الفقر .. والبطالة ..والغلاء .. والمشاكل العائلية أسباب قد تدفع الواقعين فيها للانتحار بعد عجز الحكومة عن مواجهة تلك المشكلات، وقد تلاحظ فى الآونة الأخيرة ارتفاع حالات الانتحار بشكل غير مسبوق بسبب شعور بعض الشباب بتهميشهم من جانب الحكومة، و بسبب التميُّز الطبقى للبعض على حساب البعض الآخر، الأمر الذى دفع المصريين لمحاولة رصد أبعاد الظاهرة التى شهدها مجتمعنا المصرى. ويعد من أهم أسباب الاقدام على الانتحار أيضا، الشعور بالفشل والأحباط ، فالإحباط يولد العنف سواء ضد الذات أو الاخرين، أما الفشل فله اشكالا كثيرة فقد يكون فشل في الحب أو التجارة أو العمل بما يعني أنه فشل عاطفي أو اقتصادي أو اجتماعي الى جانب الفشل النفسي المتمثل في تعاطي المخدرات.
اسقبلت مراكز السموم هذا العام ما يقارب من 18الف منتحر ولوحظ ان عدد الرجال الذين حاولوا الانتحار وصلوا الى عشرة آلاف والباقي من النساء والشباب والمراهقين كما ان غالبية الرجال حاولوا الانتحار بسم الفئران وقطع شرايين اليد.
الغريب أن أكثر الفئات العمرية إقبالاً على الانتحار هى ما بين الخامسة عشرة والخامسة والعشرين وتمثل نسبتهم 66.6% من إجمالى عدد المنتحرين فى كل الفئات تأتى بعد ذلك نسبة المنتحرين من المرحلة العمرية مابين 25 إلى 40 سنة حيث يطغى عليها النسبة الأكبر لانتحار الرجال ومعظم حالات انتحار الرجال فى هذه المرحلة العمرية ترجع إلى الظروف الاقتصادية وعدم المقدرة على الإنفاق على أسرته، وتأتى القاهرة فى الترتيب الأول من عدد المنتحرين تليها الجيزة والإسكندرية وبورسعيد والسويس والغربية.
وجاءت إحصائية المنتحرين فى المرتبة الثالثة، ممثلة فى الفئة العمرية من 7 إلى 15 سنة وكانت البنات المنتحرات فى هذه المرحلة ثلاثة أضعاف الأولاد، ورغم أن هذه المرحلة التى يعتبرها جميع العلماء مرحلة الطفولة إلا أن نسبة هؤلاء الأطفال المنتحرين 5.21%من إجمالى المنتحرين فى مصر.
يشيرالأطباء المتخصصين الى أن طرق الانتحار تختلف بين النساء والرجال ف90% من النساء يستخدمن فى انتحارهن الأقراص المنومة أو سم الفئران أو إلقاء أنفسهن من أماكن شاهقة أو فى النيل، بالإضافة إلى لجوءهن إلى حرق أنفسهم أحيانا.
أما بالنسبة للرجال فينتحرون بالشنق أو قطع شرايين اليد أو إطلاق النار أو الحرق وتختلف طرق الانتحار حسب الوضع الاجتماعى والأدبى، فالعاطلون يشنقون أنفسهم ورجال الأعمال يطلقون النار على أنفسهم بينما يلجأ تلاميذ المدارس إلى قطع شرايين اليد أو الشنق.
أما خبراء علم النفس فيشيرون الى أن المنتحر يمر بعدة مراحل، تبدأ بشعوره بالكرب، ثم الكرب الشديد، ثم يفكر فى كيفية التخلص من حياته، ثم يفكر فى الوسيلة التى يتخلص بها من حياته، ثم يحدد ميعاد التنفيذ، وتأتى المرحلة الأخيرة، وهى التنفيذ نفسه، وهى اللحظة الوحيدة التى يشعر فيها المنتحر أنه قادر على إنهاء حياته للتخلص من مشكلاته
وبالنسبة للوازع الدينى فهو موجود، ولكن فى حالات الاكتئاب الشديد يختل التوازن النفسى عند الشخص، وتكون العوامل الداعية للموت أكثر من العوامل الداعية للحياة.
ولمعالجة ظاهرة الانتحار بين الشباب خاصة والناس عامة، والتى تجعل الانسان يموت كافرا ويحتسب عند ربه من العاصين والملعونين من رحمته واستحقاقهم العذاب الشديد، فيرى علماء الدين وعلم النفس، أن التسلح بالدين أهم الوسائل ليقي الانسان نفسه من شر نفسه، مع ضرورة تعليم النشئ والاجيال القادمة قوة التحمل والصبر منذ الصغر حتى يكبر الطفل وهو شخص مدرب على قوة التحمل والصبر ومواجهة الازمات يكبر وهو شخصية قوية وليست هشة تتطاير مع اول أزمة فى حياته.