتظرة لسنوات أخري فالفرح والشبكة أمور ثانوية نستطيع الاستغناء عنها واستبدالها بشهر عسل نقضيه سويا في أي مكان نختاره .. وتضيف مريم: ولامانع من مشاركة العريس ومساعدته في النفقات وتجهيز عش الزوجية فما يهمني قبل كل شيء هوالتفاهم والحب بين الزوجين ومثل تلك الشكليات نستطيع تعويضها وشراءها بعد ذلك .
واتفقت معها سمر يونس طالبة في البكالوريوس فقالت: تمت خطبتي منذ أكثر من عام إلي شاب يعمل بمهنة التدريس وعلي الرغم من سوء أحواله المادية وعدم توافر شقة للسكن بها فقد وافقت علي الإقامة معه في منزل والدته فقد يوفقنا الله بعد ذلك إلي شراء شقة مستقلة بنا تحتضن أولادنا وتكون شاهدة علي حياتنا الوردية وبالطبع وافقت أيضا علي إلغاء حفل الزفاف الذي أدركنا أنه مجرد بذخ وتبذير فالفرحة تكون في قلب وروح العروسين وذويهم ويمكن استبدالها بحفل عائلي ضيق لايستغرق أكثر من ساعة في منزل والد العروس ينتقل بعدها الزوجان إلي شقة الزوجية وهي مقر الفرح الحقيقي.
وعلي العكس من ذلك تري عفاف محمد إخصائية اجتماعية 28عاما: إن ارتفاع تكاليف الزواج وراء عزوف الكثير من الشباب عن الزواج وتري أن من الحكمة التنازل عن بعض الطلبات وعدم المغالاة فيها فمثلا لا مانع من إلغاء الفرح والاكتفاء بحفلة صغيرة وأيضا السكن في شقة ايجار جديد بدلا من التمليك والاكتفاء بالسفر ليومين للإسكندرية أو غيرها من المصايف كبديل لشهر العسل الذي قد تشترط فيه بعض العرائس للسفر لإحدي الدول الأوربية وقضاء شهر كامل هناك مما يعرض العريس للاستدانة وتعرض موقفه المالي للإحراج.
وعن رأي المتخصصين في ظاهرة المبالغة في حفلات الزفاف تقول د.زينب شاهين خبيرة التنمية وعلم الاجتماع : هناك بعض الأفكار الاستثمارية البسيطة التي يمكن للزوجين استخدامها للحد من تكاليف ونفقات الزواج.. منها وضع قائمة بمتطلباتها لإعداد المنزل وتقديم هذه القائمة للأهل والأصدقاء لأخذ آرائهم بحيث يقوم كل منهما بشراء شيء ما يكون مفيدا لمنزل العروسين كجهاز كهربائي أو قطعة أثاث أو ديكور.. ثم يقوم العروسان بتوظيف هدايا القائمة لإعداد منزلهما وإكمال محتوياته بدلا من ترك اختيار الهدايا للأهل بأنفسهم فهنا قد يقومون بشراء شيء ليست له فائدة حقيقية ولا يعد استثمارا بالنسبة للعروسين.
أما عن حفلات الزفاف فتري أنه يمكن الاستعانة بحفل عائلي أو عقد القران في قاعة مناسبات ودعوة الأهل والأصدقاء اليها كبديل عن قاعات الأفراح الكبيرة والمكلفة أو عقد القران بشكل عائلي ثم القيام بنزهة أو سهرة بسيطة تقتصر علي العروسين فقط والكثيرون الآن اصبحوا أيضا يميلون إلي تخفيض نفقات حفل الزفاف وتوجيهها لرحلة شهر العسل وهو ما يعد أيضا أكثر وفرا من الناحية الاقتصادية.
واتفق معها الخبير الاقتصادي الدكتور حمدي عبدالعظيم الرئيس الأسبق لأكاديمية السادات للعلوم الإدارية الذي أرجع ارتفاع أسعار قاعات الأفراح لمظاهر البذخ والترف الذي يهيمن علي فكر المجتمع، لافتاً إلي أن غالبية الشباب يقترض من البنوك أو يستدين من الأفراد حتي يستطيع توفير متطلبات ليلة الزفاف حتي لايشذ عن القاعدة الاجتماعية التي وضعها مجتمعنا المبني علي العادات والتقاليد الزائفة التي يحرص الأهالي علي اتباعها ولا ينفضونها أبدا من عقولهم فالمبالغة في نفقات الزواج تؤدي إلي معاناة الشاب بعد الزواج، وعجزه عن تدبير متطلبات الحياة اليومية، فينخرط في دوامة الأقساط التي تثقل كاهله، وربما تنهي حياته الزوجية بعد ذلك.
وختم حديثه مطالبا وسائل الإعلام بضرورة توعية الأسر أن المبالغة في نفقات الزواج لا تحقق السعادة الزوجية، مشدداً علي ضرورة التفكير بواقعية، حتي لا يصبح عريس اليوم ضحية الغد للمظاهر الزائفة.
نجحت في توفيق عشرات الرؤوس في الحلال
الخاطبة الإلكترونية.. أحدث صيحة في عالم الزواج
إلا أنه بمرور الزمن والتطورات التكنولوجية التي غزت كافة مناحي الحياة باتت"ظاهرة الخاطبة"مهددة بالانقراض فالشباب أصبح منفتحا كل الانفتاح فمواعدة فتاة جميلة أسهل ألف مرة من تنزيل أغنية لتامر حسني وبالطبع ظهرت مواقع الزواج الإلكترونية لتجذب قطاعا كبيرا من الشباب فضل البحث عن نصفه الأخر علي الشبكة العنكبوتية علها تكون واسطة الخير لتعود "الخاطبة"إلي الساحة ولكن بثوب جديد وأفق تكنولوجي بحت حتي أن اسمها قد تغير الي"خاطبة أون لاين"...
وتقوم تلك السيدة المودرن بإعداد استمارة بيانات تفصيلية يملؤها الطرفان بعد دفع رسوم الاشتراك تحوي مواصفاتهما ومواصفات الشريك الآخر التي يحلم بها بشرط الجدية والسرية الشديدة لينتظر كلا الطرفين رد"الخاطبة"إما بالإيجاب أو بالسلب فهل ستصبح الخاطبة الإلكترونية حلا لمشكلة العنوسة التي توحشت في مجتمعنا خاصة أن معظمهن أصبحن يتمتعن بقدر عال من التعليم ومستوي اجتماعي مرموق حتي أن بعضهن يعملن كمستشارة نفسية ومدربة اجتماعية ...هذا ما ستسفر عنه التطورات التكنولوجية الآتية لامحالة.
أنا شاب وسيم أبلغ من 26عاما أنتمي لأسرة عريقة تسكن مدينة الإسكندرية وعلي خلق عال يثني عليه الكثيرون وأعمل في إحدي شركات السياحة المرموقة بمدينتي .
أرغب في الارتباط بفتاة تتمتع بجمال بارع وتدين ملحوظ وذات حسب ونسب ويفضل أن تكون حاصلة علي شهادة عليا والشرط الأساسي ألا يزيد عمرها عن 25عاما وترضي بالسكن في منزل الأهل....
كانت هذه هي بعض البيانات الذاتية ومواصفات شريكة العمر التي ملأها سامح عند زيارته لمقر أحد مواقع الزواج الإلكترونية بالقاهرة بعد أن دفع رسوم الاشتراك والتي تزيد علي المائة جنيه .
فسامح جاء إلي العاصمة وكله أمل في أن يعثر علي فتاة أحلامه من خلال تلك المواقع التي طالما سمع عنها من أصدقائه ولمس مدي جديتها في توفير عروسه التي فشل في أن يجدها في الوسط المحيط به وبدأت رحلة الانتظار..
ولكن لحسن حظه لم تطل تلك الرحلة فبعد يومين فقط دق جرس تليفونه بالخبر المنتظر فالأستاذة كاميليا مديرة الموقع والخاطبة الإلكترونية عثرت علي ضالته المنشودة وعروس الأحلام انها"سمر"فتاة حباها الله بجمال هادئ وعقل راجح كما أن عمرها لايتعد الثلاثة والعشرين عاما وقد وافقت علي كل شروطه وعلي استعداد لتبادل الأراء والتعارف بينهما وطار قلب العريس فرحا وشعر بأنه قد حقق نصرا غاليا فالله يقف بجواره وسوف يذلل له كافة العوائق وتم تحديد ميعاد المقابلة الشخصية...
