التوك توك والميكروباص جناحا أزمة المرور بعد أن أصبحت تجاوزاتهما لا تخطئها عين, في جميع الطرق الداخلية والرئيسية نتيجة السير في الاتجاه العكسي والمواقف العشوائية ونزول المواطنين في نهر الطريق وتعطيل المرور, وقد اصبحوا بلا منازع يمثلون النسبة الاكبر التي تمثل80% من فوضي الشارع واصابة المرور بالشلل المزمن, وقد اكد السائقون أنهم ليسوا إلا جزءا من منظومة مليئة بالتجاوزات حيث الطرق السيئة والباعة الذين يحتلون الطرق, بالإضافة إلي المخالفات العشوائية التي يدفعها اصحاب الميكروباص والتي تتجاوز ال30 ألف جنيه. هذا التحقيق يكشف عن أسباب أزمة التوك توك والميكروباص وأثرها علي المرور.. يستهل محمد الأسيوطي سائق توك توك بشارع ناهيا ببولاق الدكرور حديثه قائلا: إن أهم المشكلات التي تهددهم السرقة بالإكراه نتيجة لتعرضهم للبلطجية وممن يتعاطون المخدرات ففجأة يجد السائق السلاح في جنبه ومجبرا علي تقديم ما معه من أموال أو ربما التوك توك, مشيرا إلي أنه تعرض لحادث سرقة ولكن القدر كان به رحيما فقد أخذوا منه الفلوس وتركوا المكنة, وهناك من سرقت منهم المكنة, مضيفا بمرارة وأسي: لقد تخرجت منذ7 سنوات ومعي بكالوريوس إدارة صناعية جامعة عمالية وأبحث عن وظيفة محترمة, والناس ينظرون بازدراء لسائقي التوك توك رغم أنه مصدر رزق لكثير من الأسر فهل أجلس في البيت؟ وبالنسبة لموضوع الرخصة يري أن الغرض من الترخيص أن تجمع الحكومة الفلوس, مشيرا إلي أنه لا توجد رخص في منطقة بولاق الدكرور, وإذا وجدت فسأرخص علي الفور حتي يمكنني أن أستعيد المكنة إذا سرقت, مؤكدا أنه لا يمكنه الالتزام بخط سير, متسائلا: هل يمكن للحكومة أن تلزم التاكسي بخط سير! ويكشف عن سبب سيره في الطريق العكسي بأن الطرق مكسرة والمطبات كثيرة والكثير من السيارات تركن صف تاني بالإضافة إلي الباعة الجائلين فنحن مضطرون لذلك. أما إكرامي إبراهيم سائق توك توك بشارع ناهيا فيقول إنه مضطر للسير عكسي لأن الطريق زحمة لكثرة الناس, كما أن أول الشارع يمتلئ بالميكروباصات التي تقوم بالتحميل بالإضافة إلي المقاهي والسيارات المركونة والباعة الجائلين الذين يأخذون جزءا كبيرا من الطريق, فعدم الالتزام من الكل, لذا نمشي' عكسي' حتي نختصر الطريق فالدنيا واقفة طبيعي. مضيفا: لا توجد لدي مشكلة في الترخيص ولكن بشرط ألا يلزمني بمكان معين. تركته وركبت مع سائق توك توك آخر تشككت أنه مبرشم ولكنه كان يقود التوك توك بمهارة عجيبة صعودا وهبوطا سائرا بطريقة متعرجة في كلا الاتجاهين, يفادي المارة والميكروباصات والتكاتك بمسافة لا تزيد علي سنتيمرات معدودة ولا مانع لديه من اللف والطريق واقف, وكانت إجاباته مقتضبة, فعندما سألته عن استعداده للترخيص حال فتح الباب, أجاب, لا. فسألته لماذا؟ فقال مش ناقص قرف, حاولت أنتزع منه الكلمات بسؤاله: هل بسبب الالتزام بخط سير محدد ودفع مبلغ من المال؟ فرد: لن أرخص وسأعمل كما أعمل. أما سائقو الميكروباص في خط بولاق الدكرور أبو العلا إسعاف, ورمسيس بولاق فيتبرأون من تهمة تعطيل المرور مؤكدين أن نظام الشغل هو الذي يقتضي منهم التوقف في المكان الذي يريده الزبون وإلا ستقع مائة مشكلة في اليوم. وبالنسبة للرخص يكشف يحيي فاروق سائق ببولاق الدكرور عن أنه يوجد جزء معه رخص وجزء لا يوجد معه, فمن يسير في الطرق الداخلية غير مرخص أما من يخرج إلي الطرق الخارجية فهو مرخص, ولكن جزءا منهم لم يجدد الرخصة, لأن المخالفات قد تصل إلي30 أو40 ألف جنيه في السنة وهذا المبلغ من الصعب دفعه والمخالفات تكتب علي الفاضي والمليان وقد يضطر البعض لبيع السيارة إذا لم يستطع تسديد المخالفات حتي لا تباع السيارة في المزاد, فلا يوجد شيء تغير في البلد, مستشهدا بما يحدث عند مول سفنكس حيث