بعد زيارة رئيس الوزراء.. أحمد موسى يستعرض جهود محافظ جنوب سيناء (فيديو)    دبلوماسي سابق يكشف دلالة لقاء وزير الخارجية مع نظيره الإيراني    ريال مدريد يتوج رسمياً بطلاً للدوري الإسباني للمرة 36 في تاريخه    وكيل صحة القليوبية: استقبال 180 شكوى خلال شهر أبريل    بالكاتدرائية المرقسية .. البابا تواضروس يترأس قداس عيد القيامة    محافظ ورموز الإسكندرية يهنئون الأقباط بعيد القيامة المجيد بالمقر البابوي    تسويق مغلوط للأولويات سيكون له ما بعده..    صحة كفر الشيخ تعلن حالة الطوارئ خلال أيام عيد القيامة وشم النسيم     بعد تصدرها الترند.. ياسمين عبد العزيز تثير الجدل بإطلالتها من الجيم    خطة وقائية الصحة تحذر من الأسماك المملحة.. واستعدادات بالمستشفيات    «القومى للأجور» يحدد ضمانات تطبيق الحد الأدنى للعاملين بالقطاع الخاص    غدا وبعد غد.. تفاصيل حصول الموظفين على أجر مضاعف وفقا للقانون    كاتدرائية جميع القديسين تتزين بالأضواء احتفالًا بعيد القيامة المجيد    حريات الصحفيين تثمّن تكريم «اليونسكو» للإعلاميين الفلسطينيين وتدين جرائم الاحتلال    سفير فلسطين في تونس: مصر تقوم بدبلوماسية فاعلة تجاه القضية الفلسطينية    أسقف نجع حمادي يترأس قداس عيد القيامة بكنيسة ماريوحنا    «ريناد ورهف» ابنتا المنوفية تحققان نجاحات في الجمباز.. صداقة وبطولات (فيديو)    بالصور.. حملات مكثفة على المعديات النيلية والأسواق بالمنيا    بالصور.. أهالي قرية عبود بالفيوم يشيعون جثمان الحاجة عائشة    تعرف علي موعد عيد الأضحي ووقفة عرفات 2024.. وعدد أيام الإجازة    81 مليار جنيه زيادة في مخصصات الأجور بالموازنة الجديدة 2024-2025    القس أندريه زكي يكتب: القيامة وبناء الشخصية.. بطرس.. من الخوف والتخبط إلى القيادة والتأثير    معرض أبوظبي للكتاب يفتح ذراعيه للإبداع المصري في سور الأزبكية    دعاء يغفر الذنوب والكبائر.. الجأ إلى ربك بهذه الكلمات    أحمد كريمة يعلن مفاجأة بشأن وثيقة التأمين على مخاطر الطلاق    نائب رئيس هيئة المجتمعات يتفقد أحياء الشروق ومنطقة الرابية    مستشار الرئيس عن مضاعفات استرازينيكا: الوضع في مصر مستقر    4 نصائح لشراء الفسيخ والرنجة الصالحة «لونها يميل للذهبي» ..قبل عيد شم النسيم    «صحة الفيوم»: قافلة طبية مجانية لمدة يومين بمركز طامية.. صرف الأدوية مجانا    خبير تغذية: السلطة بالثوم تقي من الجلطات والالتهابات    خبير اقتصادي: الدولة تستهدف التحول إلى اللامركزية بضخ استثمارات في مختلف المحافظات    خاص| زاهي حواس يكشف تفاصيل جديدة عن مشروع تبليط هرم منكاورع    السعودية تصدر بيان هام بشأن تصاريح موسم الحج للمقيمين    قرار عاجل بشأن المتهم بإنهاء حياة عامل دليفري المطرية |تفاصيل    السجن 10 سنوات ل 3 متهمين بالخطف والسرقة بالإكراه    5 خطوات لاستخراج شهادة الميلاد إلكترونيا    قرار جديد من التعليم بشأن " زي طلاب المدارس " على مستوى الجمهورية    وزير الشباب يفتتح الملعب القانوني بنادي الرياضات البحرية في شرم الشيخ ..