وجاءت سمر مرتديه أبهي حللها متأبطة كتف والدها الذي اشترط وجوده لضمان جدية الموضوع وحماية لابنته الصغيرة من أي شرر قد يحدث لها علي حد اعتقاده ومنذ أن وقع بصر سامح عليها حتي هام بها عشقا وشعر بأن كيوبيد يقف له بالمرصاد وتمني أن تكن من قسمته ونصيبه.
وبدأت جلسة التعارف التي امتدت إلي الساعة والنصف تقريبا وتحدث العروسان في كافة الموضوعات الحياتية وشعر كلاهما بخفقان القلب حتي أن الخاطبة شعرت بذلك الانسجام العاطفي وشعرت بأن مهمتها سيكتب لها النجاح بإذن الله وهنا أعلن العروسان عن ارتياح قلبيهما وموافقتهما علي الارتباط ليطير بعدها سامح إلي مدينته ليخبر والديه بأنه قد عثر أخيرا علي سندريلا حياته ورفيقة عمره وتمت الخطبة في جو عائلي بهيج واتفق الطرفان علي اتمام إجراءات الزواج في أقرب وقت حتي يتسني للعروسان قضاء أجمل أيام عمرهما معا وتحت مظلة السعادة..
بالطبع لم يكن سامح وسمر وحدهما من وجدا غايتهما في تلك المواقع وكانت الخاطبة الإلكترونية شاهدة علي قصة زواجهما بل إن هناك عشرات غيرهما لجأوا إليها ووفقهم الله في العثور علي نصفهم الآخر ولكن هناك آخرون غير راضين عنها وغير مقتنعين بمدي جديتها ومصداقيتها...
"أخرساعة" استمعت الي آراء بعض الشباب عن تلك المبادرة تقول ريم سمير 28سنة: لاشك أن العنوسة أصبحت هي الخطر الحقيقي الذي يواجه شبابنا نظرا للظروف الاقتصادية التي تمر بها البلاد مما أثر علي النواحي الاجتماعية كالزواج والطلاق والملاحظ أن الفتيات هن الأكثر تأثرا بذلك وتزداد مخاوفهن من عدم اللحاق بقطار الزواج فيلجأن إلي مواقع التزويج التي قد يستغل بعضها تعطش الفتيات للحب للايقاع بهن واستغلالهن في أمور سيئة .
وعن موافقتها علي الزواج عن طريقها قالت: إذا نويت الزواج الإلكتروني فإن هناك مواقع معروفة بعينها تضمن للمستخدم السرية والخصوصية الشديدة سوف أسارع بالالتحاق بها لعل الله يجعلها سببا من أسباب سعادتي والعثور علي فتي أحلامي..
وعلي العكس من ريم فإن محمود شهدي 30سنةمحاسب يري:أن تلك المواقع ماهي إلا مضيعة للوقت ووسيلة نصب إلكترونية فالشاب قد يقبل علي دفع رسوم الاشتراك أملا أن يجد غايته فيها ولكن ربما لتعلل القائمين علي الموقع بعدم وجود عروس مناسبة تضيع عليه تلك الرسوم والعروس أيضا فالأنسب هو اختيار الشاب لفتاة أحلامه بنفسه أو بمساعدة والدته أو إحدي قريباته محل الثقة ليضمن بذلك حياة مستقرة وليست حياة قائمة علي لعب العيال والشات.
وبعد أن استمعنا إلي آراء بعض الشباب عن جدية تلك المواقع انتقلنا للحديث مع "واسطة الخير ووش السعد علي العرسان والعرائس" إنها الخاطبة التي لاتستطيع تغيرات الزمن أو العولمة أن تقلل من قيمتها ودورها فهاهي الخبيرة النفسية الدكتورة نعمت عوض الله أول خاطبة إلكترونية في مصر فهي المسئولة عن موقع »خاطبة أون إسلام« فبدأت بقص حكايتها عن تلك التجربة الفريدة فتقول: لاشك أن الثورة التكنولوجية قد امتدت إلي كل مناحي الحياة ومنها العلاقات الأسرية والاجتماعية وأصبح التحاور والتواصل الإنساني ممكنا عن طريقها وقد عرفنا قيمة التكنولوجيا في ذلك ففكرنا في إنشاء موقع للزواج يبني علي أساس المصداقية والخصوصية الشديدة خاصة أن هناك العديد من المواقع التي تستغل مشكلة العنوسة في أهداف غير حميدة كما أننا نقدم خدمة الدورات التدريبية للمقبلين علي الزواج ويكون التواصل من خلال البريد الإلكتروني ولكن شرط الاستعداد الجاد والصدق في العلاقة كما أننا ندعم فكرة لقاء الطرفين البعيدين عن بعض من خلال السكايب ووجدنا إقبالا كبيرا من الجنسين .
وتضيف نعمت: يقوم كل طرف من الطرفين بملء استمارة البيانات ومواصفات شريك حياته التي يرغبها مع نبذة مختصرة عن مواصفاته وتقييمه لشخصيته وبعد أن يوفقنا الله في ايجاد مايطمح إليه من مواصفات نقوم بتحديد ميعاد للمقابلة الشخصية بينهما سواء أكانت وجها لوجه في المكتب يرافقهما أحد من الأهل أو الأصدقاء لنثبت جدية الموضوع أو من خلال الانترنت واذا وجد الطرفان راحة نفسية وقبولا من كليهما يتم تحديد ميعاد لمقابلة أهل الفتاة في المنزل ليتم بعدها تحديد موعد الخطبة الرسمية ولكن إذا لم يتم توافق فإن الموضوع ينتهي من مكتبي وبهذا نضمن عدم إحراج الطرفين.
وعن نوعية المقبلين علي تلك الخدمة فأضافت:عادة مايكون الإقبال أكثر عند البنات اللاتي يخفن من شبح العنوسة فيحاولن إيجاد طريقة لإنقاذهن ومنها مواقع الزواج والتي قد يكون النسبة الكبري منهم مواقع نصب واستغلال لمعاناة هؤلاء الفتيات أما الشباب فأغلبهم يتحجج بالظروف الاقتصادية الصعبة التي تعاني منها البلاد ومشكلة البطالة التي خلفت آلافا من الشباب غير قادرين علي إيجاد فرصة عمل مناسبة فيقضون أغلب أوقاتهم في الدردشة الإلكترونية وقد يخوضون قصص حب زائفة كنوع من أنواع الترفيه والترويح عن النفس لهذا نشترط الجدية والصدق في الشاب المقبل علي الارتباط كما يقوم بدفع رسوم الاشتراك وشراء استمارة البيانات...
وعن أكثر المواصفات المطلوبة في فتاة الأحلام قالت:معظم الشباب يتمنون الارتباط بفتاة جميلة ذات قوام ممشوق و تكون قريبة الشبه بفاتنات السينما العيون الزرقاء والشعر الذهبي المسترسل إضافة إلي حسبها ونسبها العريق بالإضافة إلي أن تكون حاصلة علي شهادة عليا أي أن تكون »عروس فول أوبشن« أما الفتاة فتحلم بالفارس الجسور الذي يأتي علي حصانه الجامح ليخطفها ويحلق بها بعيدا في سماء الرومانسية متأثرة بالدراما التركية التي غزت عقول الفتيات وجعلتها تقارن عريسها بمهند أو كريم وقد تفشل العديد من الزيجات لهذه الأسباب الوهمية فالواقع يختلف جذريا عن الدراما فلابد علي الفتاة أن تدرك ذلك وتحاول مسايرته.
ولم تكن الدكتورة نعمت أو ماما نعمت كما يطلق عليها رواد موقع أون اسلام هي وحدها من اقتحمت ذلك العالم بل أن هناك العديد من صفحات الفيس بوك التي تولت مهمة تزويج الشباب فهناك صفحة "خاطبة الفيس بوك"والتي تقوم عليها مني رفاعة والتي روت تجربتها في ذلك المجال قائلة:منذ عدة سنوات راودتني فكرة أن أكون واسطة الخير بين الشباب والفتيات وأقوم بتذليل كل الصعاب أمام الباحثين الجادين في موضوع الارتباط خاصة بعد أن نجحت في تزويج عدة فتيات وبالطبع وجدت أن الفيس بوك هو أحسن وسيلة للقيام بهذا الدور فالشباب يقضون معظم أوقاتهم أمامه وصممت تلك الصفحة ووجدت إقبالا كبيرا من الشباب عليها نظرا لسرية وخصوصية البيانات لنضمن لكلا الطرفين الثقة والأمان فوظيفة الخاطبة لم تنته الي الآن من مجتمعنا ولكنها أصبحت في أضيق الحدود إضافة إلي أن معظم السيدات أصبحن يحملن هذا اللقب لشروعهن في أن يكن واسطة خير في تزويج الفتيات.
