واجهت صناعة الغناء في عام 2013 تحديًا كبيرًا، بعد أن أصبحت ظاهرة القرصنة تشكل خطرًا يهدد وجودها وأصبحت شركات الإنتاج تعاني الخسائر المادية الفادحة، فألبوماتها التي تنفق عليها الملايين يتم طرحها بعد دقائق من صدورها على شبكة الإنترنت، ويتم تحميلها بجودة عالية، وغابت الألبومات القوية عن المستمعين خلال العام باسثثناء ألبوم "الليلة" للفنان عمرو دياب الذي يعتمد على تاريخه الكبير وجمهوره العريض في مصر والعالم العربي كما تراجع عدد الحفلات الغنائية بشكل ملحوظ حتى أن عدد الحفلات في مختلف مناطق مصر خلال عام 2013 لم تتجاوز 40 حفلاً في حين أن المعدل الطبيعي للحفلات الغنائية في العام الواحد يصل ل 200 حفل. المطربة المغربية جنات التى صدر لها ألبوم "حب جامد" مع شركة روتانا خلال عام 2013 ترى أن ظاهرة القرصنة كانت السبب الرئيسى فى تراجع صناعة إنتاج الكاسيت خلال العام، وشركات الإنتاج تكبدت خسائر لا حصر لها من وراء هذه الظاهرة، ولا بد من التصدى لها بشتى الطرق القانونية وللإعلام دور مهم فى توعية الجمهور لأن شركات الإنتاج لن تستطيع مواجهة القراصنة بمفردها، وليس منطقيًا أن تنفق الشركات أموالاً طائلة فى اختيار الأغنيات وتسجيلها، ثم تسرق فى دقائق بمنتهى السهولة وتطرح مجانًا على الإنترنت ليحقق القراصنة الأرباح، وإذا لم يضع المسئولون حلولاً سريعة لهذه الكارثة فسيتدهور حال الغناء العربي. ويوضح المنتج محسن جابر أن حجم القرصنة عبر مواقع الإنترنت خلال عام 2013 يعد شيئًا خياليًا، فأحد المواقع الخاصة بتحميل الموسيقى يتردد عليه أكثر من مليونى زائر يوميًا، وبلغ فيه حجم التحميل 700 ألف أغنية، وما يحدث جعله يعدل من سياسته الإنتاجية، واتخذ أشكالاً جديدة فى تعاونه مع المطربين، مثل خفض الأجور بالنسبة إلى البعض أو التركيز على توزيع ألبومات تنتج على نفقة أصحابها، لأن الإنتاج الغنائى أصبح مخاطرة بكل المقاييس ولا أحد يمكن أن يتقبل الخسارة. أما المطرب رامي صبري، فأعرب عن سعادته بألبومه الجديد "وأنا معاه" ولكنه انزعج من قرصنة الألبوم على شبكة الإنترنت، ويؤكد أن تراجع عدد الشركات المتخصصة فى الإنتاج الغنائى خلال عام 2013 كان نتاج التطور التكنولوجى الذى جعل الألبومات خلال ثوان توجد على شبكة الإنترنت، وبالتالى تتراجع مبيعاتها ولو استمرت الحال على ما هى عليه ستظهر سلبيات عديدة على الساحة الغنائية وسيكون من يملك المال هو فقط صاحب القدرة على الإنتاج لنفسه بغض النظر عن موهبته. وترى المطربة آمال ماهر أن الدولة لا بد أن تتحمل دورها وتشدد الرقابة على المواقع الإلكترونية التى يتم تحميل الألبومات من خلالها، خاصة أن عشرات المطربين والمطربات لم يصبحوا قادرين على تقديم ألبومات غنائية، وهذا أدى إلى إصدارهم أغان لضمان استمرار وجودهم على الساحة الغنائية، حتى لا ينساهم الجمهور.