في الوقت الذي اشتعلت فيه الحرب الكلامية الإيرانية- الإسرائيلية في المحافل السياسية الدولية, كشفت مصادر أمريكية مسئولة عن أن الولاياتالمتحدة وشركاءها في الخليج يسعون لتعميق التعاون في مجال الدفاع الصاروخي, في إعلان ينبيء بصفقات سلاح جديدة, وذلك في إطار المساعي الأمريكية لدعم الدفاعات الإقليمية ضد التهديدات الإيرانية المحتملة. وأشارت المصادر نفسها إلي أن وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون اجتمعت مع مسئولين من مجلس التعاون الخليجي في نيويورك, في خطوة وصفوها بأنها محاولة لدعم شركائهم في الخليج في احتياجاتهم الدفاعية, مؤكدة أنهم يواجهون تهديدا صاروخيا ونريد مساعدتهم في مواجهة هذا التهديد بأفضل ما يمكنهم. ورفضت المصادر الأمريكية تقديم معلومات محددة بشأن خططها مع مجلس التعاون الخليجي, الذي يضم كلا من السعودية والكويت والإمارات العربية المتحدة وقطر والبحرين وعمان. وكانت شركة مارتين لوكهيد أكبر الشركات الموردة للسلاح لوزارة الدفاع الأمريكية قد أبرمت تعاقدا مبدئيا بقيمة196 مليار دولار في ديسمبر الماضي تحصل الإمارات بموجبه علي اثنين من أنظمة الدفاع الصاروخي رفيعة المستوي, فيما تعد أول سابقة يباع فيها هذا النظام الدفاعي خارج الولاياتالمتحدة. وأشارت الشركة إلي أن دولا أخري في مجلس التعاون الخليجي من بينها السعودية كانت قد أعربت عن رغبتها في الشراء. ومن بين الشركات البارزة في مجال تصنيع نظم الدفاع الصاروخي شركات بوينج ورايثون ونورثروب جرومان. وفي إطار التصعيد الإسرائيلي المستمر ضد إيران, اعتبر وزير الخارجية الإسرائيلي أفيجدرو ليبرمان سلوك إيران علي الساحة الدولية تهديد للسلام العالمي. ونقلت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية عن بيان لمكتب ليبرمان تأكيده خلال لقائه مع عدد من وزراء خارجية بعض الدول, من بينها فرنسا وروسيا والأرجنتين وإسبانيا, إن سلوك إيران في الساحة الدولية وحشي ويهدد السلام العالمي. أما السفير الإسرائيلي لدي واشنطن مايكل أورين فقد أكد أن وضع خط أحمر واضح أمام طموحات إيران النووية سيحول دون وقوع حرب في المنطقة. وأوضح- في تصريحات لصحيفة جيروزاليم بوست الإسرائيلية- أنه لو أن القوي الغربية كانت قد وضعت خلال الثلاثينيات من القرن الماضي خطا أحمر واضح ضد التوسع النازي, لربما تجنب العالم حدوث الحرب العالمية الثانية. تأتي تصريحات أورين في الوقت الذي تضغط فيه إسرائيل علي الولاياتالمتحدة لوضع خطوط حمراء تتدخل بموجبها واشنطن عسكريا ضد إيران إذا ما تعدتها الأخيرة, وهو الأمر الذي يثير توترا في العلاقات بين واشنطن وتل أبيب. ومن ناحيتها, حذرت صحيفة فاينانشال تايمز البريطانية من أن خطاب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نيتانياهو أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة أتاح للرئيس الأمريكي باراك أوباما مهلة محددة لضرب إيران, حينما أشار إلي أن البرنامج النووي الإيراني لن يصل إلي مرحلة الخطر قبل الصيف المقبل. وفي الوقت ذاته, أكد أوباما مجددا أمس التزام واشنطن الكامل بأمن إسرائيل, وذلك خلال محادثة هاتفية مع نيتانياهو, حيث سيطر التهديد النووي الإيراني لإسرائيل علي محادثتهما الأسبوعية, وذلك بعد أيام قليلة من خطاب نيتانياهو الناري أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة. وسارع ميت رومني مرشح الحزب الجمهوري للرئاسة الأمريكية لاستغلال الموقف والإعراب عن أمله في ألا يكون هناك اضطرار لاتخاذ إجراء عسكري ضد طهران. وأوضح رومني في اتصال هاتفي مع نيتانياهو: لا أعتقد أننا سنكون مضطرين في نهاية الأمر لاتخاذ إجراء عسكري ضد إيران, وشدد علي أنه لا يستطيع اتخاذ مثل هذا القرار بعيدا عن مائدة المفاوضات.