وعن أهم الشروط التي لابد من توافرها في المقبلين علي الموقع قالت:عند الاتصال بي وإبداء نية الطرف في الاشتراك في المجموعة يقوم بملء بعض البيانات التي تشرح طبيعة هذا الشخص وشرط أساسي أن يوضح مدي اهتمامه بالدين ومواظبته علي أداء الصلاة فالتدين مطلوب وأداء الصلاة في أوقاتها هو مايثبت ذلك وبعد مطابقة مواصفات الطرفين نحدد لهم موعدا للمقابلة وإذا تم المراد فيكون تحت إشراف الأهل بعد ذلك.
وعن أهم المواصفات التي لابد من توافرها في الطرفين معا تري مني:بالطبع لابد من وجود كيمياء بين كليهما وانجذاب عاطفي حتي ولو كان ضئيلا فالحب والتفاهم ينمي ذلك الانجذاب كذلك لابد من توافر صفات مشتركة بينهما كالقدرة علي التحدث ومشاركة الآخرين مناسباتهم الاجتماعية فالفرد المنعزل لايميل بطبعه إلي الأفراد المنفتحين وهكذا إضافة إلي شرط التدين لأنه يصلح البيوت ويهدئ من روعهما ويخفف من حدة مشكلاتهما.
وتختتم مني حديثها موجهة بعض النصائح إلي الشباب المقبل علي الارتباط أو انتوي عليه: لابد للطرفين أن يفهما نفسيهما بصورة صادقة ويحاولا التعرف علي مواطن القوة والضعف في داخلهما حتي يستطيعا تحديد الصفات المطلوبة في الشريك الآخر فالزواج هو انصهار كيانين مع بعضهما البعض لتكوين رباط أسري وثيق وشرط الصراحة هو الذي سينجحها ولابد ألا يهتم أكثر من اللازم بآراء المحيطين به لأنها عادة ماتكون سلبية وقد تؤثر علي ثقته بنفسه فتؤثر علي اختياراته.
ركود في سوق الموبيليا
يرتبط العيد المبارك دائما بكثرة الأفراح والزيجات.. وهذه الأفراح يرتبط بها أيضا رواج لبعض البضائع المرتبطة بهذه المناسبات مثل شبكة العروس الذهبية وكذلك الموبيليا وتجهيز أثاث الزوجية وأكثر الأماكن التي اشتهرت ببيع الموبيليا هي سوق المناصرة بالقاهرة والتي تضم كل أغراض الموبيليا وبها أسعار خارج المنافسة بالإضافة لإرضائها كل الأذواق وكل الطبقات.
»آخر ساعة« تجولت في سوق المناصرة متفقدة حالة السوق وأسعار الموبيليا ومظاهر العيد والأفراح في هذا التوقيت وحركة البيع والشراء ورصدت أجواء المشهد هناك.
الجواب يظهر من عنوانه..
فالمشهد يعد ساكنا منذ بدايته وحتي النهاية شوارع المناصرة يسودها الهدوء.. لا يوجد زحام ولا أي مشهد من مشاهد البيع والشراء أو حتي الفرجة.. المحلات خالية من الناس أصحابها يجلسون أمامها بائسين.. ينتظرون مرور أي شخص لمحاولة التقاطه حتي يدخل المحل ليشاهد البضاعة المعروضة لعل وعسي يعجبه شيء فيقرر الشراء.. كلما كنا نمر من أمام أي محل يقوم أصحاب المحل واقفين ينادون علينا.. اتفضلوا.. موبيليا فاخرة وأسعار مريحة.. طلباتك إيه.. عندما كنا نخبرهم بأننا صحفيون ونقوم بعمل موضوع عن سوق المناصرة وحركة البيع والشراء بالنسبة للموبيليا خاصة أننا مقبلون علي العيد الذي تكثر فيه الزيجات في الأفراح وطلبات العرائس فيخبرنا أصحاب المحال بأن السوق نائم جدا ولا يوجد أي رواج.. فهذا الحال منذ قيام الثورة ولكنهم كانوا قبل ذلك أفضل حالا..
حالة الركود تسود جميع المحلات بلا استثناء سواء المتخصصة في بيع الأنتريهات أو الصالونات أو محلات غرف النوم أو السفرة أو حتي الأنتيكات.. وقفنا أمام محل أنتريهات تحدثنا مع صاحبه (عمرو القليوبي) يعرض في محله الأنتريهات الفاخرة المصنوعة من الخشب (الزان) يبدأ سعر الأنتريه من 4000جنيه وهذا الخشب هو الذي يتحمل ويصمد علي مدار السنوات مع الاستعمال عكس أنواع أخري رديئة بأسعار أقل قد تصل إلي 2000جنيه أو حتي 1800جنيه ولكنها مجرد شكل فقط.. فكانت نصيحته أن المشتري لا يجب أن يبحث عن الشكل فقط ولكن من المفروض أن يبحث أيضا عن الخامات الجيدة والخشب المتين.. سألناه عن حركة البيع والشراء فقال: السوق في حالة ركود تام فليس هناك إقبال من العرائس أو المقبلين علي الزواج للشراء لأن تدهور الحالة الاقتصادية أثرت علي الجميع.. ولكن العجيب كما أخبرنا أن من يقوم بالشراء هم المتزوجون القدامي الذين يريدون تجديد أثاثهم أو شراء جديد بدلا من الهالك علي مدار السنوات.. أما المقبلون علي الزواج فبعضهم يشتري من محلات الموبيليا القديمة المدهونة وهناك من يشترون من خارج المناصرة.
وأما المحل المقابل له فهو محل صالونات.. ولا يختلف عنه في شيء فرغم أن أسعاره معقولة فالصالون قد يبدأ من 1800جنيه أو 2000جنيه.. وقد يصل إلي 4000جنيه إلا أنه لا يوجد بيع ولا شراء فمعظم الناس متواضعة ماديا.. وأكثر المتزوجين لا يقومون بملء الشقة كلها بالأثاث ولكنهم حريصون علي الضروريات فقط التي لا غني عنها في بداية حياتهم الزوجية.. سألته عن أنواع الخشب المختلفة ودرجاتها ومميزاتها فأخبرني بأن هناك الخشب الزان وخشب السويد والخشب الأبيض.. وخشب الشجر وهو درجات حسب السعر.. أما خشب الموسكي فهو نوع رديء ورخيص ولا يتحمل ولكنه مجرد شكل ودهان فقط..
بعدها بعدة خطوات وجدنا محلات للسفرة.. دخلنا المحل وسألناه عن الأسعار فأخبرنا صاحب المحل بأن أسعار السفرة تبدأ من 2000، 3000جنيه للخامات المتواضعة وقد تصل إلي 30 ألفا للخامات الممتازة وبين السعرين درجات كثيرة.. ولكن ليس هناك إقبال علي الإطلاق.. سألته إذا كان السوق بهذا الركود فمن أين يشتري العرائس جهازهم فرد قائلا: هناك أماكن خارج المناصرة تبيع الموبيليا الرخيصة أو حتي القديمة مثل شارع التونسي وشارع محمد علي.. وأن الأسعار تكون حسب خامات الخشب وكذلك نوعية الدهان وأيضا إتقان المصنعية فلا يقوم صاحب محل باستخدام خشب عالي الثمن ويدهنه دهانا رخيصا أو يكون تشطيبه رديئا ولكن علي قدر خامات الخشب تكون جودة الدهان والمصنعية أيضا.. أمامه مباشرة محل غرف نوم يبدأ سعر الغرفة من 6 إلي 8 آلاف جنيه وقد تصل إلي 15 ألفا وأحيانا إلي 30 ألفا للغرف الفاخرة المصنوعة من خامات غالية الثمن من حيث الخشب والدهان والجودة والشكل وكل حسب ثمنه فهناك بضاعة رديئة عبارة عن شكل فقط ولكنها لا تمكث طويلا وبعد فترة وجيزة يتم استهلاكها.. وأشار إلي محل أمامه يدخل غرفة نوم جديدة داخل المحل ينزلونها من علي السيارة قائلا: هذه البضاعة تدخل المحل ولا تخرج منه.. فانس أن يشتري أحد الآن فصاحب المحل سينتظر الفرج.
