في عمله الروائي الجديد "أنا عشقتْ"، يغوصُ الروائي محمد المنسي قنديل، في عمق الواقع المصري وكوابيسه، و يخطو في المرارةِ التي تصيبُ بطله حسن الرشيدي العائد من سَفَرٍ بعيد، إلى مصر ، التي مزَّقها الفسادُ وشرخَها الفقر والاستبداد. ويعود المنسي قنديل ليحكي رحلة بحثٍ مُضنٍ عن الحب، مُستعيداً أجواء قصص الحب المُلتهبة في حكايات "ألف ليلة وليلة" مع بطلتة العاشقة والمعشوقة، ورد. ويفتتح المنسي روايته بفصل بعنوان "الواقعة... كما عايشها ورواها أهل مدينتنا"، ويضع في مقدمة الرواية مطلع أغنية للشيخ سيد درويش، يقول: "أنا عشِقتْ وشُفت غيري كتير عشق، عمري ما شُفت المُرّ إلّا في هواك". رواية "أنا عشقتْ" – صدرت في طبعتها الثانية عن دار "الشروق" المصرية - وتعتبر رواية أصوات بامتياز، تتناسل فيها الحكاية على ألسنة أبطالها، حول علاقة كل منهم مع البطل حسن الرشيدي . يوجد في الرواية أصوات متعددة منها: علي وهو قروي ساذج، عزوز مهرج في الشوارع، عبد المعطي خريج سجون. سمية يسري مثقفة شابة، وذكرى البرعي سيدة أعمال، أكرم البدري، رجل أعمال صغير ويتصف بالانتنهازية. تتضمن الرواية قصص حب مُجهَضة، حيث العالمُ مليء بالحكايا المعذبة، والاخفاقات التي لا ترحم وتترك أصحابها معطوبي الأحلام ، لكن الغريب في روايته هو تحول البطل العاشق إلى قاتل بعد تجربة سجن سياسي وسط جنائيين، جعلت منه مُجرماً مُحترفاً، وحسَّنت علاقته برجال الأمن، إلى حدِّ أن أحد الأبطال ويدعى "علي" لم يَسْلَم من شرِّه أيضاً، فقد دفعه العاشق المجرم، إلى المشاركة في عملية قتل، كأنه يعني أن الحب يُمكن أن يتحوَّل إلى جريمة كاملة الأركان، في زمن مُتوحِّش، تحكي عنه الرواية، أواخر التسعينات من القرن العشرين، في القاهرة. ورواية "أنا عشِقتْ" التي تقع في 430 صفحة ، هي العمل العاشر في مسيرة قنديل. بعد خمس مجموعاتٍ قصصيَّة وأربع روايات. ومن أبرز رواياته "انكسار الروح" و "قمر على سمرقند"، ومن المعروف عن أسلوبه أنه يتميز بقدر كبير من الشاعرية،. وفي " أنا عشقت" تحضر الهزائم الشخصية، إلى جانب هزائم الوطن، وخيبات الحب، لتنتهي بشكل مأساوي يتماشى مع ما تعانيه مصر الآن، حيث يعود العاشق المهزوم المتهم بالقتل، ليكون مطلوبا من العدالة، يبحث عن الحب والوطن، لكنه يضيع كلاهما