هدد وزير الخارجية الإسرائيلي أفيجدور ليبرمان أمس بأن إسرائيل ستتخذ أي قرار بخصوص الأنشطة النووية الإيرانية بوصفها دولة مستقلة, في تلميح إلي اعتزام تل أبيب القيام بعمل عسكري منفرد ضد طهران. وأكد ليبرمان في حديث للإذاعة العامة الإسرائيلية أنه من الواضح أن الولاياتالمتحدة أكبر قوة في العالم وأكبر وأهم صديق لتل أبيب, لكن إسرائيل دولة مستقلة, وأضاف أن دولة إسرائيل ستتخذ القرارات التي تناسب تقييمها للوضع, وقال أيضا إن الملف الإيراني معروف جيدا, وأن الاتجاه الذي سيتم اتخاذه بشأن هذا الملف معروف أيضا, في إشارة إلي التهديدات الإسرائيلية بشن عمل عسكري ضد طهران. وأضاف ليبرمان أن فشل المجتمع الدولي في اتخاذ أي إجراء لحماية الشعب السوري من نظامه الحاكم يكشف أن إسرائيل أيضا لن تجد من يحميها في حالة تعرضها لهجوم إيراني, بحسب تعبيره. جاءت تصريحات ليبرمان قبل ساعات من اللقاء المرتقب بين الرئيس الأمريكي باراك أوباما ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نيتانياهو في البيت الأبيض, والذي من المتوقع أن يركز علي الطموحات النووية الإيرانية. وفي الوقت نفسه, ذكرت صحيفة هاآرتسالإسرائيلية أن الرئيس الاسرائيلي شيمون بيريز سيعلن في خطاب يلقيه خلال ساعات أمام المؤتمر السنوي للجنة الشئون العامة الأمريكية- الإسرائيلية إيباك, أن اسرائيل لن تندفع وراء ضرب إيران, بل ستدافع عن نفسها, وفي حالة اضطرارها لخوض حرب فإنها ستنتصر بلا شك. ونقلت الصحيفة عن مصادر قريبة من الرئيس الإسرائيلي قولها إن بيريز سيلقي الخطاب قبيل اجتماعه مع نظيره الأمريكي, حيث سيركز بصورة أساسية علي ديون اسرائيل المستحقة لواشنطن والعلاقات الوثيقة بين الدولتين. وأضافت أن بيريز سيعرب عن دعمه للصداقة بين بلاده والولاياتالمتحدة, وسيشكر أوباما علي ما قدمه لإسرائيل خلال فترة ولايته, وتأكيد ثقته في وقوف واشنطن دائما بجانب إسرائيل. ومن ناحية أخري, قالت الصحيفة إن بيريز سيخصص جزءا من خطابه علي أهمية استئناف المفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين, وأن احلال عملية السلام من اهتمامات إسرائيل. وتابعت أنه بعد انتهاء خطاب بيريز, سيلقي أوباما كلمة أمام المؤتمر, ومن الواضح أنه لن يتطرق إلي القضية الإيرانية, بل سيجدد رسالته التي وجهها مرارا وفحواها أن بلاده لن تسمح لإيران أن تنتج قنبلة نووية, فيما من المنتظر أن يركز علي سلسلة من إجراءات اتخذتها إداراته لتقوية التعاون الأمني مع إسرائيل. ومن جهتها, نقلت صحيفة ديلي تليجراف البريطانية عن مصادر مقربة من القيادة الأمنية الإسرائيلية أن نيتانياهو سيوجه إنذارا إلي أوباما يؤكد فيه إنه إذا امتنعت واشنطن عن العهد باستخدام القوة العسكرية لمنع إيران من الحصول علي قنبلة نووية فإن إسرائيل ستتولي التعامل مع الملف الأمني في غضون أشهر. وعلي صعيد الانتخابات البرلمانية الإيرانية, سلطت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية الضوء علي النتائج, مشيرة إلي أنه علي الرغم من الفوز الكبير لمعارضي سياسة الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد في الإنتخابات فإن نفوذه السياسي سيبقي كما هو, إن لم يزد عن مستواه الحالي.