يأمل العاملون فى صناعة الإنتاج الغنائى أن يكون العام الحالى أفضل حالا من سابقه، فالساحة الغنائية لم تكن بخير فى 2012، حيث قل عدد الألبومات بشكل كبير ولم تحقق أى مبيعات ووصلت خسائر شركات الإنتاج إلى 50 مليون جنيه. ومن المنتظر أن تحدث انفراجة فى سوق الكاسيت، حيث ستصدر ألبومات لعدد من المطربين الذين يتمتعون بشعبية كبيرة مثل عمرو دياب ومحمد فؤاد وتامر حسنى وهانى شاكر وشيرين عبدالوهاب ويرى البعض أن هذه الأسماء كفيلة بأن يصل حجم مبيعات الكاسيت فى عام 2013 إلى ما يقرب من مليونى نسخة، أى ثلاثة أضعاف حجم المبيعات فى العام الماضى، وتواجه صناعة الكاسيت تحديا كبيرا خلال العام الحالي، بعد أن أصبحت ظاهرة القرصنة تشكل خطرا يهدد وجودها وأصبحت شركات الإنتاج تعانى الخسائر المادية الفادحة، فألبوماتها التى تنفق عليها الملايين توجد بعد ثوان من صدورها على شبكة الإنترنت ويتم تحميلها بجودة عالية. المطرب هانى شاكر يرى أن الجمهور يشترى ألبومات النجوم الكبار الذين يثقون فى موهبتهم حتى ولو تمت قرصنتها، لأنه يرى أن أفضل طريقة لدعمهم هى شراء ألبوماتهم، ولكن هذا لا يعنى أنهم يتأثرون أيضا بتسريب الألبومات وقرصنتها. ويتوقع هانى أن تنتعش حالة الساحة الغنائية فى العام الحالى إذا استقرت الأوضاع السياسية، لأن الشارع المصرى فى ظل حالة التوتر لا يتفاعل بالشكل الكافى مع الأحداث الفنية، وهذا الأمر طبيعى كما أن الحالة المزاجية للمطربين مرتبطة هى الأخرى بأوضاع البلد. أما بالنسبة لصناعة الفيديو كليب فيبدو أنها ستستمر فى التراجع هذا العام لعدم قدرة الفضائيات الغنائية على إنتاج كليبات جديدة، فالأغنية المصورة الواحدة تصل ميزانيتها إلى أكثر من 150 ألف جنيه، ولم تعد عائدات ال sms تمنح الفضائيات الأموال اللازمة لتعويض نفقاتها، كما أن الكليبات تجرى أيضا قرصنتها بشكل كبير ووصل حجم قرصنة الكليبات عبر مواقع الإنترنت فى العام الماضى إلى درجة كبيرة. المطرب حسام حبيب أكد أن الفضائيات الغنائية ستتجاهل فى الفترة المقبلة إنتاج كليبات حصرية تعرضها على شاشاتها، وبالتالى سيجد المطربون أنفسهم يتجهون لإنتاج كليباتهم على نفقتهم الخاصة وهذا الأمر بالنسبة لهم صعب للغاية خصوصا أن الكليبات تتكلف مبالغ مالية كبيرة ومن الصعب تعويضها. المطربة غادة رجب ترى أن العام الحالى لن يشهد تراجعا فى إنتاج الكليبات فقط ولكن الحفلات الغنائية تعانى بشدة لأنها مرتبطة بالحالة السياسية وبما أن الشارع المصرى عاش حالة من التوتر فى عام 2012، فكان من الطبيعى أن تختفى الحفلات الغنائية واتجه المطربون لمجالات تقديم البرامج أو المشاركة فى لجان تحكيم برامج اكتشاف المواهب للخروج من مأزق تراجع الساحة الغنائية المصرية فى عام 2012، ومن المتوقع أن تستمر هذه الحالة إذا ظل التوتر سائدا فى المجتمع المصرى. المطربة آمال ماهر تتوقع أن يشهد العام الحالى مشاركة المزيد من نجوم الغناء فى برامج اكتشاف المواهب وهى ترى أن إقبال المطربين الكبار على البرامج المعنية باكتشاف المواهب يعد أمرا إيجابيا وفى صالح الساحة الغنائيه التى تحتاج لأصوات جديدة ومتميزة، ومثل هذه البرامج تعد فرصة جيدة لاكتشاف مواهب حقيقية من مختلف أنحاء الوطن العربي، وبالتأكيد مع وجود كم كبير من نجوم الطرب كمحكمين ومدربين وكضيوف فيها يعد حافزا تشجيعيا كبيرا للوجوه الجديدة، كما أن الجمهور يتواصل أكثر مع البرامج التى يشارك فيها نجوم كبار حيث يقترب أكثر من شخصياتهم الإنسانية ويتعرف إليهم عن قرب. أما المطرب محمد منير فاعترض على مشاركة المطربين فى برامج مسابقات اكتشاف المواهب الجديدة، لأنها من وجهة نظره تعد بمثابة خروج للمعاش المبكر ويرى أنه من الأولى على هؤلاء المطربين أن يركزوا أكثر فى أعمال غنائية جديدة يمتعون بها جمهورهم الذى ينتظر منهم الكثير بدلا من المشاركة فى برامج لن تضيف لرصيدهم الفنى شيئا بل إنها تأخذ من نجوميتهم. وطالب منير القائمين على برامج اكتشاف المواهب الغنائية فى الفترة المقبلة الاستعانة بخبراء وأساتذة من أكاديمية الفنون بدلا من المطربين، وأشار إلى أنه يتمنى ألا يكون كلامه مزعجا لأحد من المطربين لأنه يحبهم جميعا ووجهة نظره خاصة به ولا تعنى اسما بعينه. الموسيقار حلمى بكر يتوقع أن يزيد إقبال نجوم الغناء على إعادة تفديم أغنيات خالدة فى وجداننا من ذكريات الزمن الماضى، لأن الجمهور بحاجة إليها فى الوقت الحالى فى ظل حالة التوتر السياسى التى تحاصره، ولكن هذه الأغانى ستنجح مع المطربين الكبار الذين يمتلكون موهبة كبيرة ولديهم القدرة على تقديم هذه الإبداعات الغنائية.