صور    رسميا .. مصر تشارك بأكبر بعثة في تاريخها بأولمبياد باريس 2024    التعادل السلبي يحسم السوط الأول بين الخليج والطائي بالدوري السعودي    مفاجأة- علي جمعة: عبارة "لا حياء في الدين" خاطئة.. وهذا هو الصواب    ميرال أشرف: الفوز ببطولة كأس مصر يعبر عن شخصية الأهلي    محمد يوسف ل«المصري اليوم» عن تقصير خالد بيبو: انظروا إلى كلوب    بعد رحيله عن دورتموند، الوجهة المقبلة ل ماركو رويس    استعدادًا لفصل الصيف.. محافظ أسوان يوجه بالقضاء على ضعف وانقطاع المياه    ما حكم تلوين البيض في عيد شم النسيم؟.. "الإفتاء" تُجيب    رويترز: قطر قد تغلق مكتب حماس كجزء من مراجعة وساطتها بالحرب    الخارجية الروسية: تدريبات حلف الناتو تشير إلى استعداده ل "صراع محتمل" مع روسيا    أوكرانيا: ارتفاع قتلى الجيش الروسي إلى 473 ألفا و400 جندي منذ بدء العملية العسكرية    السكة الحديد تستعد لعيد الأضحى ب30 رحلة إضافية تعمل بداية من 10 يونيو    ماريان جرجس تكتب: بين العيد والحدود    القوات المسلحة تهنئ الإخوة المسيحيين بمناسبة عيد القيامة المجيد    التموين: توريد 1.5 مليون طن قمح محلي حتى الآن بنسبة 40% من المستهدف    مي سليم تروج لفيلمها الجديد «بنقدر ظروفك» مع أحمد الفيشاوي    هل بها شبهة ربا؟.. الإفتاء توضح حكم شراء سيارة بالتقسيط من البنك    برج «الحوت» تتضاعف حظوظه.. بشارات ل 5 أبراج فلكية اليوم السبت 4 مايو 2024    المطرب هيثم نبيل يكشف كواليس فيلم عيسى    هبة عبدالحفيظ تكتب: واقعة الدكتور حسام موافي.. هل "الجنيه غلب الكارنيه"؟    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



«الأهرام العربى» تدق ناقوس الخطر: أنقذوا شباب مصر من اختيار الموت.. العنوسة.. البطالة.. الحب.. أبرز أسباب الانتحار
نشر في الأهرام العربي يوم 24 - 01 - 2015


وفاء فراج
تعبيرا عن الغضب أم يأس اجتماعى انتشرت ظاهرة الانتحار للشباب المصرى، ففى السبعينيات والثمانينيات من هذا القرن، لم نكن نقرأ فى الصحف أو نسمع فى وسائل الإعلام عن حالات لانتحار شباب، كما نسمع ونشاهد ونقرأ اليوم بشكل يومى عن عدد ليس بالقليل من شباب وفتيات فى أجمل سنوات عمرهم، اختاروا أن ينهوا حياتهم بشكل مأسوى ودرامى ليتركوا رسالة غضب تعكس ما يجرى فى المجتمع من مشاكل وأزمات، فاليوم انتحرت فتاة من فوق كوبرى قصر النيل هربا من متحرش، وبالأمس انتحر شاب يعانى من البطالة شانقا نفسه خارج غرفة منزله، وآخر شنق نفسه من أعلى لافتة إعلانية فى الطريق العام وغيره حرق نفسه وغيرها من الأمثلة الكثيرة . ولعل أشهر نموذج لانتحار لشاب مصرى تعبيرا عن غضبه من المجتمع كان انتحار عبدالحميد شتا.. ذلك الشاب الفقير ابن الفلاح البسيط الأول على دفعته فى كلية الاقتصاد والعلوم السياسية، والذى حلم بالعمل بالسلك الدبلوماسى. لكن تم رفضه بحجة أنه غير لائق اجتماعيا، هذا الرفض الذى خرج على إثره ليلقى بنفسه من أعلى كوبرى قصر النيل فى أبلغ وأقسى رسالة احتجاج على وضع اجتماعى ظالم .