مشينا بضع خطوات أخري لندخل محل أنتيكات تحدثنا مع صاحبه الذي أخبرنا بنفس ما قاله الآخرون عن ركود السوق رغم أنه يعرض بضائع رخيصة ولكنها متينة الصنع.. فالمائدة قد تكلف (300) جنيه فقط ومع ذلك لا يوجد حركة شراء ولذلك فهم لا يعرضون الكثير الآن ولكن البضاعة المعروضة محدودة ولكن هناك نوع من الخشب نزل السوق بأقل الأسعار ولكن أردأ الخامات وهو الخشب الصيني الذي بدأ يحل مشكلة الفقراء فهو رخيص التكلفة جدا ولكنه رديء جدا جدا وحرام فيه الفلوس.. محل آخر يعرض أنتيكات أخبرنا من بالمحل في قول واحد السوق حاله نائم ولا يوجد بيع ولا شراء.. فهذا الشارع الذي تقفون فيه الآن في هذا التوقيت منذ سنتين كان مزدحما بالناس لا تكاد تستطيع الوقوف فيه ولا كنا نستطيع الوقوف معكم والرد عليكم بهذا التمهل عكس ما يحدث الآن من هدوء وركود.. فالشارع كله كما ترون خال تماما وهادئ وحتي من كان عنده صنايعية استغني عن معظمهم بسبب حالة الركود وسوء الحالة الاقتصادية.
ارتفاع الأسعار والركود الاقتصادي الذي تشهده البلاد وغلاء المهور وغيرها من العقبات كانت سبباً مباشراً في عزوف أغلب الشباب عن فكرة الزواج وكانت سبباً في ارتفاع نسبة العنوسة بين الفتيات إلي أكثر من 9ملايين عانس، البعض يدعو الآباء والأمهات إلي ضرورة التيسير في إجراءات الزواج وأن يتساهلوا في بعض الأمور التي قد تعيق إتمام الزواج كمصاريف حفل الزفاف أو فستان الفرح، وغيرها.
ومع هذا الاتجاه كان "الذهب الصيني" هو ملاذ العديد من الأسر المصرية البسيطة التي أعاقت ظروفهم المادية طريقهم للزواج ، امتاز الصيني بانخفاض سعره ، وألوانه الرائعة واقترابه الكبير من شكل الذهب الأصلي، وعدم الاختلاف معه في شيء، وكان لظهور ذلك الذهب مفعول السحر لدي بعض المقبلين علي الزواج ممن يعانون كثرة التكاليف ومشقة نار الأسعار فقام العديد منهم باستبدال شبكة العروس بشبكة من الذهب الصيني الجديد، حتي أن الفكرة لاقت رواجاً كبيراً، وأصبح الذهب الصيني بديلاً للذهب الأصلي في شبكة العروسة.
وخلال جولتنا بشارع الصاغة لنتعرف علي مدي رواج الذهب الصيني في الأسواق أكتشفنا أنه يلقي رواجاً هائلاً، وقال لنا أحد تجار الذهب بالصاغة إن أسعار الذهب الأصفر الأصلي لا تزال مرتفعة بشدة، وسعره لا يزال بعيداً عن متناول أيدي الكثيرين، بل أصبح مقصورا علي القادرين مادياً فقط، أما محدود الدخل ومعتدلوه فلا يستطيعون شراءه، وقال إنه في الوقت الذي ارتفعت فيه أسعار المشغولات الذهبية، تلألأ الذهب الصيني بأشكاله المنافسة للذهب، والذهب الأبيض والألماس، وربما تشهد الأيام المقبلة تحولاً في اختيار الشبكة من الذهب الصيني للتحايل علي تضخم معدلات العنوسة، ولكن المهم أن يتقبل المجتمع الشبكة الصيني البديلة.
وكانت هناك مفاجأة أخري كشفها لنا مينا الخواجة تاجر للذهب بالصاغة حينما قال إن هناك اتجاها جديدا للتعامل مع الشبكة يقوم علي أساس مبدأ التأجير، فيتم اللجوء إلي شراء الشبكة بحيث يتم بيعها بعد الزفاف مباشرة مع تحمل العريس للخسارة، وفي بعض المناطق، يتم استئجار شبكة حقيقية مع كتابة شيك علي بياض يستلمه العريس بمجرد إعادته للذهب المستأجر، وذلك مقابل مبالغ تتراوح بين 100و200 جنيه.
أما أحمد السيد ، (صاحب محل ذهب)، فأكد أنه يشاهد يومياً مواقف طريفة تحدث أمامه كل يوم، منها ما يمر بسلام، ومنها " اللي يقلب بغم" – حسب وصفه.
ويقول عنها: مواقف كثيرة تمر علينا لكن ما اعتدنا عليه أن العريس يدخل ويطلب من عروسه تختار كل اللي يعجبها، وعند الدفع يصدم ويرتبك ويأخدها بره المحل ويتكلموا، وطبعاً هي وشها بيجيب ألوان، وإما أنهم يرجعوا ويشتروا " دبلة ومحبس"، أو يروحوا، علشان كده من الأفضل أن العروسة والعريس قبل ماينزلوا يشتروا يعرفوا سعر الدهب، ويتفقوا علي اللي عايزينه.. أريح لهم وللبائع وبيجنبهم أي خلاف.
وقال يوسف سورياس صائغ : " محدش بقي يشتري شبكات النهاردة، لأن الشبكة المعقولة يصل سعرها إلي 20ألف جنيه، لذلك يلجأ العروسان إلي الدبلة والتوينز والخاتم كبديل، وأغلب الطبقات المتوسطة أصبحت تتجه لذلك، لأنه لم يعد أمامها حل آخر، بسبب الغلاء، وعلي العكس تماماً من ذلك مازال في الصعيد عائلات كثيرة تتمسك بشراء الشبكة، ولكن ليس بمبلغ معين ولكن بالجرامات".
نزلنا إلي الشارع والتقينا بعدد من الشباب لنتعرف منهم عن رأيهم في الشبكة الصيني وهل يقبلون أن تكون بديلاً عن الذهب الأصلي أم لا، وكانت البداية مع شيماء حسن طالبة 20 سنة، والتي قالت إنها ترفض بشدة مبدأ الاستعراض بالمظاهر الزائفة، وأنها لا مانع لديها من قبول الشبكة من الذهب الصيني، وشرطها الوحيد لذلك أن يكون الجميع علي علم بأن شبكتها ليست من الذهب الأصلي.
وقالت: لن أخجل من الإعلان عن أن شبكتي من الذهب الصيني، فأنا لا أحب أن تبدأ حياتي بكذبة صغيرة، حتي وإن لم يقبل الجميع بالحقيقة، -الأهل قبل الأغراب - صراحتها ستفضل الاستغناء عن الشبكة تماماً مهما كانت العواقب.
ضد الصيني
أما مها فهمي بكالوريوس تجارة، فقالت: لازلت أتشبث بالذهب الأصفر كشبكة، وأرفض تماماً فكرة الذهب الصيني، فكيف أقبل بشبكة من الذهب الصيني لا قيمة لها فهي مجرد إكسسوارات، تنتهي قيمتها بمرور الوقت، وأضافت أنها تقبل شبكة من الفضة أفضل لها من الذهب الصيني.
بينما لا تمانع سلوي حسين بكالوريوس حاسب آلي، في أن يحضر خطيبها لها شبكة من الذهب الصيني تيسيراً للأمور وقالت:"لقد أصبحت في عمر لا يسمح لي إلا بتيسير إجراءات الزواج، وإلا لن أجد من يقصد باب منزلي ثانية، ولأننا مجتمع يهتم بالمظهر أكثر من الجوهر لا أجد حرجاً في أن أقول إن شبكتي من الذهب الصيني أو الفضة أيضاً من أجل رفع قيمة خطيبي أمام العائلة والأصدقاء.
إهانة للعروسة
في الوقت الذي قبلت فيه بعض الفتيات فكرة وجود شبكة من الذهب الصيني، كانت المفاجأة في رفض عدد كبير من الفتيان لهذه الفكرة، ، فمحمود مصطفي (29عاما) مهندس كهرباء، يقول: "الشبكة من الذهب الصيني فكرة سيئة للغاية، ومسيئة جداً في حق البنت، موضحاً أن بعض الأهالي لا يطالبون بالشبكة من الأساس، حتي ولو عرض عليهم من قبل العريس، وذلك في سبيل إتمام الزواج في ظل المحنة الاقتصادية التي يمر بها الشباب.
مصطفي أكد أيضاً، أنه لو عُرضت عليه هذه الفكرة لن يوافق كي لا يضع نفسه في مأزق آخر وهو أن تقوم زوجته في المستقبل بمعايرته.
