أثار إعلان المتحدث الرسمي باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي إدرعي عن إجراء حوار عام مع الجمهور العربي اليوم الثلاثاء، جدلا واسعا على منصات التواصل الاجتماعي العربية، حيث يرى الكثير من الخبراء أن الهدف الرئيسي من وراء رغبة إدرعي في الحوار مع المتصفحين العرب هو فتح أفق الاتصال والتواصل معهم، والأهم من هذا محاولة الرد على الكثير من أسئلتهم الخاصة سواء المتعلقة بالجيش أو المتعلقة بالوضع السياسي على حد سواء. وكان من الواضح أن إدرعي جعل أفق الحوار بشأن هذه النقطة مفتوحا، بمعنى أنه لم يحدد موضوعا واحدا للنقاش، وهو ما ظهر في البوست الذي وضعه على الفيس بوك حيث قال أنه ينتظر المتابعين للإجابة عن جميع استفساراتهم وأسئلتهم حول مختلف القضايا . وهذه هي المرة الأولى التي يدير فيها إدرعي حوارا واسعا ومباشرا مع الجماهير العربية ، غير أن الواضح أن إدرعي عني تماما بأن يكون العرب في إسرائيل جزء من هذا الحوار ، حيث حدد في هذا البوست موعد حواره بأنه سيكون قبل بدء مسلسل باب الحارة ، وهو المسلسل الذي يتابعه عدد كبير من العرب ، الامر الذي دفع بإدرعي للربط بينه وبين موعد اللقاء مع المشاهدين العرب. غير أن إقدام إدرعي على التواصل مع نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي العرب رغم الانتقادات التي يتم توجيهها له ولإسرائيل تطرح من جديد أهمية سلاح السوشيال ميديا ليس فقط لاسرائيل ولكن لجميع العرب ، الأمر الذي بات واضحا في ظل التطور الحاصل الآن على الساحة . رد وتحذير فلسطيني وقال أحمد تنوح مدير قسم الإعلام الاجتماعي في شبكة معا الإعلامية الفلسطينية للأهرام العربي إن اجراء إدرعي لهذا الحوار هو بالتأكيد يمثل خطوة ذات مغزى وهدف هام. وأكد أن إسرائيل دشنت العديد من الصفحات عبر مواقع التواصل الاجتماعي باللغة العربية تنشر خلالها محتوى "مضلل" بهدف تحسين صورتها لدى الجمهور العربي ، وتسعى بالطبع إلى إظهار التواصل والتفاعل مع العرب وإظهار ما يمكن تسميته "بالوجه الإنساني" لها. وقال تنوح أن إسرائيل تسعى ومن خلال القائمين على هذه الصفحات إلى نشر أخبار ومحتوى يتعلق بتقديم ما تسميه اسرائيل ب "التسهيلات" للفلسطينيين متجاهلة في ذات الوقت الكثير من الجرائم التي تقوم بها. وباعتقاد تنوح فإن إسرائيل نجحت في استقطاب عدد كبير من المتابعين العرب عبر صفحاتها باللغة العبرية مثل صفحات: "المنسق، وافيخاي ادرعي، إسرائيل تتكلم بالعربية، اسرائيل في مصر.." وربما تصفح العرب لهذه الصفحات يكون أكثر من باب حب الفضول للتعرف على إسرائيل من منظور الإسرائيليين انفسهم، ولكن الأمر المقلق هو أنّ إسرائيل من خلال هذا السلاح الخطير وشديد التأثير معنية بالتواصل "الشخصي" مع الفلسطينيين والعرب في محاولة منها لتقليص تأثير وسائل الاعلام العربية على الجماهير عبر ما تبثه من صور وفيديوهات تتدعي فيها أنّها محبة للسلام وتساعد الفلسطينيين وتسهل حياتهم وبالتالي الترويج للدعاية الإسرائيلية المرادة من خلال منصات التواصل الإجتماعي. عموما فإن حوار إدرعي الذي سيبدأ خلال ساعات مع الجمهور العربي ، وتفاعل العرب معه ثم رد احد أبرز الشبان المسؤولين في مجال السوشايل ميديا الفلسطينية عليه هو أمر بالتأكيد يؤكد نجاح وقوة سلاح التواصل الاجتماعي ليس فقط على الساحة الاسرائيلية أو الفلسطينية ، ولكن أيضا في مختلف المجالات المتعددة.