وعلى الرغم أن مصر والعالم العربى لم يكن أبدا من ثقافتهم الانتحار نظرا لعوامل التدين والروابط الأسرية ولم يكن ينتهج أبناؤه رفاهية الانتحار، كما فى الدول الإسكندافية والمتقدمة مثل دول كالنمسا والنرويج وهولندا وفلندا وغيرهم، فإن عوامل الغضب السياسى والاجتماعى باتوا السبب الأول لاتجاه الشباب المصرى والعربى على الأقدام على الانتحار، حيث كشف تقرير نشرته منظمة الصحة العالمية عن أن الانتحار أضحى مشكلة خطيرة على الصحة العامة فى جميع أنحاء العالم، وأنه فى كل عام، يقضى أكثر من 800 ألف شخص نحبهم منتحرين، وهو ما يعنى حالة انتحار كل 40 ثانية تقريباً، بمعنى أنه فى كل عام، يزهق الانتحار أرواحاً أكثر من ضحايا جرائم القتل والحروب معاً.
وكشف التقرير بالإحصائيات أن معدلات الانتحار مرتفعة نسبياً بين فئات عمرية محددة فى الإقليم الشرق أوسطى (مصر و15 دولة عربية) خصوصا بين الشباب من الرجال والنساء الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و29 سنة ، كما تشير دراسات اجتماعية إلى أن العنوسة والبطالة هما أبرز أسباب الانتحار لدى الشباب المصرى بجانب قصص الحب الفاشل بين المراهقين.
وجاءت دراسة صادرة من المركز القومى للبحوث الاجتماعية والجنائية، لتؤكد أن هناك زيادة فى أعداد المنتحرين تم رصدها بداية من عام 2009 وإلى اليوم والتى تتناقض مع تدين المصريين بشكل عام ودرايتهم واقتناعهم بأن إزهاق الروح حرام شرعا، وتشير الدراسة إلى أنه بلغت حالات الانتحار فى عام واحد نحو 104 آلاف حالة تمكن 5 آلاف منهم من التخلص من حياتهم، وأن الفئة العمرية الأكثر إقبالا على الانتحار، هى ما بين 25 و40 عاما حيث تمثل النسبة الأكبر لانتحار الرجال، وأن معظم حالات الانتحار يرجع إلى الظروف الاقتصادية وعدم القدرة على الإنفاق على الأسرة. وذكرت الدراسة إلى أن المرتبة الثالثة فى إحصائية المنتحرين، جاءت ممثلة فى الفئة العمرية من 7 إلى 15 عاما وكانت البنات فى هذه المرحلة ثلاثة أمثال الأولاد المنتحرين.
وجاءت السنوات الأخيرة فى عمر مصر والدول العربية لتعكس واقعا جديدا من خلال انتحار الشباب رفضا للوضع السياسى والاجتماعى والاقتصادى للدول، والذى جسدته حالة انتحار الشاب التونسى أواخر عام 2010 (محمد بو عزيزى) الذى حرق نفسه رفضا لإهانة ضابط شرطة، فكانت الشرارة التى أشعلت غضب ملايين الشباب فى دولة تونس، ومن ثم بقية الدول لتبدأ مرحلة ثورات بدأت هناك، واستكملت خطواتها فى مصر، لدرجة أن انتحار بو عزيزى) الدرامى تكرر أكثر من مرة فى مصر بعدها فعلى سبيل المثال فى يوم 21من يناير 2011 قبيل ثورة 25 يناير مباشرا وقعت 7 محاولات للانتحار توفى منها 4 حالات، ونجحت قوات الأمن فى منع 3 حالات منهم قاموا بحرق أنفسهم أمام مجلس الشعب وتتالت حوادث الانتحار فى مصر طوال الأيام التالية وفى يوم 24 من يناير 2011 شهد 4 محاولات انتحار، فكان سبب أكبر لغضب الشباب وخروجهم للمطالبة بالتغيير السياسى والاجتماعى والاقتصادى الأفضل للدولة .
