تتمثل رسالة الجامعات المصرية في وظائف ثلاث هي: الإعداد الأكاديمي أو المهني, والإعداد للبحث العلمي, وخدمة المجتمع وتنمية البيئة, ومن المفترض أن يتخرج الطالب بعد سنوات الدراسة الجامعية, قادرا علي أداء واجباته ومسئولياته, وتطبيق ما درسه وتعلمه علي الواقع العملي والميداني, إضافة إلي المنافسة العالمية وفق معايير جودة التعليم, من هذا المنطلق, أود أن أكتب وصايا عشر لزملائي من أساتذة الجامعات المصرية: الأولي إلي الشباب من المعيدين والمدرسين المساعدين: أنتم وفقا للقانون نواة لأعضاء هيئة التدريس, أقترح عليكم أن تتقدموا بمطالبكم إلي عميد الكلية ورئيس الجامعة, فيما يتعلق بتعديل بعض المواد الخاصة بكم, في قانون الجامعات الذي يشرف علي تعديل بعض مواده السيد الدكتور وزير التعليم العالي. الثانية إلي الحكماء والرواد في كل كلية: صوتكم مسموع, وهيبتكم محفوظة, وخبرتكم مطلوبة, ولذا عليكم دور وطني في بداية العام الجامعي, يتمثل في التوعية للطلاب الحائرين أو المشوشين في تفكيرهم, وممن يخلطون بين الحرية والفوضي خاصة الطلاب الجدد القادمين من المدارس الثانوية قبل أن تتغذي عقولهم بالأفكار المغلوطة من خلال الحوارات واللقاءات الأسبوعية. الثالثة إلي الغالبية العظمي من أعضاء هيئة التدريس المحبين لكلياتهم وجامعاتهم والمخلصين لهذا البلد العريق مصر: من فضلكم جاء الوقت لمتابعة الطلاب المتغيبين عن المحاضرات, فهؤلاء متفرغون لمظاهرات ونجدهم في نهاية العام الجامعي يؤدون الامتحانات مثلهم مثل المجتهدين المنتظمين الملتزمين دراسة وأداء, مما يتطلب ذلك تطبيق مواد القانون بعد موافقة مجلس القسم المختص وفقا للائحة. الرابعة لزملائي الأساتذة: عليكم دور توعوي بالاضافة إلي أدواركم التدريسية والبحثية, من خلال تشجيع الطلاب علي ممارسة الأنشطة الطلابية وأقترح من المجلس الأعلي للجامعات تخصيص درجات ولتكن نسبة10% لمن يشارك في الأنشطة بأنواعها, وفي هذا السياق لابد من تطبيق اللائحة علي الأسر الطلابية التي تمارس عملا حزبيا علي مستوي الجامعة والكلية. الخامسة لأعضاء مجالس الأقسام: أعيدوا النظر في المقررات التي عفا عليها الزمن, ولم تعد مواكبة لعصر المعلومات ومجتمع المعرفة خاصة في القطاع التربوي, وأمنياتي أن تلغي المذكرات الجامعية وفكرة الكتاب الواحد كمصدر للحصول علي المعرفة في عصر الحاسوب والانترنت, حتي لا نخرج أشخاصا مبرمجين وفق الثقافة البنكية التي أشار إليها البرازيلي باولو فراري السادسة لزملائي القانعين ببناء مصر: واجبكم في هذه المرحلة التاريخية تشجيع الطلاب في بداية المحاضرات علي ثقافة التطوع بالعمل والجهد, من خلال حثهم علي الذهاب والمشاركة في الرحلات المجانية الأسبوعية التي دعت إليها وزارة التعليم العالي, لمشروع قناة السويس الجديدة, الذي سيحقق عائدا اقتصاديا واجتماعيا للأجيال القادمة لكي يتعلم الطلاب, أن أجدادهم تركوا لهم أثرا تاريخيا, وميراثا عظيما سيتم تطويره. السابعة إلي رؤساء اللجان الثقافية ورواد الأسر المنبثقة من الاتحادات الطلابية: شجعوا الطلاب علي المشاركة في المشروعات التنافسية الطلابية والتي تطرح من قبل وحدة إدارة المشروعات بالوزارة وبميزانية30% من الجامعة, و70% من الوزارة, وفق معايير, التميز, والابتكار, وجودة التصميم, وخدمة المشروع للمجتمع ودوره في الانتاجية. الثامنة إلي القيادات داخل كل كلية: لابد من تعميم برلمان الشباب الذي يطبق داخل بعض جامعات مصر ليطبق داخل كل كلية, لتنمية ثقافة الديمقراطية, وتنمية الحس السياسي, والتدريب علي إبداء الرأي والاختلاف دون خلاف, وتكوين لجان داخل البرلمان, وتشكيلها من شباب الكليات, بالاضافة إلي زيارات لمجلس النواب القادم وقضاء يوم ميداني لمشاهدة جلساته الحقيقية من خلال الخبرة المباشرة. التاسعة إلي القائمين علي إعداد وتدريس مقرر حقوق الإنسان أو المقرر التثقيفي الذي يدرس في معظم جامعات مصر: مطلوب أن يعرف الطالب الحد الأدني من الثقافة القانونية, أشرحوا للطلاب حقوقهم وواجباتهم, ولنقدم أمثلة للطلاب أن مظاهرات الطلاب السياسية تمارس خارج أسوار الجامعات, ووضحوا لهم أنه لا توجد مظاهرات للطلاب في جامعات أمريكا وأوروبا؟ ولا توجد مظاهرات للطلاب بين المؤيدين للحزب الجمهوري والمؤيدين للحزب الديمقراطي( مع الفارق أننا لسنا حزبين كبيرين) داخل جامعات بوسطن وهارفارد وفلوريدا وسانت كارولينا ونيويورك وستانفورد في الولاياتالمتحدةالأمريكية, وأقترح في هذا السياق اضافة وحدة عن تاريخ مصر, ودور المؤسسة العسكرية كمؤسسة وطنية لها ثوابت أخلاقية في حماية مصر, شعبا وحدودا, ومؤسسات, بالاضافة إلي تنمية الانتماء لمصر والولاء لجيش مصر, كما يحدث في كل جامعات العالم المتقدم مما يتطلب أن يكون المقرر ساعتين دراسة وامتحانا. العاشرة إلي الزملاء المحجمين عن المشاركة في مشروعات الجودة والتأهيل للاعتماد: اعتماد الكليات الجامعية ناتج من جهودكم ووطنيتكم, ولذلك لابد أن تتأكدوا أن مشاركتكم في المشروع لاعتماد كلياتكم واجب قومي ستشعرون بحصاده مستقبلا في اطار التطوير المستمر والتأهيل للاعتماد.