لقد كتبت مقالا بعنوان الوصايا العشر لأساتذة الجامعات في هذا المنبرالحر,وطالبت القيادات الجامعية, بتفعيل وتعميم برلمان الشباب علي مستوي كل جامعة من الجامعات المصرية, وكذلك تكوين برلمانات طلابية داخل المعاهد العليا,وقد اثلج صدري افتتاح السيد الدكتور وزير التعليم العالي لبرلمان الشباب علي مستوي الجامعات المصرية, حتي يتم تمكين الشباب من القيام بدور متميز وفعال في المجال السياسي والثقافي والاجتماعي داخل الجامعة وخارجها, بالاضافة الي إعداد كوادر شبابية قيادية, وتعزيز مشاركتهم السياسية, كبداية للممارسة الديمقراطية داخل المؤسسة الجامعية. إن برلمان الشباب يمارس نشاطه في عدد من الجامعات المصرية علي رأسها جامعات عين شمس والمنصورة وأسيوط, كوسيلة لممارسة الديمقراطية, وقد أسعدني فوز أحد طلاب الفرقة الرابعة بكلية الصيدلة بجامعة أسيوط برئاسة برلمان طلاب الجامعات المصرية, وبمشاركة ممثلي الجامعات في إطار مشروع تطويرالأنشطة الطلابية التابع لوزارة التعليم العالي. إن برلمان الشباب لابد أن يكون له هدف موحد علي مستوي الجامعات,يتمثل في: تنمية ثقافة المواطنة, وايقاظ الوعي القومي للشباب,وتنمية ثقافة الانتماء لا الاغتراب, وتنمية ثقافة الديمقراطية, وتقوية الروابط الأجتماعية بين شباب الجامعة الواحدة,وبين شباب الجامعات المصرية,وشباب الجامعات العربية والدولية, مثل مهرجان الشعوب الذي تعقده جامعة عين شمس سنويا. إن تعميم برلمان الشباب داخل الجامعات, سيرسخ لمبدأ الحوار بين الطلاب والأساتذة, وسيزرع مفاهيم احترام الرأي والرأي الآخر, إضافة إلي تنمية قيم التسامح, والسلام مع النفس, والسلام مع الآخر, وتعميق لغة الحوار, وإذا تم تفعيله وتنفيذه وتطبيقه في بداية العام الدراسي, وداخل كل من الكليات الجامعية, أتوقع القضاء علي الأسرالطلابية الحزبية, والغزو السياسي الذي انتشر في العديد من الجامعات المصرية. إن نجاح برلمان الشباب يرتبط بمعايير لترشيح من يمثلون العضوية في البرلمان من أهمها: الشخصية المتوازنة, والمبدعة والقادرة علي اتخاذ القرار, والتي تحترم حرية الآخرين, وتحترم ثقافة الاختلاف, تدرك معني الحرية التي لاتضر, والتي تستمع الي آراء الغير, ويتم الاختيار من قبل المجتمع الطلابي, ويشرف علي إنتخابات البرلمان الطلاب أنفسهم, مما يتطلب استمارات للترشيح, مع مراعاة منع أي إشارات سياسية أو علامات حزبية أو شعارات دينية كدعاية لاختيار أعضاء البرلمان. إن برلمان الشباب من المفاهيم العصرية, التي ترسخ للممارسة الديمقراطية, في أي بلد, وفي مؤسساته الدستورية, ويمارس في كثير من الدول العريقة الديمقراطية, مثل جامعات بريطانيا, وجامعة هارفارد التي تعتبر من أعرق الجامعات الدولية, وتحتل المملكة الأردنية الهاشمية مكان الريادة عربيا, والبرلمان الاردني للشباب من أقدم برلمانات الشباب علي مستوي العالم, وهي قبل بريطانيا بعامين, تليها المغرب, وتونس وموريتانيا, وبرلمان الطلائع في مصرالتابع لوزارة الشباب ولكنه بحاجة إلي تفعيل. إن تعميم برلمان الشباب في كليات وجامعات مصر سيحفز الشباب علي المشاركة السياسية, بالاضافة الي رسم السياسات العامة للدولة, لممارسة نموذج محاكاة مجلس النواب, من خلال لجان متنوعة, ومتعددة يمارس الطلاب من خلالها منهج الحوار, والمناقشة, ويتدربون علي تقديم حلول للمشكلات من خلال التواصل مع من يمثل الوزارات التنفيذية. ويبقي تطبيق مايسمي في التربية, بالخبرة المباشرة من خلال تنظيم كل جامعة, وكل كلية زيارات لمجلس النواب القادم, وقضاء يوم ميداني, لمشاهدة جلساته الحقيقية, والتعرف علي النظام التشريعي, والاستماع الي كلمات وطلبات الاحاطة والاستجوابات,( حيث جرت العادة أن من يزور البرلمان هم طلاب كليات الحقوق والاقتصاد والعلوم السياسة لاجراء البحوث الميدانية) وأقترح علي رؤساء الجامعات المصرية دراسة إصدار وثيقة, تحدد الإطارالعام للبرلمان, علي أن يمثل الشباب من الاعمارالمتنوعة, والتخصصات المتعددة, ويجمع بين الذكور والأناث, ويتم تكوين برلمان للطالبات في كليات البنات, وأتوقع من خلال هذه الوثيقة الموحدة لبرلمان الشباب في كليات وجامعات مصر زيادة نسبةالمشاركة السياسية لشباب الجامعات, وخريجيها مستقبلا, توافقا مع دعوة الرئيس عبد الفتاح السيسي للاهرام لعقد ندوة موسعة عن: دورالشباب في الحياة السياسية, بهدف الخروج بتصورات عن رؤيتهم لمستقبل مصر, وكيفية تفعيل مشاركتهم في الانتخابات البرلمانية القادمة. كاتبة المقال: أستاذ العلوم التربوية بجامعة عين شمس [email protected]