وعن رأى علم الاجتماع فى تلك الظاهرة التى باتت منتشرة فى كل ربوع مصر وفى جميع طبقات مجتمعها تقول الدكتورة هدى زكريا، أستاذ علم الاجتماع بجامعة الزقازيق: إن ظاهرة الانتحار ليست بجديدة، فقد تم اكتشافها فى القرن الثامن عشر على يد عالم الاجتماع "دوركين" والانتحار نوعان انتحار فردى، وهو الشخص الذى ينتحر لإنهاء حياته بسبب مشاكله أما النوع الثانى، وهو وطنى فهو الشخص الذى يضحى بحياته للوطن، مؤكدة أنه من المستحيل أن ينتحر المتدين والمتزوج والذى لديه أطفال، لأن الأول يفهم معنى الانتحار وأنه حرام شرعا، والثانى لديه مسئولية لا يستطيع التخلى عنها والثالث يحتمل كل ظروف الحياة من أجل أولاده وتضيف (زكريا ) قائلة: إن ظواهر الانتحار على عكس المفهوم أنها تنتشر فى المجتمعات الفقيرة بسبب ما تمر به من مشاكل اجتماعية واقتصادية، لكن هذا خطأ لأن ظواهر الانتحار تنتشر أكثر فى المجتمعات الغنية، لأن هؤلاء لديهم كل شيء يحتاجونه، فيملون من الحياة وينهون حياتهم والنساء هن أكثر ابتعادا عن فكرة الانتحار فهن قادرات على تحمل الظروف السيئة أكثر من الرجال، فالمرأة تفضفض عن مشاكلها وعن ضغوطها النفسية، لكن الرجل لايستطيع التحدث عن مشاكله وضغوطاته، لأن مجتمعنا يحاكم الرجل إن فضفض أو حتى بكى من كثرة الضغوط لأنه رجل، ومن المستحيل أن يضعف مع أن كل هذا ليس ضعفا، ولكنه أفضل من أن يصل به الحال للانتحار.
وتستكمل أستاذ علم الاجتماع: إن ظاهرة الانتحار خصوصا بين أوساط الشباب لتترك رسالة احتجاج أصبحت ظاهرة، ويظهر هذا من خلال اختيار إعلان الشاب عن انتحاره كمن يعلق نفسه خارج شباك منزله أو يشنق نفسه فى لوحة إعلانات أو القفز فى النيل أمام الناس كلها يريد بها المنتحر ترك رسالة احتجاج للمجتمع، لإحساسه بالظلم والقهر واليأس فى التغيير للأفضل، مؤكدة أن الانتحار ليس بحل لأى مشكلة بل هو أمر يزيد الوضع تعقيداً وسوءاً ويصبح كالموضة بين الشباب اليأس لينهجوا نفس النهج .
أما الدكتور محمد المهدي، أستاذ الطب النفسى بجامعة الأزهر فيقول: إن الانتحار هو نتيجة للاكتئاب والانتحار هو تفكير سلبى، والذى يقدم على الانتحار يكون شخصا سلبيا جدا وفاقدا للأمل وهو تفكير شخص محبط وليس للفقر يد فى ظاهرة الانتحار، فهناك أناس أغنياء ويفكرون فى الانتحار وهى فكرة تأتى لمن يشعر أنه ليس هناك حلول لمشاكله، لكنه ليس حلا مناسبا لحل المشاكل، فإن كل ما يفعله هو الاعتراض على حياته بشكل أو بآخر، وللمرأة أساليب مختلفة عن الرجال، فالمرأة ككائن رقيق تستخدم أساليب غير متعبة وفى نفس الوقت سريعة مثل الأقراص المنومة وسم الفئران، لكن الرجل يلجأ للأساليب العنيفة مثل الشنق وضرب نفسه بالرصاص، وما نصل إليه فى النهاية أن من يصل لمرحلة الإحباط والاكتئاب عليه أن يعيد التفكير فى مشاكله مرة أخرى فهى لها حلول وليس من ضمنها الانتحار، مشيرا إلى أنه فى الآونة الأخيرة أصبح تعبيرا عن غضب الشباب الذى لم يجد من يسمعه أو يشعر بوجوده فيدخل الشباب فى حالة اكتئاب ورفض للواقع يؤدى فى النهاية للانتحار، لذلك يحظر المهدي المجتمع والدولة من عدم الالتفات للشباب والنظر فى تحقيق مطالبهم التى طالبوا فيها فى ثورتي 25 يناير و30 يونيو، حتى لا نجد شباب الثورة عرضة للمرض النفسى، خصوصا بعد أن سجن واعتقل وخون من أصدقائهم وأنفسهم الكثير فلجأوا فى النهاية إلى هذا الحل السلبى.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.