تعد الأنشطة الجامعية من أهم الفروع التي يجب على الجامعات والكليات الاهتمام بها نظرا لكونها تستوعب عددا كبيرا من الطلاب داخلها، فضلا عن قدرتها على تشكيل شخصية الشباب، وبث مجموعة من الأفكار والقيم التي يمكنها أن تعود بالنفع على نفوس الشباب وتعمل على تقليل حاجز الاغتراب النفسى بين الشباب والمجتمع. الجامعات حلقة بين عالم الشباب، وبين العالم الخارجى الذى يتطلب القدرة على تحمل متطلبات سوق العمل ومرونة كبيرة في التعامل مع المواقف المختلفة التي تميز بين شخص وآخر. ناميس عرنوس – طالبة بكلية الإعلام جامعة القاهرة – تقول: إن الأنشطة الطلابية في الجامعات المصرية محدودة جدا ولا تفيد الطالب في تنمية ثقافته ومعلوماته وبناء شخصيته، بسبب النمطية والقيود. فالمسموح منها هو الجانب الترفيهي فقط أما ما يستهدف تنمية شخصية الطالب من الناحية السياسية وتعريفه حقوقه بكل ما تحتويه الكلمة من حقوق غائب تماما. فينبغي على الجامعات والكليات أن تشجع على الموضوعات النقاشية خاصة التي تتعلق بالثقافة والآداب العامة والسلوكيات حتى نستطيع أن نخرج من الجامعة ولنا الشخصية التي تساعدنا على تحمل سوق العمل الذى يحمل العديد والكثير من التحديات. أما مي عبد الباقي طالبة بكلية الألسن جامعة عين شمس فترى أن الأنشطة تحتاج للكثير من التطوير والدعم من إدارة الجامعة حتى تستطيع أن تستوعب الأعداد الهائلة من الطلبة بكل توجهاتهم وأفكارهم ومهاراتهم الخاصة، ولا بد أن تعمد الكليات على جذب الطلاب للأنشطة وذلك للارتقاء بالعمل الطلابي وتعمل على نقل الشباب من مرحلة التعليم إلى مرحلة التفكير في المستقبل. بينما تذهب نهال عمرو إلى أن الأنشطة التي يجب السماح بها هي التي تساعد الشباب على الاستفادة بما يدرسوه، فتقول: إن بعض الكليات مثل التجارة الخارجية والاقتصاد والعلوم السياسية والإعلام تعمد إلى ما يسمى بنظام المحاكاة أو modeling لكي تثقل المهارات الخاصة بالطلبة وتعمل على تثقيفهم وبث روح العملية أثناء الدراسة. وترى أن تركيز بعض الأسر داخل بعض الكليات على نشاط الرحلات والحفلات تعد من الأمور التي يجب أن يتم التقليل منها، فالثقافة وتشكيل وجدان الطلاب من أهم العناصر التي يجب التركيز عليها. مصطفى محمود – طالب بكلية التربية الرياضية جامعة حلوان – يقول إن الأشطة الجامعية تشمل النشاط الرياضي والثقافي والعلمي والاجتماعي. لكنه كان يتمنى ممارسة بعض الأنشطة ذات الطابع السياسي داخل الجامعات والتي من شأنها من أن تعرف الطالب بأهمية المواطنة وأن يصبح جزءا من المجتمع الذى يعيش فيه. الدكتور عبد المنعم شحاتة – أستاذ علم النفس وعميد كلية الآداب بجامعة المنوفية السابق – يشير إلى أن أهمية الأنشطة الطلابية في تلك المرحلة تأتي من خلال أن هذه الأعمار السنية تحتاج إلى بلورة لأفكار وهوايات ومهارات معينة، علاوة على أن هناك أوقات فراغ كبيرة لدى الشباب والتي يجب أن تكون هناك أنشطة مكثفة فيها من أجل إتاحة أكبر فرص للطلاب من أجل إشباع رغباتهم واحتياجاتهم. ويضيف أن معظم الجامعات تنظم أنشطة رياضية وفنية وثقافية ومعارض ولقاءات