ذكرت مجلة "الإيكونوميست" البريطانية أن الأزمات التي تمر بها منطقة الشرق الأوسط وتمثل إسرائيل وتركيا ومصر وفلسطين أهم أطرافها قد وضعت الولاياتالمتحدة في مأزق حقيقي قد يؤدي بها لدفع ثمن صداقتها مع إسرائيل. وقالت المجلة -في سياق تقرير أوردته اليوم السبت على موقعها على شبكة الإنترنت- أن الأمور في الشرق الأوسط لا تسير على نحو جيد بالنسبة لأوباما وإدارته ، ذلك أن الرئيس الأمريكي كان يحمل عند دخوله البيت الأبيض آمالا سارت المنطقة عكس اتجاهها. وحسبما افادت المجلة فإن أوباما الذي كان يأمل فور وصوله لمنصبه أن يصل خلال فترة حكمه لحل الدولتين بإقامة دولة مستقلة للفلسطينيين ، أهدر الفرص الواحدة تلو الأخرى للتوصل لهذا الحل.. وانتهى الأمر بملف السلام في الشرق الأوسط إلى تقدم الفلسطينيين بطلب إنضمام فلسطين إلى الأممالمتحدة كدولة كاملة العضوية بصفتها دولة معترف بها. وعندما هبت نسمات الربيع العربي.. سعى الرئيس الأمريكي بشدة لأن يضع بلاده في موضع إيجابي من الثورات التي اجتاحت العالم العربي ، لكن ذلك لم يستتبعه سوى المشاركة في حرب جديدة في دولة عربية (ليبيا) مع الوقوف موقف المتفرج من ذبح النظام في دولة عربية أخرى (سوريا) لمواطنيه. وتابعت المجلة بالقول " والآن يجد الرئيس الأمريكي نفسه منزلقا إلى مجموعة من الصراعات بين أفضل أصدقاء الولاياتالمتحدة في شرق البحر المتوسط ، وهي الصراعات التي قد لا يكون لها مخرج أو حل في منطقة كانت بالأمس القريب ك"البحيرة الهادئة التي يحرس تجانسها الأسطول السادس الأمريكي".. أو هكذا كانت تبدو في وقت لم تكن فيه إسرائيل ومصر وتركيا دولا صديقة لواشنطن فحسب بل كانت كل منهم صديقة للأخرى وأعترفت مجلة "الإيكونوميست" البريطانية بأن الواقع كان يعكس بمرور السنوات البرود في العلاقات السلمية بين مصر وإسرائيل ، وهو البرود نفسه الذي أصاب العلاقات التركية - الإسرائيلية في أعقاب الحرب على غزة عام 2008 ، لكن المشاهد الخفية -على الرغم مما سبق- تشير إلى أن حكومات الدول الثلاثة وقواتها المسلحة تبدو سعيدة لتمسكها بالتفهمات الإستراتيجية فيما بينهم في مشهد يبث الأمل لدى صناع القرار في واشنطن بأن تبقي هذه التفهمات على استمرار العلاقات في منطقة تلاحقها الأضرار. وقالت المجلة أنه على الرغم من أن القيادة المصرية الحالية لا ترحب بتأزم للموقف مع إسرائيل على نحو أوسع مما هو عليه حاليا إلا أن القوى السياسية مطلقة العنان النابعة عن الثورة الشعبية هناك قد تدفع بشكل أو آخر لموقف أشد تأزما مع إسرائيل ، ومع استمرار تأزم الموقف بين تركيا -التي اتخذت قرارا استراتيجيا بالتفاعل مع ثورات الربيع العربي- وإسرائيل ستجد الولاياتالمتحدة نفسها في موقف حرج نتيجة تراجع اتفاق سلام بنت على أساسه سياستها تجاه الصراع العربي الإسرائيلي على مدار 30 عاما ، كما ستقف موقفا لا تحسد عليه في صراع بين حليف أطلسي وصديق خاص. وأضافت المجلة أنه مع تعهد الرئيس الأمريكي بالتصويت ضد قرار الإعتراف بالدولة الفلسطينية .. نجد أن الولاياتالمتحدة ستفقد مصداقيتها لدى العالم العربي كما ستدمر جهودا بذلتها لتدعيم صورتها كراع للمصالح العربية. واختتمت المجلة تقريرها بالقول أن محاور الأزمات التي تتعرض لها واشنطن في الشرق الأوسط والذي يتمثل في خلافات تركيا ومصر وفلسطين مع إسرائيل سيؤدي بالولاياتالمتحدة لدفع ثمن صداقتها لإسرائيل ، وهو الثمن الذي ربما يتزايد مع مرور الوقت