سلطت الصحف الاجنبية الضوء علي الموقف الاسرائيلي المتشدد من الاتفاق النووي الايراني الذي ابرم بين طهران والقوي الكبري في جنيف, واشاروا الي ان طهرن نجحت في دق اسفينا في العلاقات بين واشنطن وتل ابيب بعدما استخدمت دبلوماسيتها للتوصل الي مثل هذا الاتفاق التاريخي الذي اعتبرته صحيفة جيروزاليم بوست الاسرائيلية انتكاسة تاريخية للجهود الاسرائيلية في المنطقة لأنه يقوض فرص تل أبيب في المنطقة, مشيرة الي ان رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو ليس لديه خيارات اخري سوي قبول الاتفاق الذي سيعفي طهران من عقوبات اقتصادية قاسية لمدة6 أشهر. ورغم اتصال الرئيس الأمريكي باراك اوباما لطمأنة نتنياهو علي التزام واشنطن بأمن وحماية مصالح تل ابيب وان الاتفاق سيمنع طهران من حيازة قنبلة نووية إلا ان تل ابيب اختارت السباحة عكس التيار كعادتها ورفضت الاتفاق مؤكدة انها تحتفظ بشن هجوم عسكري الدفاع عن نفسها وانه لن يلزمها او يثنيها عن شن هجوم ضد طهران التي ابدت مرونة كاذبة بهذا الاتفاق الذي سيسمح لها بكسب المزيد من الوقت واجبار واشنطن علي التخلي عن فكرة الخيار العسكري. وقالت صحيفة واشنطن بوست الامريكية ان الاتفاق قد يجبر تل ابيب علي علي العودة الي طاولة المفاوضات مع الفلسطينيين خاصة وان ال6 اشهر التي ستستغرقها المفاوضات بين القوي الكبري وطهران للتوصل الي اتفاق دائم بشأن هذا البرنامج تساوي الفترة المتبقية من المهلة التي اعطاها وزير الخارجية جون كيري حينما اعلن عن المفاوضات بين الفلسطينيين والاسرائيليين التي بدأت في نهاية شهر يوليو الماضي,وهو الامر الذي يتطلب من قادة تل ابيب الاسراع في مفاوضات السلام وتطبيق مبدأ حل الدولتين الذي سيكون نجاحا كبيرا لإسراذيل التي تري تهديدا كبيرا في الاتفاق النووي الذي حذرت الصحيفة من ان الحفاظ عليه والالتزام ببنوده سيكون اصعب بكثير من ابرامه, مشيرة الي ان شكوك تل ابيب بإعادة تشغيل طهران لاجهزة الطرد المركزي لتخصيب اليورانيوم ليست في محلها لان تلك الاجهزة سيتم وضعها تحت رقابة الوكالة الدولية للطاقة الذرية, مؤكدة ان حلم الاتفاق تحول الي كابوسا يطارد نتنياهو الذي وضع قضية نووي ايران تحت عينيه متجاهلا جميع القضايا الاخري التي تهدد إسرائيل وكيانها كالمفاوضات مع الجانب الفلسطيني. واكد المحللون ان مواصلة تل ابيب لنبرتها المتعالية وتهديداتها للسلطة الفلسطينية يهدد بتدمير مفاوضات السلام مؤكدين ان تهديدات المسئولين الاسرائيلين الاخيرة والتي تعهدوا فيها باحتلال غزة تهدم جميع الجهود الدولية التي تسعي لاحراز أي تقدم في عملية السلام مع الفلسطينيين, مشيرين الي ان عدول اسرائيل عن تصرفاتها ومواصلتها المفاوضات قد يدفع بكثير من الدول العربية والغربية ايضا الي وضع القضية الفلسطينية جانبا والتركيز بشكل اكبر مع ايران وكيفية التزامها ببنود الاتفاق. ومن جانبها فقد اشارت قناة برس تي في الايرانية الي ان تهديدات تل ابيب الاخيرة بأنها غير ملتزمة بالاتفاق وانه من حقها الدفاع عن نفسها فانها محاولة اسرائيلية لترك مساحة تمكنها من استفزاز طهران او اتخاذ اجراءات مستقلة ضدها اما عن قيام هذا الكيان بشن ضربة عسكرية ضد طهران فانه من المستحيل لان تل ابيب ستكون بمفردها خاصة وان واشنطن تخلت عن تلك الفكرة كما انها تعلم جيدا قدرة طهران علي رد أي عدوان يدخل الشرق الاوسط في حروب ستكون كارثية علي المنطقة برمتها. رابط دائم :