وندوات ومسارح ومسابقات في جميع المجالات فليس هناك أي أنشطة ممنوعة داخل الجامعات المصرية، أما النشاط السياسى فموجود في شكل الندوات واللقاءات التي يتم تنظيمها من قبل الكليات لتوعية الطلاب بأهمية ممارسة الديموقراطية والانتخاب وحقوق المواطنة. ويفرق الدكتور شحاتة بين الأنشطة التي يتم ممارستها في الكليات العملية والنظرية، حيث إن الكليات العملية تتميز بقلة عدد طلابها وعدم التفرغ نظرا لقلة الحركة وكثرة انشغالهم داخل المعامل سواء طلبة الطب أو العلوم وبالتالى فإن الأنشطة التي يتم ممارستها يجب أن تتسق مع طبيعة الحياة الدراسية بالنسبة للطلاب. أما الكليات النظرية فتتميز بأوقات الفراغ الكبيرة وكثرة أعداد الطلبة، وبالتالي فيجب أن تكون هناك أنشطة أكبر تتم ممارستها حتى تستوعب تلك الأعداد، وهو ما يتم فعله داخل كليات الآداب والتجارة والحقوق وهى الكليات التي تتميز بأكبر عدد من الطلاب في أي جامعة. فيما قال الدكتور السيد عطية الفيومي – وكيل لجنة التعليم بمجلس الشعب – إن التعليم عملية تراكمية، وجذب الطلاب لممارسة الأنشطة المدارس سيكون لها أبلغ الأثر استمرارهم لممارستها أثناء مرحلة الجامعة. ويشدد على أن الجامعات المصرية في الوقت الحالي تحاول تطبيق معايير الجودة حتى تصل بمستوى الدراسة بها إلى العالمية، ومن بين شروط ومعايير الجودة النشاط الطلابي الذى يتم ممارسته داخل الجامعات، وأشار إلى أن الجامعات في الدول الأوروبية تعمل على أن تكون الأعداد المقبولة داخل الجامعة الواحدة ما بين 25 – 30 ألف طالب حتى تستطيع أن توفر الأماكن والإمكانيات لكي يمارس الطلاب الأنشطة التي يريدونها، وهنا تكمن المشكلة فنرى أن الجامعات الخاصة قد يصل عدد الطلبة فيها إلى 70 ألف طالب، فيما ترتفع أعداد الطلاب الموجودين داخل الجامعات الحكومية ما بين 200 – 350 ألف طالب. محمود علم الدين رئيس قسم الصحافة بكلية الإعلام جامعة القاهرة أكد أن الجامعات المصرية تحاول بصفة مستمرة اللجوء إلى الافكار غير التقليدية في مسألة توفير الأنشطة التي يمكن للطلاب أن يمارسونها. وهى الأفكار التي يجب أن تتواكب مع التغييرات السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي غيرت توجهات وأفكار المجتمع المصرى والتي نشأت عليها الأجيال الحالية. وشبه علم الدين الحياة الجامعية بمرحلة الفطام بالنسبة للشباب، حيث قال إن الجامعة هي المحطة التي تنقل الشاب أو الفتاة إلى المرحلة التي يستطيعون فيها تحمل المسئولية وتشكيل الشخصية الخاصة بهم التي سيصبحون عليها في المستقبل، ونفى أيضا أن تكون الجامعة تتدخل ممارسة الطلاب للديموقراطية، مدللا على ذلك بانتخابات اتحاد الطلاب التي تقام في كل الكليات والتى يقوم فيها الطالب بالاختيار من بين المرشحين الأجدر لتمثيله ورفع مطالبه لدى إدارة الكلية. وأكد أن تشكيل شخصية الشباب من خلال الأنشطة الطلابية يعد أمرا هاما، حيث إن خير الاستثمار هو الذى يتم في القوى البشرية والتي يجب أن يتم من أجل تعزيز فرص الخريج في سوق العمل وإكسابه المهارات الشخصية اللازمة للنجاح في الحياة الاجتماعية والعملية.