أصيبت حركة بيع وشراء المواشى بالشلل التام، رغم اقتراب عيد الأضحى واستعداد المسلمين فى كل مكان للاحتفال به، نتيجة لنقص المعروض من الماشية بسبب حالات السطو المتكررة التى يتعرض لها التجار على طول الطرق، والتى يفقدون فيها عشرات الرؤوس فى كل مرة، بالإضافة إلى ارتفاع أسعار العلف التى تسببت فى إحجام المربين عن نشاطهم، وفى مواجهة الإحجام عن هذه السنة جاءت مبادرة «صكوك الأضاحى» كمحاولة جادة من بعض المؤسسات والجمعيات الخيرية، لإيصال لحوم الأضاحى للمستحقين من الفقراء فى مختلف محافظات مصر وتشجيع القادرين على التشارك فى الأضحية. وقد أكد سيد عيد تاجر الأغنام، أن أسعار المواشى فى تزايد مستمر حيث تراوح سعر الكيلو الحى بين 29 و34 جنيها، ليسجل متوسط سعر الخروف نحو ألفى جنيه، مشيرا إلى عدم وجود إقبال على الشراءبسبب الزيادة فى الأسعار والتى أرجعها لارتفاع أسعار العلف لأكثر من ثلاثة آلاف جنيه للطن. وأكد المعلم حسين النوادى تاجر خراف بالسيدة زينب أن أسعار المواشى ارتفعت من المنبع نتيجة انخفاض المعروض وعدم مقابلة تقلص أعداد رؤوس الماشية فى المزارع بالاستيراد. وموضحا أن كل أصحاب الشوادر اكتفوا بعرض ب 30 رأس فقط لضمان بيع ثلث الكمية، فى حين كان يوجد بكل شادر ما لايقل عن مائة رأس. وأكد المعلم حسنين تاجر أن أفراد العائلة الواحدة لجأوا إلى الاشتراك معاً لشراء رأس واحدة كأضحية بسبب «الضغوط المالية مما يقلص حركة البيع حتى تصبح شبه منعدمة. كما اشتكى أيضا من أساليب الغش التى يقوم بها الجزارين عند بيع اللحوم للحصول على مكسب أعلى. ويقول شريف عزت أحد أصحاب الشوادر أنه تعرض لخسائر كبيرة، لأنه تعاقد على شراء كميات كثيرة ولكن المبيعات متدنية، معولا على احتمال زيادة الأسعار أكثر فى الفترة القادم. وأكد يحيى حسين إن أهم الأسباب التى أدت إلى ارتفاع أسعار الكيلو قائم هو عدم فتح باب الاستيراد، بالإضافة إلى ارتفاع أسعار الأعلاف وأوضح أن مبيعات الشادر لم تزد على بيع خروفين فى ال 10 أيام على الأكثر فاكتفى كل صاحب شادر بشراء 30 رأساً على الأكثر فى حين كان يوجد بالشادر مالايقل عن مائة رأس. 700 جنيه للصك مروة عبد المقصود المتحدث الإعلامى لجمعية رسالة أكدت أن الجمعية حددت مبلغ 700 جنيه كسعر لصك الأضحية وهى تعادل قرابة 20 كيلو لحم برازيلى بالصك الواحد الذى سيتم توزيعه بعيد الأضحى المبارك والمتبقى من اللحوم على باقى العام. وأوضح عبد الله سعد المستشار الإعلامى لبنك الطعام أن هناك نوعين من الاضحية أولهما صك الأضحية البلدى وسعره 1100 جنيه مصرى وأنه يتم شراؤه للمواطن المصرى كوكيل عنه ويتم ذبح هذه الأضحية داخل مصر وذلك خلال أيام العيد وفى حضور جميع المواطنين فى مكان عام ثم يقوم البنك بعد ذلك بتوزيع لحوم هذه الأضاحى على جميع محافظات مصر وتتضمن الفقراء والمحتاجين من الأسر والأيتام والأرامل. أما النوع الآخر من صك الأضحية المستورد وسعره 700 جنيه مصرى ويتم ذبحه خارج مصر وخاصة فى مجازر باستراليا ثم يتم تعبئتها وشحنها على مصر طبقاً للمواصفات السليمة. وأضاف أن البرنامج استطاع إطعام 500 ألف أسرة فى عام 2009 وإنتاج 3 ملايين وجبة جاهزة ومعلبة وتوزيعها على مستحقيها على مدار العام، موضحاً أن المستهدف هذا العام توزيع لحوم الأضحية على مليون أسرة. استقبال المشتركين وأشار اللواء ممدوح شعبان رئيس مجلس إدارة جمعية دار الأورمان إلى أنه يتم استقبال الراغبين فى الاشتراك فى صكوك الأضاحى قبل العيد بشهر، حيث تقوم الجمعية بشراء الأضحية لذبحها بعد صلاة العيد مباشرة وحتى عصر رابع أيام العيد وهذا وفقاً للتوقيت الشرعى ويتم توزيعها فى قرى ونجوع محافظات وجه قبلى وبحرى من أسوان حتى الإسكندرية للحالات المستحقة وذلك بالتعاون مع أكثر من 338 جمعية أهلية، مشيراً إلى أن هذه «الصكوك» تعفى الراغبين فى الأضحية مشقة التنظيف وقال إنه إذا أراد صاحب الأضحية أو أحد من أقاربه أن يشاهدها فله الحق أن يحضرها. وأوضح أن الهدف من توزيع صك الأضحية فى الجمعيات الخيرية هو كيان خيرى تنموى هدفه توفير وتوصيل الطعام للأيتام وكبار السن والأرامل والأسر المحتاجة والأشخاص غير القادرين على العمل ، مشيرا إلى أنه « مشروع وطنى خيرى لا يهدف إلى الربح ويرحم المستهلكين من استغلال التجار فى مناسبة العيد». وكشف شعبان أن الجمعية حصلت بشكل رسمى على فتاوى من مفتى الجمهورية عن كيفية الذبح والتوكيل والذى أجاز توكيل وإنابة الجمعيات والمؤسسات الخيرية بالقيام بعملية بالذبح خارج مصر وداخلها و حفظ اللحوم وتوزيعها على الأسر المستحقة طوال العام وعلى جميع المحافظات طبقاً للشريعة الإسلامية. نشر الفائدة أما د. محمد الزناتى المشرف على لجنة الخدمات بجمعية مسجد محمود وعضو مجلس الإدارة فقال إن من منطلق حرص الجمعية على نشر الفائدة من الأضاحى تقوم بتنفيذ مشروع «صك الأضحية» الذى يتم بموجبه قيام الراغب فى إحياء سنة الأضحية بالتبرع للجمعية بمبلغ يتم بموجبه شراء الأضحية له سواء كان ذلك «خراف» أو «عجول» بالمشاركة على أن يحصل على جزء منها ويتم توزيع الباقى. وأضاف أن عملية توزيع لحوم هذه الأضاحى تتم من خلال الجمعية وشركائها فى مختلف ربوع مصر، حتى يعم الخير وتصل هذه اللحوم إلى الحالات الفقيرة التى تستحق هذه اللحوم. وخلص الزناتى إلى أن الهدف الأساسى من هذه الصكوك توفير المشقة على المضحى ووفق الأحياء سنة تؤكد فضلا عن نشر الخير والتكافل بين الناس ونقل اللحوم من المناطق الغنية إلى الفقيرة.