ويوافقه في الرأي عمر عاطف (34 عاما) مهندس، مشيراً إلي أن الشبكة من الذهب الصيني عديمة القيمة في نظره، وقال: "إذا مر الزوج بظروف صعبة يبيع شبكة زوجته الذهبية، ولم أسمع عن أحد يفك كربه بخاتم من ذهب صيني".
الحموات يرفضن الصيني
كان ضروريا أن نتعرف علي رأي واحد من أهم الأطراف في تلك القضية، وهو الحموات اللاتي غالباً ما يكن هن السبب في رفض فكرة استبدال الشبكة الذهبية بأخري صيني علي اعتبار أن ذلك يعد تقليلاً من قيمة الابنة، وإيماناً منهن أن العريس لا بد أن يدفع دم قلبه في سبيل الحصول علي عروسه المصون.
التقينا بمنال ممدوح (ربة منزل) فقالت: "إنني لا أوافق علي أن يحضر عريس لابنتي شبكة من الذهب الصيني، فأري أنه لا داعي لها والاستغناء عنها بدبلة ذهب أفضل من أن أقلل من قيمة ابنتي بالصيني.
أما نبيلة علي (50عاما) ربة منزل، فأشارت إلي أن الشبكة هدية العريس لعروسه مهما كانت قيمتها، وإن لم يكن مقتدراً فلا داعي منها علي الإطلاق.
في الوقت الذي أكد فيه عماد علي (55عاما)، أنه لم يتفق مع أزواج بناته الثلاثة علي قيمة الشبكة، وأنها كانت متفاوتة حسب مقدرة كل عريس، مشدداً علي أنه لن يقبل أن تكون مقدرة زوج ابنته الصغيرة من الفضة، فبالرغم من عدم حبه للمظاهر والتعالي إلا أنه لا يمانع في أن تكون الشبكة مطعمة بالفضة، كأن تكون مثلاً دبلة من الذهب وإسورة من الفضة شرط أن يكون الجميع علي علم بأنها فضة ولكن لا أوافق علي الذهب الصيني مطلقاً.
تعودنا من الصين أنها تتنج كل شيء، خاصة كل ما يشتهي إليه المصريون، دون أن نعرف كيفية صناعة تلك المنتجات التي نقبل عليها بلا وعي، فما يهمنا هو شكلها الأنيق وتلبية احتياجاتنا بأقل الأسعار، وأكثر المنتجات الصينية التي ضحكت علي عقولنا هي "الذهب الصيني" الذي يستنكره المتخصصون مطلقين عليه اكسسوارا، والذي هو في الأصل فكرة مصرية قديمة وليست صينية، حيث كانت النساء في المناطق الشعبية أوائل القرن الماضي يقبلون علي شراء ذهب قشرة الجمل نظراً لرخص ثمنه، لكن هذه الصناعة اندثرت كغيرها، ليظهر لنا الذهب الصيني مهددا بالأمراض الجلدية نتيجة صناعته من المعادن، حتي تكتشف "آخر ساعة" الجديد أن هناك ورشا تقوم بصناعة الذهب الصيني من بوردرات الموبايل التي تصنف من ضمن النفايات الإلكترونية.
الحكاية بدأت عندما دب الشك في قلب سيد محمد، صاحب أكبر محل صيانة موبايلات بدمياط، بعد تردد عدد كبير من التجار عليه لشراء بوردرات فارغة والتي يقوم بالتخلص منها في صناديق القمامة بعد أن يأخذ منها كل المقومات التي يستعين بها في الصيانة، لكنه رفض فعرضوا عليه شراء الكيلو ب 100 جنيه، وهو سعر غال علي شيء يؤكد أنه لن يتم الاستفادة منه بشيء، في حين أنه يقوم بشراء كيلو البوردة السليمة ب 150 جنيها.
يضيف: "قررت أنهم لو رجعوا تاني.. هشوف هما عايزين إيه بالظبط، وهيستخدموا البوردرات دي في إيه، لأنها لو مفيدة فأنا الأولي بيها، خصوصا أني أكبر محل صيانة، وكان عندي وقتها حوالي 6 كيلو بوردرات تقدر ب 500 بوردة".
يواصل: "وبالفعل رجعوا تاني، لكنهم جاءوا لي بواحد صديقي من التجار ليقنعني، وقالي: خد اللي انت عايزه من البوردة.. واحنا هنشتري اللي بترميه!"، الحيرة التي أصابت سيد جعلته يشترط علي صديقه أن يخبره بسر بحثهم عن البوردرات الفارغة، والذي أخبرني أنهم يقومون بتوزيع تلك البوردرات علي ورش تصنع الذهب الصيني.
ويشرح سيد علي لسان صديقه كيفية صناعة الذهب الصيني من البوردة، يقول: " البوردة عبارة عن IC شبكة ومقومات تقوم بتشغيل الموبايل، ونحن في الصيانة نحتاج إلي الشبكة فقط، والباقي ليس له أي قيمة، كما أنها تتكون من 3 طبقات مضغوطة، الأولي لونها أخضر، والثانية طبقة من النحاس، والثالثة طبقة صفراء بلون الذهب، يقوم التجار بتسييح البوردة في محلول ملحي، للتخلص من المادة الخضراء، ليبقي النحاس الخام والمادة الذهبية فقط".
يتابع: " بعد ذلك يقومون بتوزيع مادة النحاس علي ورش الذهب الأصلية الذي يعمل علي تجميد الذهب، أما المادة الصفراء فتعد المادة الخام الأصلية التي يستخدمها الصينيون في صناعة الذهب الصيني، وهناك ورش سرية بمركز نبروه في محافظة الدقهلية بها عمالة صينية بماكينات مجهزة تقوم بصناعة الإكسسورات الصينية".
ويوضح سيد أن المادة الصفراء هي موصل جيد للكهرباء، وتستخدم في صناعة كافة الإلكترونيات، مما يشير إلي أنهم يسعون لتجميعها من كافة الأجهزة المختلفة، ويفسر دفع الصين إلي صناعة منتجاتها في مصر بأنها مصلحة للطرفين حيث يتم توفير الجمارك علي كل من الصين التي تستورد المواد الخام من النفايات الإلكترونية المصرية، والتجار المستوردون الذي يوفرون الكثير من أموالهم فالذهب الصيني يصنع في مصر.
وفي زيارة لسوق الجمعة الذي يقع بحي البساتين وسط مقابر الإمام الشافعي، وجدنا أكواما من النفايات الإلكترونية التي تحيط التجار من كل جانب، البضائع هناك متنوعة: تليفزيونات، ريسيفرات، فيديوهات، بلاي ستيشن، موبايلات.. وغيرها، مما يؤكد أن هذه النفايات لها الكثير من المستنفعين الذين لا يدركون مدي خطورتها، وعندما سألنا بائع موبايل قد تجمهر حوله الكثير من المشترين عن الأسعار، قال إنه يبيع الواحد بعشرة جنيهات فقط، وبسؤال هشام عبد الغفار، عضو مجلس إدارة الشعبة العامة للحاسبات العامة والبرمجيات، عن مدي خطورة صناعة الذهب الصيني من الموبايلات، أكد لنا أن المحمول يحتوي علي أكثر من 40 وحدة سامة، مما يشكل ضررا كبيرا علي الإنسان.
وأصابت تلك المعلومات التي وصلت إليها آخر ساعة، محمد عبد السلام، رئيس رابطة صناعة المشغولات الذهبية بالغرفة التجارية، بالدهشة مؤكداً أن الغرفة ليس لديها أي علم بتلك الورش السرية، لأن هذا يعد مخالفاً تماماً لعدم حصولهم علي ترخيص، موضحاً أن تلك الصناعة تحتاج إلي الخبرة والمهارة، وإلي ماكينات عالية الجودة، غير مستبعد أن تأتي الصين بمتخصصين من أجل ذلك، لكن بمساعدة مصريين يصنعون الذهب والمشغولات المختلفة، فالصناعة في حد ذاتها ليس بها أي مشاكل، لكن الخطورة الأكبر من المعادن التي تصنع منها وهي الألمونيوم والحديد اللذان يسببان عمليات تسمم سريعة للجلد، فما بالك عندما تصنع تلك المشغولات بالنفايات الإلكترونية.
