يصعب على من يحاور هذا الرجل أن ينسى أسطورته وأن يتخلص من سطوة حضوره الذي لم يكن مؤسسا على " بهرجة إعلامية " وانما على فعل إنساني وابداعي وصفه الكثيرون بأنه " مشروع للوطن " فمنذ أن بدأ الدكتور محمد غنيم تأسيس مركز الكلى والمسالك البولية في المنصورة أوائل ثمانينيات القرن الماضي وهو يضع أمامه جدول أولويات وانحيازات انصبت كلها لحساب " المواطن المصري الفقير " الذي عادة ما يختصر أحلامه في "الصحة والستر".. بدأ غنيم حياته العملية بوضع سؤال قضى عمره في الإجابة عليه ، وهو لماذا يدهنون المستشفى الحكومى فى مصر بلون أصفر كالح ، يتميز بالقذارة ولماذا سوء الطعام المقدم للمرضى، وسوء معاملتهم، مع أن هذا المريض هو دافع الضرائب؟ . الاجابة عن هذا السؤال كانت عنوان لمسيرة عمر ورؤية حياة صاغها الدكتور محمد غنيم رائد زراعة الكلى فى مصر والشرق الأوسط و الذي رفض أن نبدأ حورانا معه من رصد المحطات الرئيسية في حياته كطبيب وفضل أن يذهب مباشرة الى تشخيص حالة الجسد المصري الان ووضع المجتمع كله تحت مجهر الفحص قبل أن يقترح خطة لاستئصال " الأورام السياسية " التي باتت تهدد جسد مصر الثورة .