يأخذ منهم أمناء الشرطة40 جنيها علي حد ادعائه وأوقات يعطونهم إيصالات وأوقات لا يعطونهم شيئا. ويؤكد كلامه زميله أبو العلا كمال أنهم يعملون في خط أبو العلا 15 مايو بولاق الدكرور والميكروباصات تطلع وتنزل الكوبري وكثيرا أدفع100 جنيه غرامة وتوجد أوقات ندفع غرامة ولا نأخذ الإيصال, وأوقات أخري يطلب مني أمين الشرطة أن أعمل دورين وأعود لأعطيه الغرامة ويعطيني الرخصة, متنصلا من تهمة أنهم السبب في ازدحام الشوارع ملقيا بالمسئولية علي الزبائن فمنهم من يطلب النزول في أبو الفدا أو مسرح البالون أو ماريوت أو سلم أبو العلا وفي كل مكان من هذه الأماكن يمكن أن آخذ مخالفة موقف عشوائي فماذا أفعل؟ لابد أن ينزل كل موطن في مكانه. انتقلنا إلي الجانب الآخر من خط السير( بولاق أبو العلا الإسعاف) حيث الاعتداء الصارخ من بائعي الملابس علي الطريق الذي انكمش دون وجود وازع أخلاقي أو رادع قانوني فالتقيت أحد السائقين, محمود حسين الذي بادرني بقوله: قبل أن تحدثني عن الموقف العشوائي وزحام الطرق قم بإزالة كل بائعي البالة الذين يسدون الطرق ويضيقون علي الجميع, مؤكدا أنه لا يوجد أحد معه رخصة لأن اصحاب الميكروباص ليس لديهم أموال لتجديد الرخص, والشغل قليل والأسعار مرتفعة والمرور الآن لا يهش ولا ينش. يلتقط منه طرف الحديث أحد السائقين قائلا: هذا الموقف عشوائي لابد من قرار من المحافظ بتخصيص موقف عمومي لجميع الخطوط, وجميع السيارات عليها مخالفات بالهبل, فالدفتر قد يكون مع ضابط صف أو المندوب أو الأمين, الذي يريد أن يملأ الدفتر بأي شكل من الأشكال, فالمخالفات عشوائية, مؤكدا أنه أول مرة يتأخر في الترخيص لمدة ستة أشهر, لأن المخالفات كانت27 ألف جنيه, وأظهر لي الأوراق التي بها المخالفات ولكنه رفض أن أصورها, مقدما الشكر لرئيس النيابة الذي خفضها له للحد الأدني7 آلاف جنيه دفع منها ألفين ويتبقي5 آلاف. مطالبا بأن يكون دفتر المخالفات مع الضابط فقط لا ضابط الصف أو الأمين أو المندوب. متعجبا كيف ندفع السيرفيس ولا يوجد موقف رسمي ماذا أستفيد من السيرفيس؟ قطعة لزق علي السيارة, مشيرا إلي أن الكارتة انخفضت أيام ثورة25 يناير وأصبحت79 جنيها كل3 أشهر ثم عادت وارتفعت إلي181 جنيها منذ9 أشهر تقريبا بدون سبب. مؤكدا وجود البلطجية الذين يحصلون الكارتة في بعض المواقف, فمادام المحافظ جعل هناك كارتة مجمعة فلابد أن يحصلها موظفون من المحافظة لا من البلطجية, فنحن ندفع للحكومة وندفع للبلطجية, سيارات الإسعاف أكتوبر والإسعاف عمارة تدفع للبلطجية. مضيفا: المرور يطارد سيارات الأجرة ويترك الأتوبيسات الخاصة والجمعيات والرحلات, نافيا أنهم يقومون بإنزال أحد من الركاب في نهر الطريق, لافتا إلي أن شارع26 يوليو لا يوجد به ضابط ولا عسكري من الأمن والشارع خربان. ويري أحد المواطنين ببولاق الدكرور أن أكثر من50% من سبب المشكلة يتمثل في عدم وجود وعي لدي الناس وعدم التزام التوك توك والميكروباص والملاكي, فهم يسيرون عكس الاتجاه, فهل أصبح المواطن لا يستقيم إلا بالقوة, يجب أن يكون الالتزام نابعا من داخل الإنسان, سواء وجد رجل المرور أم لا. مؤكدا أهمية التوك توك في هذه المناطق التي لا يدخلها لا التاكسي ولا الميكروباص فماذا نفعل إذا كان لدينا مريض؟ ثم أشار بيديه إلي الحفر التي في الأرض قائلا: الطريق الرئيسي مملوء بالحفر والمطبات فما بالك بالطرق الداخلية؟! ويتفق معه مجدي فرج صاحب محل كاوتش بشارع ناهيا الذي يوضح أن هناك طريقين أحدهما للذهاب والآخر للعودة ولكن تجد الميكروباصات والتكاتك تسير في كل الاتجاهات في نفس الحارة ولو تعطلت سيارة تعطل الطريق بأكمله, مؤكدا أن الشعب يحتاج إلي الشدة, متمنيا أن توجد أماكن للمشاة وأماكن للسيارات يلتزم بها السائقون.