وأكد صلاح عبد المقصود، عضو في شعبة الذهب، علي عدم معرفتهم لأية معلومات عن تلك الورش مشيراً إلي مدي خطورتها إذا ثبت استمرار عملها وضخ منتجاتها إلي الأسواق، وأضاف متعجباً: إذا كنا نحذر الناس من ارتداء تلك المشغولات لأنها تصنع من الصفيح، ولم يتراجع أحد عن شرائها، فكيف نقنعهم أنها تصنع من مخلفات الموبايل!"، موضحاً أن تلك المعلومات تحسم أمر أن ما يتم صنعه ليس ذهباً بل هو إكسسوار "فالصو" لأنه لايباع في محلات المجوهرات كالذهب العادي فمكانه الشارع أو محلات الاكسسوار، و في حالة ضبط أي محل يببع هذا النوع تحت مسمي الذهب فهناك عدد من الإجراءات تتخذ في هذا الشأن، لانه لايوجد مسؤول في مصر يعترف بشرعية الذهب الصيني.
والحقيقة أن المشكلة لا تكمن في الخامات التي يصنع منها الذهب الصيني بل في اتجاه السيدات له لمجرد التزين به أمام أعين الآخرين.. الفنانة عزة فهمي مصممة الحُلي تؤرخ لنا عادة اقتناء السيدات ل "الفالصو"، وتقول إن الحلي قديماً لم يكن فقط من أجل التزين والجمال بل كانت وظيفته كمظهر من مظاهر الثراء وخير دليل عن الطبقة الاجتماعية التي تنتمي إليها المرأة، سواء الأثرياء أو الطبقة الشعبية أو حتي الطبقة الأكثر فقراً.
وتضيف أنه بعد زيادة عدد الفقراء في المجتمع مع ارتفاع أسعار الذهب، لجأت السيدات إلي هذه الإكسسوارات الصينية التي هي في الأصل فكرة قديمة ومن التراث الشعبي، ففي أوائل القرن الماضي كان هناك ما يسمي ب "ذهب قشرة" وهو عبارة عن حُلي مصنوع من معدن النحاس أو الفضة ذات العيار الخفيف ومغطاة بطبقة من الذهب، وكان له جمهور عريض وسوق كبيرة بين الفقراء ممن يرغبون في تزيين أنفسهم مثلهم مثل الأغنياء.
وتواصل: عندما زاد الطلب علي الذهب القشرة ظهرت شركتان في مصر هما "الجمل"و"السمكة" وكلاهما أنشئ عام 1912 علي يد يهود مصريين، وكلتا الشركتين كان لهما علي الأقل 60 فرعاً تغطي أنحاء مصر، وكانت منتجاتهما من عقود وغوايش وأقراط وكافة المشغولات التي كان من الصعب جداً التفريق بينهما وبين الحلي الذهبية الحقيقية، وفي عام 1957 تم بيع الشركتين حيث هاجر أصحابها من مصر، بعدها تم دمج الشركتين في شركة واحدة تحمل الأسم التجاري "الجمل" ثم في عام 1989م غيرت الشركة نشاطها ووجهته لصناعة الحلي الذهبية الخالصة، لنكتشف في السنوات الأخيرة عودة ذهب قشرة الجمل من جديد إلي المجتمع المصري لكن صناعة صينية.
(سوق التلات).. المستعمل برخص التراب
إنه في يوم الثلاثاء فقط تخرج السعادة والأفراح للفقراء والتعساء فيسير العشاق يتهادون وسط الطريق ليكملوا نصف دينهم وليبحثوا عن ضالتهم المنشودة من أنتريه (حنين) أوحجرة نوم مستعملة يؤثثون بها (عش الزوجية) الذي سيحتضن حبهما ويكون شاهدا علي »التبات والنبات« وإنجاب (الأولاد والبنات)، لم يعبأ بحياة الأغنياء وعلية القوم الذين وجدوا في هذا السوق متنفسا لفضلاتهم من الصالونات المدهبة أوالأنتريهات الغربية التي تحمل ماركات عالمية فهم ما أرادوا سوي العيشة الحلال والاستقرار النفسي مع شركاء العمر.
آخر ساعة تجولت في هذا السوق الذي أخذ علي عاتقه مهمة إسعاد العرايس والعرسان وتوفيق راسين في الحلال بأبسط الأسعار وأرخص السلع علهم يلحقون بقطار الزواج الذي طالما تمنوا أن يلحقوا مقعدا به.
منذ دخولك إلي سوق التلات يبهرك بما يحتويه من سلع فهذا السوق ممتلئ عن آخره بما قد يصل إليه تفكيرك أو يخطر علي بالك من سلع جديدة كانت أو حتي نصف عمر يقبل عليها من لم يوفقهم الحظ في أن يصبحوا من أغنياء القوم فها هو سوق الطيور ولكنه يختلف كثيرا عن أمثاله من الأسواق الأخري فعلي الرغم من أنه يعج بالدجاج والبط والحمام من جميع الأنواع والأشكال إلا أنها تعاني من أمراض شتي أصابها بالهزال وغير من هويتها ودفن معالمها ولكن علي الرغم من ذلك يتهافت عليها المشترون الذين يجدون فيها ضالتهم من أكل اللحوم التي حرموا منها طوال أسابيع أو حتي شهور لايبالون بحالتها المزرية فالكيلو الواحد منها يغنيهم عن شراء اللحوم الحمراء، تلك السلعة التي حذفت قسرامن قاموس حياتهم، أما عن الخضراوات فلا تختلف سوءا عن الطيور، فلونها الأخضر ذهب مع عوامل الجو وتعرضه للحرارة الشديدة طوال اليوم ناهيك عن الأتربة المتصاعدة التي يحدثها الزبائن الذين تصل أعدادهم إلي المئات جاءوا من المناطق المجاورة ينشدون ضالتهم في تلك السلع، ففي هذا اليوم يخرج العفريت من فانوسه السحري مافي جعبته للباحثين عن السعادة.
وعلي الرغم من تلك السلع المتنوعة إلا أن السوق اكتسب شهرته من بيعه للموبيليات وأثاث العروس المتهالك أو الشبيه بذلك والأجهزة الكهربائية المستعملة التي لايقدرون علي شرائها كاش أوحتي بالتقسيط والغريب أيضا أنهم يبيعون أدوات الماكياج الفاسدة إضافة إلي ملابس العروس كالفستان الأبيض حلم العروس الفقير والتي لاتستطيع دفع ثمنه أو حتي تأجيره فتسارع بشرائه من سوق المنيب بأسعار زهيدة لاتتجاوز البضعة جنيهات وتقوم بعد ذلك بغسله وتنظيفه بعناية فائقة لتحتفظ به بعد ذلك لبناتها وجاراتها اللاتي لايختلفن عنها في إمكانياتهن المادية، ولم يكن الفستان وحده هو ما تنشده من هذا المنجم العجيب بل تقبل مسرعة علي شراء بعض الملابس الزاهية ألوانها والتي تختارها باهتمام مبالغ فيه حرصا منها علي إظهار مفاتنها لشريك العمر الذي سيقاسمها آلامها وهمومها بعد ذلك فهذه العباءة مزركشة الألوان لايتعدي سعرها العشرة جنيهات أما تلك الزرقاء فسعرها أغلي فيصل إلي العشرين جنيها فصاحبتها كانت من بنات الذوات وتقطن مدينة نصر وقد ضاقت ذرعا بها فأهدتها لخادمتها التي تعيش في منطقة أبو النمرس فسارعت ببيعها في هذا السوق علها تستطيع الحصول علي بعض الجنيهات لتسد جوع أبنائها اليتامي ولم تهتم بجمالها أو حتي الماركة العالمية التي تنتمي إليها فهي لم تفكر سوي في أيتامها.
كذلك لم ينس هذا المنجم العجيب إكرام العريس الذي وفقه الله بالكاد في تأثيث عش الزوجية وفرشه بما قدر عليه من أثاث ليحتضنه مع حبيبة العمر ورفيقة كفاحه القادم فذاك الشارع يمتلئ بالعديد من المحال التي تخصصت في بيع البدل المستعملة والبيجامات وغيرها من الاحتياجات الضرورية لتساعد العريس علي إتمام كافة استعداداته لبدء حياة جديدة لايعلم أحد إلا الله طريقة سريانها ونهايتها مع دعوات الجميع بالرفاء والبنين لهما .
