الذهب الصينى يشهد إقبالا غير طبيعى من الزبائن " دبلتين وبس " شعار الحملة التي نظمها الشباب علي الفيس بوك وذلك بعد ارتفاع أسعار الذهب خلال الأيام الماضية التي وصلت إلي 803 لجرام الذهب وقد نجحت الصفحة في جذب أكثر من 000.01 مشترك خلال ساعات محدودة وأطلق الشباب علي الصفحة اسم " مش معايا غير دبلتين وبس تتجوزيني ؟ ويتصدي الشباب من خلال هذه الصفحة لتشدد الأهالي في الطلبات المادية، والتي بلغت حدا مبالغا فيه، بما أدي لرفع سن الزواج بين المصريين، حيث رصدت آخر الإحصائيات الرسمية أن 440.1 مليون شاب وفتاة، فوق سن الثلاثين لم يسبق لهم الزواج، بنسبة 9.3٪ من السكان. ويدعو الشباب والفتيات الذين تبنوا فكرة الصفحة، إلي جعل الشبكة قيمة رمزية، بقصرها علي الدبل، في محاولة لخفض تكاليف الزواج غير الأساسية، والتي تشمل الشبكة المكلفة، وتكاليف حفل الزفاف، هذا في الوقت الذي شهد فيه سوق الصاغة حالة من الركود في حركة الشراء واقتصار الأمر علي البيع فقط وإقبال المقبلين علي الزواج علي محلات الذهب الصيني والذي شهد رواجا غير طبيعي خلال هذه الأيام . وقد قمنا بعمل جولة داخل شارع الصاغة خلت محال الذهب في شارع الصاغة من الزبائن، ويقول جميل إبراهيم صاحب أحد محلات الصاغة من واقع عملي وخبرتي في هذا المجال منذ عشرات السنين لم أجد ارتفاعا مثل البرق في أسعار الذهب مثل التي نلاحظها هذه الأيام ، حيث سجلت أسعار الذهب عيار 81 نحو 081 جنيها، و"عيار42 سجل 042 جنيها، وعيار 41 وصل إلي 931 جنيها وهو الأمر الذي تسبب في ركود شديد لحركة البيع وهو ما جعل العديد من أصحاب المحلات يغلقون محلاتهم حتي تعود الأسعار إلي ما كانت عليه من قبل. أما فاروق حسن صاحب أحد المحلات في شارع الصاغة فيري أن هذا الارتفاع ناتج عن الارتفاع العالمي لأسعار الذهب في جميع أنحاء العالم الأمر الذي أثر أيضا علي الدول العربية أن الإقبال علي الذهب اليوم لا يتعدي 5٪ من نسبة الإقبال عليه قبل 5 سنوات، خاصة أنه كلما زادت الأسعار زادت "المصنعية" ويقول موافي " زمان "كنت متعرفش تدخل المحل من الزحمة.. دلوقتي مفيش حد بيدخل أصلاً احنا قعدين نهش الدبان ". ويؤكد عادل حسني، أن حركة الركود بدأت قبل 5 سنوات، إلا أنها بلغت ذروتها في الأشهر الثلاثة الأخيرة ومع دخول عيد الفطر تكثر مناسبات الأفراح ولكن لم يعد هذا موسمنا بل إنه أصبح موسم محلات الذهب الصيني التي لقيت إقبالا غير طبيعي عليها الآن فمعظم المصريين يفضلون شراء الشبكة الكاملة بأحجام كبيرة ذهب الصيني فهي مهما ارتفعت لم تكمل الألفين . ويري ميشيل جوزيف– أحد تجار الذهب بمنطقة الصاغة أنه بالرغم من محاولات صناع الذهب بالتغلب علي أزمة ركود الذهب بتصنيع أطقم خفيفة عيار 9 أو 41 إلا أن الأمر لا يلقي إقبالا كبيرا من المستهلكين ونلقي صعوبة في ترويجه لاعتقادهم أن ذهبا بهذه الأعيرة لا يكون ذهبا وليس له قيمة لأن الشبكة في العرف المصري صنعت خصيصا وتصر عليها الأسر لأنها عبارة عن مال مدخر يبيعونه وقت الحاجة أو الضائقة المالية لأن قيمة الذهب أعلي من قيمة النقود كما أنه يعتبر سلعة متوارثة ولا تفني فكمية الذهب التي أنتجت علي مدي الحياة مازالت موجودة بالكامل ولذلك كنا نجد أن الشبكة في الماضي من الممكن ألا تكون جميلة الشكل ولكن الأهم أن تكون عيار 42 أو 12 لأن هذه الأعيرة نسبة الذهب بهما تكون عالية جدا وذات قيمة مادية عالية وبالتالي تشكيلها يكون صعبا وكلما قل عيار الذهب زادت القدرة علي تشكيله. ويقول حسن سليمان "موظف" استغرب من أحوال البلد وخاصة بعد الارتفاع الشديد الذي تشهده الأسواق المصرية وخاصة الذهب الذي ارتفع أكثر من 03 ضعفا خلال الأسبوع الماضي وهو ماجعل المواطنين يفكرون في شراء شبكة ذهب صيني ليس بإرادتهم ولكن مجبرون علي ذلك . وأشار سليمان إلي أن ابنه أجل الزواج لأكثر من مرة أملا في عودة الأسعار إلي السابق ولكن بعد هذه القفزة التي وصل إليها أصبح الأمر مستحيلا ، وضعنا ميزانية معينة للزواج ولا نستطيع تخطيها لأن الظروف المالية لاتسمح وهذا ما اتفقنا عليه مع أهل العروس الذين وافقوا علي الفور بإلغاء موضوع شراء الذهب والتفكير في شراء شيء آخر