لم تنج أسواق بيع الأضاحى من الأزمة الاقتصادية التى تخنق المواطنين حيث انخفض الطلب على الخراف والعجول الحية بنسبة 40% عن العام الماضى، ورغم ذلك يئن المشترون لارتفاع أسعار هذه الأضاحى. فهربوا إلى سوق صكوك الأضاحى التى انتعشت لتسجل ما يقرب من 80 ألف صك يشتريها المواطنون من البنوك والشركات الاستثمارية لتوزيعها على غير القادرين.. "بوابة الأهرام" تابعت حركة السوق. يؤكد شوقى السيد تاجر ماشية وصاحب شادر لبيع الخراف والعجول بحدائق القبة أنه استطاع تجميع 3 آلاف من الماشية بعد عيد الفطر الماضى من صغار المربين بمحافظة سوهاج ودفع لهم عربونًا وتسلم الماشية منذ 3 أسابيع لبيعها فى السوق، لكنه فوجئ بتدهور الطلب على شراء الأضاحى بنسبة 40%، مشيرًا إلى أنه يقوم بذبح الأضحية سواء كانت عجلاً أو خروفًا وسلخها مقابل 400 جنيه للعجل و 8 جنيهًا للخروف. وتابع أنه يبيع كيلو اللحوم من العجل الحى القائم ب 28 جنيهًا للذكر و25 جنيهًا للكيلو القائم من الأنثى، بينما الكيلو القائم من الخروف ب 36 جنيهًا والماعز ب 38 جنيهًا، لكن الطلب على الأخيرة ضئيل للغاية, يضيف أن وزن العجل يتراوح بين 350 إلى 600 كيلو، ويقبل على شرائه العائلا ت الثرية لتوزيعه على الأقارب والفقراء بينما الخروف يصل وزنه فى المتوسط من 25 إلى 30 كيلو قائم ويقبل على شرائه معظم الأسر المصرية. يوضح شوقي أن الماشية صغيرة العمر من العجول أو الخراف يمكن التعرف عليها من خلال أسنانها فالعجول الصغيرة تبدو أسنانها رفيعة ومتساوية فى الطول والحجم كأسنان المشط والعكس فى الماشية كبيرة العمر. ويذكر مدحت عبد الظاهر- جزار وصاحب شادر لبيع الخراف الحية بميدان المطرية، أنه يبيع كيلو اللحم الحى القائم للخراف ب 35 جنيهًا للكيلو أى أقل جنيهًا عن سعره الذى يباع به فى الأسواق ورغم ذلك فإن معدل بيع الخراف انخفض لديه بنحو 45% لانشغال المواطنين بالأزمة الاقتصادية وأحداث الإرهاب التى يشيعها الإخوان المسلمون، مشيرًا إلى أن أكشاك بيع اللحوم التى أقامتها وزارة التموين تبيع كيلو اللحم المذبوح ب 50 جنيهًا للكيلو قد ساهمت من حدة ركود بيع الخراف فى الأسواق. فى المقابل شهدت سوق تسويق صكوك الأضاحى التى ينظمها بنك الطعام المصرى بالاشتراك مع 3 بنوك مصرية وعدد من الشركات الاستثمارية رواجًا عن العام الماضى، كما تقول آية أيوب مدير عام التسويق ببنك الطعام المصرى، مشيرة إلى أن أعداد الصكوك وصلت إلى 80 ألف صك تم تسويقها حتى الآن، حيث تصل قيمة الصك للخروف البلدى 1200 جنيه و700 جنيه للمستورد، والصكوك يشتريها أفراد الأسر القادرة بينما صكوك المستورد يشتريها متوسطو الدخل. وأوضحت أن بنك الطعام قام بإنشاء عدد من المزارع الخضراء والمجازر الآلية المحلية فى محافظات مصر لتربية الخراف، وتوزيعها على الفقراء سواء فى عيد الأضحى حيث تقرر أن تصل هذه الأضاحى إلى 1.5 مليون أسرة فى العيد و20 مليون علبة فى شكل وجبة جاهزة توزع على الفقراء طوال العام، وأن البنك قام أيضًا بتكليف عدد من الجمعيات الأهلية المعروفة فى إسترليا والبرازيل بإنشاء مزارع تربية الماشية، وذبحها وفقًا للشريعة الإسلامية وشحنها إلى مخازن ولجان بنك الطعام فى مصر لتعبئتها وتغليفها وتوزيعها على الفقراء طوال العام وتختتم قائلة: إن هذه التجربة يطبقها البنك منذ عام 2006، ويحرص على زيادة المستفيدين منها. ويؤكد إسماعيل ناشد معوض صاحب شركة للاستيراد والتصدير وعضو شعبة الغلال، أن أسعار الذرة والقمح وبعض الحبوب الغذائية التى تضاف إلى مكونات الأعلاف، قد انخفضت ما بين 20 إلى 30% بسبب ظهور المحصول الجديد، إضافة إلى انخفاض أسعار الحبوب عالمياً، لكن هذا الانخفاض لم يستفد منه مربى الماشية فى الموسم الحالى، بل يستفيدون منه فى تربية القطيع الجديد من الماشية فى الموسم القادم لأن معظم هذه المدخلات مكونة من أعلاف يتم زراعتها فى موسم الخريف والشتاء.