وفي جولة لنا داخل سوق الموبيليا وجدنا العديد من حجرات النوم المتهالكة والمدهونة بأنواع رديئة من الطلاء تكاد لاتتعرف إلي ألوانها الأصلية فهي إما خرج بيت أو فضلات بعض الفيلات والكمبوندات زهدها أصحابها ففضلوا التخلص منها وشراء مايليق بهم لتقع في أيدي فقراء الجيزة العديدين وتتنوع الخامات المصنوع منها تلك الحجرات مابين الأبلاكاش والزان وبعضها خليط من الجبس والخشب الرديء وهناك أنواع عديدة من الإنتريهات المكونة من قطعتبن فقط وبعضها تصل أعداده إلي الخمس أو الأنتريه الأمريكاني وبالطبع تختلف أسعارها ويختلف زبائنها كذلك هناك العديد من المطابخ الخشب والألوميتال حديثة الصنع أو المستعملة ولكنها أقل حظا من باقي الموبيليا فزبائنها ليسوا بالكثيرين وغالبا مايكونون تجارا جاءوا خصيصا من محافظات الصعيد ليبتاعوا تلك الأصناف ويقوموا بعمليات إحلال وتجديد لها ليغيروا من هيئتها ويجعلوها جديدة ليبيعوها بآلاف الجنيهات بعد ذلك، ولم تكن الموبيليا وحدها تشهد رواجا في حركة البيع والشراء بل هناك محلات الستائر والمراتب التي تبيعها وتشهد رواجا هائلا ويختلف زبائنها فمنهم طلبة الجامعة الآتين من بعض أقاليم الصعيد الفقيرة للدراسة في القاهرة فيشتروها ليناموا عليها بعد أن يقومونا بإحلالها وفكها ليقوموا باعادة تنجيدها خاصة في ظل ارتفاع أسعار الأقطان التي وصل سعر القنطار الواحد منها إلي 500 جنيه وأخري جاهزة مصنوعة من القطن الأسود المفروم ويصل سعرها إلي 60 جنيها. أما الستائر فأغلبها مهلهل ومتهالك ولكن كما يقولون الشاطرة تغزل برجل حمار فتقوم الأم بمساعدة جاراتها في تحويل تلك الستائر إلي لوحة فنية فيقمن بخياطتها وتلجأ بعضهن إلي القيام بأعمال الكورشيه والتطريز عليها لتخفي من معالمها القديمة وتجعلها آية في الجمال وأخريات يقمن بغسلها وكيها لتليق بالعروس الفاتنة التي ارتضت بتلك الحيل حتي تلحق بقطار الزواج الذي شارف علي مغادرة محطتها وعدم الرجوع إليها مرة أخري.
أما الأجهزة الكهربائية فأغلبها ينتمي لماركات محلية ورديئة الصنع تم توريدها إلي الباعة من قبل بائعي الروبابكيا الذين يجوبون معظم حواري وأزقة المحروسة ليقتنصوا تلك الغنائم ويبيعوها لهؤلاء التجار، فهاهي ثلاجة مستعملة عفي عليها الزمن أراد بعض الزبائن شرائها فنصحهم البائع بتصليحها وتجديدها بمبلغ لن يصل في أغلب الأوقات إلي 200 جنيها خاصة أن موتورها مازال يعمل بكفاءته المعهودة.
اقتربنا من بعض الزبائن لنتعرف علي رغباتهم في الشراء وأسباب اقبالهم علي هذه النوعية من الموبيليا والأجهزة.. طارق أحد هؤلاء الزبائن شاب في العشرين من عمره يعمل حدادا يقطن منطقة أبو النمرس تلك المنطقة التي تحتضن بين جنباتها أبناء الفيوم وبني سويف الذين قرروا ترك ديارهم والاستقرار في أم الدنيا ذات الرزق الوفير والحياة الرغدة علي حد اعتقادهم ويعتبر والد طارق أحد من صدقوا ذلك الوهم ونسجوا لأنفسهم قصورا في الخيال ليفيقوا بعد ذلك علي الحقيقة المرة، فقاهرة المعز قد ضاقت ذرعا بهؤلاء وأقسمت أن تضن عليهم بخيرها ليعيش بعضهم تحت خط الفقر أو علي الإعانات وبعضهم وفقه الله ليجد عملا يساعده في تربية أطفاله العديدين.
وطارق لم يكن بأحسن حالا من والده فقد ورث عنه ضيق الرزق ومشقة البحث عن عمل فقد تنقل من مهنة لأخري حتي استقر في مهنة الحدادة وعلي الرغم من صعوبتها إلا أن رزقها مضمون علي حد كلامه وقد عمل بتلك المهنة لمدة تزيد علي الخمس سنوات وإذا ب "مني" تهل علي المحل كالبدر في ليلة تمامه ليقع طارق في شباك حبها ويعيش بضعة أشهر أسيرا لحبها وبما أنه قد نشأ وترعرع في أسرة صعيدية فلم يرض سوي بدخول البيت من بابه ليخطب فاتنة قلبه فوافق والدها ليشبكها طارق بدبلة وخاتم ويشترط والدها الإسراع في إتمام إجراءات الزواج وسرعان مايفيق طارق علي الحقيقة المرة فتحويشة العمر لاتتعدي السبعة آلاف جنيه وهو مبلغ تافه لايكفي سد احتياجات الزواج الباهظة وإذا "بسيد" صديقه المقرب ينصحه بالذهاب إلي سوق التلات القريب منهم لشراء احتياجاته من الموبيليا والستائر والمراتب وكل ماقد يحتاجه عشه السعيد فيطير طارق من الفرحة ويصطحب "مني"معه ليشتريا ما يلزمهما فاشتري العروسان حجرتي نوم يصل سعر الحجرة الواحدة 500 جنيه وانتريه لم يتعد ثمنه 450 جنيها أما المطبخ (الخشب) فوصل ثمنه 300 جنيه وأكملت العروس الجهاز بشراء تليفزيون مستعمل ب 150جنيها ليضمنا معا زيجة سريعة وفرحة طويلة وأنهيا تلك الجولة فيهدي طارق عروسه غويشتين صيني ب 50 جنيها كبديل عن الشبكة التي لن يقدر علي ثمنها وحمدا الله كثيرا علي توفيقه لهما وتمنيا لغيرهم أن يلحقوا بهما في قطار العسل:.
أما نهلة العجمي فتاة في العقد الثالث من عمرها جاءت مع أختها الكبري روحية وقالت: اشتريت حجرة نوم ب 1500 جنيه وعلي الرغم من قدمها إلا أننا اتفقنا أنا وخطيبي علي تجديدها فهو يعمل استورجياً في أحد محلات النجارة بحي مصر القديمة الذي نسكن فيه وقد قررنا أن نشتري الأنتريه والأجهزة الكهربائية من هنا وأردفت: الأنتريه ليس بالسيئ بل هو أفضل حالا من القديم ولابد من شراء أثاث يتميز بالجودة حتي ولو كانت وقتية فالجيران وأهل العريس لايرحمون قلة حيلة والدي ومرتبه المحدود ولهذا لابد أن نراعي تلك الشكليات إلي حد ما ونحرص عليها.
وتستكمل نجوي: أما الأجهزة فعادة ماتكون مستعملة ونقوم بعد ذلك بإصلاحها وقد اشترينا الثلاجة والغسالة العادية وتليفزيون ولم يتجاوز أثمانها سوي الألف جنيه فقط وسوف نحاول تسديد تلك الأسعار بالتقسيط فيما بعد.
أما روحية اختها الكبري فقالت: كل حاجة موجودة هنا في سوق التلات اشترينا الستارة ب 20 جنيها وعلي الرغم من قدمها إلا أننا سوف نحاول تجديدها وغسلها لتليق بالعروس بعد ذلك .
انتقلنا بعد ذلك إلي الحديث مع بعض التجارحول طريقة الشراء والبيع والعقبات التي قد تواجههم يقول سيد الفيومي صاحب محل موبيليا:مما لاشك فيه أن الحالة الاقتصادية المزرية التي تعاني منها البلاد قد أثرت علي حركة البيع والشراء ومنها تجارتنا فالعرايس تأتي لشراء حجرة نوم مثلا وسرعان ماتصعق من ثمنها الأصلي فتعدل عن الشراء أو تتفاوض معي في الشراء بالتقسيط وهو أمر كنا نرفضه تماما قبل الثورة ولكننا مضطرون للموافقة الآن.
وعن أسعار الموبيليا قال: بالطبع تختلف الأسعار من حجرة إلي أخري فهناك بعض الحجرات تباع بأكثر من ألفي جنيها نظرا لحالتها الحسنة فهي إما خرج بيت لعروس لم يمر علي زواجها سوي العام أو حتي بضعة أشهر كما أن هناك بعض الفيلات والشقق الراقية تبيع فضلات موبيلياتها لنا كالأنتريه الأمريكاني والإيطالي وغيرها وبالطبع يتراوح سعره مابين 1500 إلي 3000 جنيه حسب حالته وهناك بعض الحجرات لايتعدي ثمنها 300 جنيه وهذا ما يساعد الزبائن علي شراء مايحتاجونه بأسعار تناسب دخولهم المادية وتتنوع الحجرات مابين الأبلاكاش والزان وهناك حجرات ورق لاتعيش سوي بضعة شهور ويقبل عليها معدومو الدخل الذين أرادوا تستير بناتهم.