يستطيع أن ينتفع منه الطرفان ، فعلي سبيل المثال يقوم العريس بإمضاء شيك او وصل أمانه بالمبلغ الذي كان محددا لشراء الذهب ويوضع في البنك باسم الزوجة وهذا يضمن لها حقها وفي نفس الوقت يكون أسهل وأسرع للطرفين وعن المظاهر يمكن الاستغناء عنه بشبكة صيني لان العرف في مصر جري علي وجود الشبك. بينما تري أميمة محمود "مدرسة " انه لابد من وجود حل بين العريس والعروسة حتي لاتتزايد نسبة العنوسة في البلد وخاصة أن معظم المصريين يعتبرون أن الشبكة هي الفرح أو بدون الذهب والذهاب إلي الصاغة لايكتمل الفرح، وأن هذه المفاهيم أصبحت خاطئة في ظل الارتفاع المستمر والسريع لأسعار الذهب المتوالية ،فنجد أن الأسعار ترتفع بمعدل 002٪ مرة واحدة ولا نعرف السبب الرئيسي وراء ارتفاع الذهب وفي نفس الوقت يجب أن توافق الأسر علي هذه الدعوة لأنها الحل الوحيد فالأمر لم يعد باختيار العروس بل إنه إجباري ومن يعرقل الزواج لهذه التفاصيل الشبكة او حتي المغالاة في المهور فهو يريد بهؤلاء الشباب الهلاك. وعندما توجهنا إلي نهاية شارع الصاغة وجدنا محلات الذهب الصيني وشهدنا عليها إقبالا غير عادي فلم تحبط أسعار الذهب العالمية أحلام المواطن المصري فكعادته دائما وجد متنفسا له وبالاقتراب من صاحبة أحد محلات الذهب الأبيض تقول مها عبدالمنعم إن الإقبال عليهم زاد بصورة لافتة نتيجة ارتفاع أسعار الذهب، كاشفين عن أن قائمة عملائهم ضمت أخيراً العديد من الفتيات المقبلات علي الزواج خاصة مع اقتراب عيد الفطر وارتباطه بمناسبات الشبكة والخطوبة كما أن قائمة زبائنها لم تعد تشمل الطبقة الفقيرة او المتوسطة فحسب بل إنها تضمنت الطبقة الغنية والتي تتفنن في جمع الشبكة من الذهب الصيني. وتضيف مها إن سعر الذهب الصيني يتوقف علي حجم المشغولات التي به فسعر الخاتم والمحبس والدبلة يصل إلي 003جنيه والشبكة الكاملة تصل إلي 007جنيه. وأكد محسن عادل صاحب محلات الإكسسورات والذهب الصيني إنه يصعب التمييز بين الذهب الحقيقي والمعدن المقلد له (الذهب الروسي أو الصيني)، الذي قال إنه أصبح ملاذاً للعديد من الشباب والفتيات المقبلين علي الزواج، باتفاق مع الأهل، وبالاعتماد علي مظهره البراق أمام الأقارب والأصدقاء، ليكون بديلاً مناسباً عن الذهب، كي لا يعرقل هذا المعدن الثمين خطط المقبلين علي الزواج، بعدما ارتفع سعره، وبلغ مستويات تفوق قدراتهم المالية. وتقول أسماء محمد" موظفة " إنه لم يعد باستطاعة المقبلين علي الزواج شراء الذهب الخالص لهذا الحل الوحيد أمامنا هو الذهب الصيني " شبكة كبيرة وفخمة ولا أي أحد يعرف حاجة" لقد اتفقنا مع أهل العروس علي وضع مبلغ الشبكة في وصل أمانة للعروس ضمانا لحقها والانتفاع بالمال المتوفر في تجهيز الشقة ووافق أهل العروس علي ذلك . وتوافقها في الرأي نعمة محمد ربة منزل وتري أن الحل الوحيد للخروج من هذه الأزمة وتحقيق معيار التفاخر هو شراء الذهب الصيني بالإضافة إلي انه لايتأثر بالماء أو أي شيء يظل علي طلاء لفترات طويلة وهذا ما اتفقنا عليه مع أهل العريس وذلك حتي يستطيعوا تجهيز باقي مستلزمات شقة الزوجية وضمانا لحق العروس تم وضع مبلغ الشبكة في القائمة الزوجية . وأرجع إيهاب واصف نائب رئيس شعبة الذهب ارتفاع أسعار الذهب إلي أزمة الديون الأوروبية والتي تهدد دول منطقة اليورو التي تزامنت مع أزمة رفع سقف الديون الأمريكية، وأخيراً إعلان كوريا الجنوبية عن تحويل الفائض النقدي لديها إلي مخزون من الذهب. ويضيف واصف أنه يتوقع ارتفاع حركة المبيعات بأسواق الذهب المحلية في ال01 أيام الأخيرة من شهر رمضان، خاصة أن الذهب ارتفع خلال ال42 ساعة الماضية بمقدار 21 جنيهاً بسبب الارتفاع الطفيف الذي شهده سعر صرف الدولار الأمريكي أمام الجنيه الأسبوع الماضي. ويري د. حمدي عبدالعظيم رئيس أكاديمية السادات الأسبق إنه من المتوقع استمرار ارتفاع أسعار الذهب خلال الشهور القليلة القادمة وعدم تأثرها بتوقف المستهلكين عن الشراء، مشيرا إلي أن الأرقام القياسية للمعدن الأصفر النفيس مرتبطة بالأسواق العالمية والإقبال غير المسبوق من قبل المستثمرين والدول علي شرائه كملاذ آمن في ظل التقلب الذي تشهده العملات والعقارات .