السيد حسين كثير من مشاعر الفرحة والسعادة التي عبر عنها الروائي والشاعر المغربي طارق بكاري بعد وصول روايته الأولي " نوميديا " الصادرة عن دار الآداب بيروت 2015. للقائمة الطويلة لجائزة البوكر، وقال بكاري في صريحات خاصة ل"الأهرام العربي" أنا سعيدٌ جداً بوصولِ رواية "نوميديا" إلى القائمة الطويلة لهذه الجائزة الرفيعة، سعيدٌ لأنها أولُ مشاركة لي في المسابقة، وسعيدٌ كذلكَ لأنني أمثلُ دار الآداب العريقة، إنها فرصة طيبّة لبناءِ ثقةٍ مهمة بينَ الكاتب وعمومُ القراء والوصول إلى جمهورٍ أوسع. وأوضح بكاري روايةُ "نوميديا" هي روايتي الأولى، وهي تتخذ من الفضاء الأمازيغي مسرحاً لأحداثها، تعرضُ قضية صراع الهوية في المغربِ، تبرزُ الخيبات المتتالية للمثقف المغربي، هزائمه وضآلتهُ أمامَ السلطة والأقدار، تقدمُ الرواية أكثر من قصة حبٍّ عاشها البطل، وتنتهي باندحاره بعدَ عشقهِ لأمازيغية خرساء، وبعدَ أن جرّعتهُ – باسم العشق – جوليا الويلات، وذلك من أجل أن تستنطقَ حكايتهُ وتستنطقَ من خلالِ مأساتهِ حاضرَ الشرق. رواية تنتقد الاستشراق، تحاكمُ المثقف والسلطة، وتنتصرُ للإنسان. ويقول بكار ي عن الرواية إن "نوميديا " كما هو معلوم هي أكثر الممالك الأمازيغية عراقة وشهرةً، عبر التاريخ، لكن في الرواية هي اسمُ بطلتها، التي استبدَّ بالبطلَ جمالُها الأمازيغي الباذخ واستوداه إلى مزيد من الانكسار، نوميديا تختزلُ ( إغرم ) القرية الأمازيغية التي علقتْ بها طفولةُ البطل، ويختزلُ خرَسُها القضيَّة الأمازيغية، لكنها في سياق الرواية مجرَّد هلوسة اقتيدَ إليها البطل بسببِ أعطاب نفسيَّة لا حصر لها و كذلك بسبب الحقن التي حاولتْ بها ( جوليا ) أن تحرّضهُ على البوح، فكانتْ نوميديا ردَّ فعل نفسي وعاطفي يعتقُ رقبةَ البطل أمام مقصلة جوليا المهووسةْ باستنطاق أوجاعه. والرواية مهما بالغتْ في الرومانسية، لا يجدرُ أن تخونَ واقعها أو تتمرَّدَ عليه مهما تفنَّنتْ في تقديمه، لا بدَّ من إدانة، ورواية " نوميديا " إذ تتوغَّلُ في تخومِ الوجع و الإنكسار والخيبة وضيق الأفق فإنما تعبّرُ بذلك عن البؤس والخيبة التي ترزحُ تحتَ وطأتها المجتمعات العربية، أما قليلُ البهجة في الرواية فأساسه الحب، هي بهجة لحظية وزائفة لأنَّ كلَّ بهجةٍ إلى زوال، حبُّ قرية إغرم رغمَ أنها تنكَّرتْ له ودفعه بعيداً عنها أهلوها، أما حبّ خولة فقد أفضى إلى ألمٍ وهزيمة نفسية وصراع داخلي مرير، كلُّ حبّ في روايةِ نوميديا يفضي بالضرورة إلى مزيدٍ من الألم والانكسار. الجدير بالذكر أن طارق بكاري، كاتبٌ مغربي، حاصل على شهادة الإجازة في الأدب العربي من كلية الآداب ( ظهر المهراز ) بمدينة فاس، كما أنه خريج المدرسة العليا للأساتذة بمدينة مكناس، يشتغلُ حالياً أستاذاً للغة العربية وآدابها. له عدة مقالات وأعمال إبداعية منشورة ورقيا وإلكترونيا. أصدر روايته الأولي بعنوان " نوميديا " عن دار الآداب ببيروت 2015.