أما الحاجة سميرة إحدي بائعات الأجهزة الكهربائية المستعملة فقابلتنا بترحاب شديد وابتسامة عريضة تتفنن في عرض سلعها علينا معتقدة أننا زبائن "سقع" فقالت: أبيع كافة الأجهزة المستعملة من الثلاجة حتي غسالة الأطباق وكل سلعة من هذه السلع لها زبونها المعروف فهناك بعض الأسر تشتري الثلاجة شبه المعدومة لتقوم بتصليحها بعد ذلك وطلائها مما يجعلها أشبه بالجديدة وهناك آخرون يبحثون عن الرفاهية فيشترون غسالة الأطباق أو حتي الميكروويف وهم زبائن معدودون ليسوا بالكثيرين ويصل سعر الخلاط مثلا إلي الخمسين جنيها ولكن في حال قيام الزبون بالفصال نوافقه علي الفور تقديرا منا لحالته المادية التي دفعته لشراء المستعمل حتي تلحق ابنته بقطار الزواج .
وعن مصادر شرائها لتلك السلع فقالت:أكثرالأدوات نشتريها من بائعي الروبابكيا فمفرمة اللحمة مثلا نشتريها بالعشرة جنيهات ونبيعها بالعشرين كذلك فضلات البيوت الراقية من غسالة أطباق أو الشواية وغيرها من الأدوات التي تنم عن رفاهية وعز لانستطيع مجاراته.
أفراح بلدنا علي كل شكل ولون
ولكل محافظة في مصر طقوس خاصة بالزفاف والخطبة تختلف حسب عادات وتقاليد كل منطقة ففي قري جنوب مصر وتحديداً في أسوان هناك عادة أو تقليد يسمي "الصباحية" وفيها يقام العشاء عند العريس وبعد ذلك يذهب مع أهله وكل المدعوين إلي بيت العروسة وتبدأ مراسم الفرح من موسيقي وأغان شعبية وبعد انتهاء مظاهر الفرح يدخل العريس إلي عروسه والمفتروض أنها ليلة الدخلة.
إلا أن العريس يخرج بعد أن يسلم عليها ليبقي مع الأصدقاء إلي الصباح ثم يجهز الإفطار المكون من الشوربة واللحم وبعد ذلك يبدأ الطواف بالعروسة وهو علي ظهرالخيل في أنحاء القرية ويرجع بعد ذلك إلي بيته وإعطاءه نقودا من الأهل والمقربين منه وهي ما تسمي "النقطة" وبعد ذلك يأخذ العريس قسطاً من الراحة ويستيقظ في المساء ويأتيه الأصدقاء ليأخذوه إلي عروسه وبعد ذلك لا يراه أحد لمدة أسبوع كامل.
هناك عادة أخري في الفرح الأسواني هي "النقيب" وهذه العادة انقرضت علي الأغلب في أكثر القري وهي أن يرافق العريس أحد أصدقائه المقربين يختاره هو ويلازمه لمدة أربعين يوماً بعد الزفاف يرافقه في أي مكان ولا يفارقه إلا أثناء النوم وهو يقوم بخدمة العريس طوال هذه الفترة ويجب علي العريس أن يتكفل به من مأكل وملبس وأن يكون لون ملابسه نفس لون ملابس العريس الذي يكون متميزاً عن باقي القرية لكي يعرف أن هذا الشخص متزوج حديثاً.
ومن عادات بعض قري أسوان أن يسكن العريس في منزل يعده أبوالعروسة في داخل بيت أهل العروسة لفترة من الزمن وبعد ذلك يذهب العريس إلي بيته الذي أعده وذلك لتتمكن العروسة من التعود علي حياة ما بعد الزواج بالتدريج وأيضا لكي لا تنخرط العروسة في أعمال المنزل في أول أيام الزفاف وتكون متفرغة للتزين لعريسها فقط.
فرح الشلاتين
الزواج في منطقة الشلاتين له شكل مختلف عن باقي المحافظات والمناطق الأخري ففي تكوين بيت الزوجية يكون هناك جهاز محدد للعروسة فمن العادات المختلفة في منطقة الشلاتين أن يتكفل الزوج وعائلته بنفقات وتجهيزات أدوات الحياة اليومية والمنزلية والتي تدخل ضمن محتويات المسكن من الداخل فعندما تزف العروس إلي بيتها الجديد يتطلب الإحاطة به من جانبين الأول يتناول الأثاث وأدوات الحياة اليومية والثاني يتضمن إعداد ملابس العروسين فمثلاً أدوات الحياة اليومية تتكون من حامل فناجين و"الشرقرق" معيار لوضع الماء يستخدم ضمن عدة الجبن ويصنع من الخشب.
و"فونتوك" وهو عبارة هون مصنوع من الخشب يستخدم لدق البن مع التحويجة وسكرية و"كوبات" صحن خشبي يستخدم لتناول الطعام وخاصة العصيدة و"تومؤي" إناء خشب صغير له يدان وبه ملعقة خشبية لتحميص البن وهذه الأدوات المنزلية الخشبية والفخارية كان يصنعها البدوي سابقا أما بعد ظهور رياح التغيير أصبحت تجلب من السودان.
أما بالنسبة لإعداد ملابس العروسين فيبدأ العروسان بتجهيز ملابس الاحتفال بالعرس وهي ملابس لا تختلف عن الملابس المعتادة الا أنها أكثر فخامة وبهجة وقد كانت هناك أحذية خاصة لهذه المناسبة تصنع من الجلد الأحمر وتشغل بالخرز والودع.
أما احتفالية الزواج في منطقة الشلاتين فلها مسميات وطقوس معينة وتتكون الاحتفالية من ستة أيام فاليوم الأول يسمي "تمبرت" وهو يوم الحنة فعند شروق اليوم الأول من الاحتفالية يذبح الرجال 3 أو4 ذبائح ويحضر المدعوون إلي بيت العروس التي تختار إحدي قريباتها لتلقي عليها مهام الوزيرة التي تساعدها في حمام العروس أما اليوم الثاني فيعرف بيوم "الفرطة" وعادة مايذبح فية ثلاثة خراف وقد يصل عددها في بيت العروسين الي عشرة خراف .
قرض الفرح
أما في محافظة مطروح فالزواج هناك شكل آخر حيث يتم الاحتفال بالزواج علي مرحلتين المرحلة الأولي هي الخطوبة والمرحلة الثانية هي العرس وغالباً تتم احتفالات الخطبة والزواج في فصل الصيف بعد الانتهاء من موسم العمل في الزراعة والرعي فالاحتفال بالخطبة له عدة مراحل ومنها مرحلة التمهيد للاتفاق والمشاورة وتقديم الحنة للعروس ثم تقديم السياج وهي هدية يقدمها أهل العريس إلي والد العروسة وهي عبارة عن ثلاثة خراف كبيرة بالإضافة إلي الطحين والسكر والشاي والفاكهة وحلوي ومشروبات ثم احتفال الرجال وقت الظهيرة ثم احتفال النساء في بيت العريس عصراً ثم احتفال في بيت العروس ثم زفة الشبكة واحتفال النساء في المساء.
أما حفل الزفاف فله طقوس خاصة تختلف من قبيلة لأخري فالطقس المنتشر هناك "القرض" وهو يقابل النقوط للعريس ولكنه يقدم قبل إتمام الزواج ويدفع المبلغ جميع أهل البيت وخاصة أبناء العم وتعتبر دينا عليه ويردها في أي مناسبة أخري مشابهة لها ثم يأتي بعد ذلك تقديم المهر ثم إعداد منزل الزوجية ثم زينة العروس ثم ملابس العريس التي تأخذ شكلا معينا ثم العقد " كتب الكتاب " ثم الاحتفال ثم الزفة التي تبدأ في وقت العصر حيث يقوم أقارب العريس بأخذ العروسة وهنا قد يدور عراك بين أهل العروس والعريس لمنعهم من أخذ العروس ويأتون بملاءة بيضاء يخفون بها العروس حتي لا يراها أحد ويحملونها إلي العربات وتذهب إلي عش الزوجية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.