فاطمة طالبة بالمرحلة الثانوية التجارية مثل كل البنات في عمرها من مرحلة المراهقة, تحلم بفارس أحلامها تتخيله, رسمت له صورة في ذهنها لعله ينتشلها من ضغوط الأب. مشت الفتاة تحلم بحبيب قلبها, وقد كان.. دخلت في أحد معارض مدينة المنشاة بسوهاج, التي تعج بكثير من شباب الخريجين لعرض بضاعته.. رمتها سهام الحب من أول نظرة, علي شاب صعيدي يدعي علي يتخذ ركنا في المعرض, يعرض فيه بضاعته المنزلية. وقفت فاطمة أمام معرضه, وتبادلا الحديث والنظرات, وبدأ كل منهما يشعر بالآخر. كانت تلك البداية التي رأت فيها أن علي ابن مركز ديروط بأسيوط, هو فتي أحلامها. وجدت فيه كل ما كانت تتمناه... أحبته تعلقت به بكل مشاعرها, ومن أجل الحب ظلت تتردد عليه بين الحين والآخر, وبمرور الوقت توطدت العلاقة بينهما, وأيقنت أنها لا يمكن أن تحيا بعيدا عنه, خصوصا بعد أن تقاربت بينهما المسافات, من خلال الاتصالات الهاتفية والرسائل الغرامية. وفي إحدي المرات شعرت زوجة الأب بتلك العلاقة بين الفتاة والشاب, فظلت تراقبهما علي مدار ستة أشهر, هي عمر العلاقة بين الحبيبين وانتهي المعرض وغادر علي وقلبه معلق بفاطمة, التي انهمرت دموعها حزنا علي فراقه, غير أنهما اتفقا فيما بينهما علي التواصل والزواج, بعد الانتهاء من امتحانات العام الدراسي. وبعد مرور أيام من مغادرة علي المدينة, تقدم ابن عم الفتاة لخطبتها, وتلك هي عادات وتقاليد غالبية أهل الصعيد, حيث ترفض العائلة والأسرة الخروج عنها والفتاة تعرف ذلك, جيدا لكن قلبها معلق بعلي. وافق الأب بدون تردد علي خطبتها من ابن عمها بحكم التقاليد والعادات, فانهارت الفتاة في البكاء المتواصل, ولم تجد أمامها سوي الاتصال بحبيها لتخبره بحكاية ابن عمها, فحضر مسرعا لانتشالها مما هي فيه. غامرت فاطمة وغادرت معه بعد سرقة مفتاح الشقة من والدها دون أن يعرف أحد, ومكثت معه ثلاثة أيام, وفور اختفائها قامت عائلتها بالتظاهر بالمدينة وقطع الطريق احتجاجا علي اخطتافها علي حسب قولهم, إلا ان رجال المباحث كشفوا الواقعة خلال تفتيش منزلها, بعثورهم علي رسائل غرامية بغرفة الفتاة, وعلم زوجة الأب بعلاقتها, لكنها كانت حريصة علي إخفائها. ترجع أحداث الواقعة عندما تلقي اللواء محسن الجندي مساعد وزير الداخلية لأمن سوهاج, بلاغا باختطافها فاطمة18 سنة وقيام أسرتها بالتظاهر وقطع الطريق. فتم تشكيل فريق بحث ضم العقيد أحمد الراوي مفتش المباحث والمقدم رأفت رشوان رئيس مباحث المنشاة باشراف العميدين الحسن عباس ومحمود االعبودي مدير ورئيس المباحث الجنائية لكشف غموض اختفاء الطالبة. أمسك المقدم رافت رشوان بأولي وأهم خيوط الحقيقة بعد تفتيش غرفة المتغيبة, فبخبرته عثر علي عدد من الرسائل الغرامية بين الفتاة وشاب يدعي علي. وأضافت التحريات أن الفتاة كانت علي علاقة واتصال دائم معه وفورعلمها بعزم والدها علي خطبتها لابن عمها, قررت الهروب من منزل الأسرة عقب الاتصال بعلي ومغادرة منزلها بإرادتها وليس باختطافها. وبعد مرور ثلاثة أيام من اختفائها, حضرت إلي منزلها بعد وعد علي بالارتباط بها عقب انتهاء امتحانات نهاية العام الدراسي. تم تحرير محضر بالواقعة وأخطرت النيابة لمباشرة التحقيق. رابط دائم :