"خسائر للألبومات، واختفاء للحفلات، والمطربون يبحثون عن وظائف".. بتلك العبارة يمكن وصف حال الساحة الفنية المصرية في عام 2012، حيث قل عدد الألبومات بشكل كبير، ولم تحقق أي مبيعات تذكر حتي أن ألبومات محمد حماقي وغادة رجب ومحمود العسيلي وحمادة هلال وغيرهم لم تتجاوز 400 ألف نسخة، الأمر الذي سبب خسائر لشركات الإنتاج وصلت لقرابة ال 19 مليون جنيه. وأصبحت ظاهرة القرصنة تشكل خطرًا يهدد وجود الألبومات، وتسببت في معاناة شركات الإنتاج خسائر مادية فادحة، فألبوماتها التي تنفق عليها الملايين تتواجد بعد دقائق من صدورها علي شبكة الإنترنت، ويتم تحميلها بجودة عالية. المطرب محمود العسيلي يرى أن ظاهرة القرصنة كانت السبب الرئيسى فى تراجع صناعة إنتاج الكاسيت بمصر خلال عام 2012، وشركات الإنتاج تكبدت خسائر فادحة من وراء تلك الظاهرة، ولابد من التصدى لها بشتى الطرق القانونية وللإعلام دور مهم فى توعية الجمهور، لأن شركات الإنتاج لن تستطيع مواجهة القراصنة بمفردها. ويوضح المنتج محسن جابر أن حجم القرصنة عبر مواقع الإنترنت في عام 2012 يعد شيئا خياليا وما يحدث جعله يعدل من سياسته الإنتاجية، لأن الإنتاج الغنائى أصبح مخاطرة بكل المقاييس، فلا أحد يمكن أن يتقبل الخسارة ولولا حبه للفن لتوقف عن الإنتاج، وهو يأمل أن تتدخل الدولة المصرية لمواجهة ظاهرة القرصنة. المطربة زيزي عادل أكدت أن عام 2012 لم يشهد تراجعًا بمبيعات الكاسيت فقط، فالحفلات الغنائية تعاني بشدة لأنها مرتبطة بالحالة السياسية، وبما أن الشارع المصري عاش حالة من التوتر في عام 2012 فكان من الطبيعي أن تختفي الحفلات الغنائية، واتجه المطربون لمجالات تقديم البرامج والمشاركة في لجان تحكيم إكتشاف المواهب أو الجلوس في المنزل لحين تحسن الأوضاع. وبمناسبة برامج اكتشاف المواهب الغنائية التي تحدثت عنها زيزي فقد شهد عام 2012 تواجدًا ملحوظا لنجوم الغناء المصريين مثل هاني شاكر، شيرين عبدالوهاب وغيرهم. المطربة شيرين عبدالوهاب التي شاركت في لجنة تحكيم برنامجThe Voice قالت إن برامج اكتشاف المواهب تضيف بالتأكيد لرصيد الفنان لأنه يساهم في اكتشاف أصوات عربية واعدة، كانت تتمني أن تنال فرصتها في الوصول للناس. ونفت شيرين أن يكون هدفها تحقيق مكاسب مادية من خلال البرنامج لأنها ليست في حاجة لذلك كما أنها لا تقبل أن تضحي بنجوميتها لمجرد الحصول علي مبلغ مالي كبير كما أنها لا تعتبر المادة أهم شيء في الحياة. الفنان هاني شاكر أوضح أن مشاركة الفنان في برامج اكتشاف المواهب تعد خطوة تضيف لرصيده الفني لأنه يحاول تقديم واكتشاف أصوات غنائية شابة تدعم الساحة الغنائية العربية، وهذا الدور سبق وقام به الموسيقار الكبير كمال الطويل، والموسيقار محمد الموجي، ولذلك فهو لا يرى أي خطأ في المشاركة ببرامج اكتشاف المواهب، وعلى كل فنان لديه رصيد من الحب في قلوب الناس أن يخدم الأصوات الشابة القوية، كما أن حالة الركود التي سيطرت علي سوق الكاسيت طبيعية لأنها تتماشي مع الظروف السياسية والاقتصادية التي تعيشها البلاد.