جاء إعلان المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي إدرعي اليوم عما يسمى بحملة أنت الأدمن على صفحته عبر الفيس بوك ليثير من جديد قضية التطبيع الإلكتروني الذي تحاول إسرائيل جاهدة في إقراره. وحذرت مصادر عربية وفلسطينية من خطورة هذه الحملة خاصة في ظل انجذاب البعض لها ، ونشر إدرعي لعدد من الصور التي تظهر تواصل البعض من العرب معه عقب إطلاقه هذه الدعوة. وتقوم دعوة أنت الأدمن على وضع البوستات العربية على صفحة إدرعي ، وهو ما يمثل استمرارًا للمحاولات الإسرائيلية للتواصل مع العرب ومحاولة أيضا لرفع مستوى التواصل العربي المباشر مع إسرائيل تحت إطار ما يمكن أن يطلق عليه "التطبيع الافتراضي أو الإلكتروني". وأوضح مدير"السوشيال ميديا" في شبكة معا الإعلامية الفلسطينية أحمد تنوح في حديث لبوابة الأهرام أنّ حملة آفيخاي التي تشارك بها صفحات إسرائيلية أخرى على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي إنما تستهدف بالأساس تجميل صورة إسرائيل وإظهار "الوجه الإنساني"، والأخطر هو محاولة إزالة الحاجز النفسي مع محاوريها من العرب على وجه الخصوص؛ لتحقيق مفهوم التعايش من خلال مشروع التطبيع. وأشار إلى أنّ حملة "إنت الأدمن" التي أطلقها أدرعي تتمثل بيوم خاص حدده الأخير لمتابعي صفحته على الفيسبوك الذين يبلغون نحو 2 مليون، ليرسلوا على بريده الخاص رسائل حول أي شيء يريدون نشره على صفحته مع ذكر اسم دولتهم ليختار هو أفضل الصور وينشرها مع اسم المرسل أو بدونه حسب اختياره. وقال تنوح إن طلب أدرعي من المتابعين التواصل معه على صندوق الرسائل الخاص يدخل ضمن سياسية التهيئة النفسية لهم من أجل كسر حاجز التواصل الافتراضي كخطوة أولى على الموقع الإلكتروني، ليمهد لإمكانية التواصل الواقعي مع إسرائيل وخلق أرضية حوار من خلال بوابة "التطبيع"، خصوصاً أنّ الشباب العربي يملك فضولًا كبيرًا تجاه إسرائيل ويرغب في معرفة المزيد من التفاصيل عنها. وأضاف أنّ تفاعل وتواصل العرب مع هذه الصفحات في تزايد وفقاً لما تشير إليه نسب المتابعة في الصفحات وتزايد أعداد المعجبين، وهو مؤشر على نجاح إسرائيل على "كسب" المزيد من المساحات والمنصات التي تعرض من خلالها إسرائيل بوجه أخر مغاير للواقع، الأمر الذي قد يؤثر بشكل جلي على نظرة الجيل الجديد من العرب وهو جيل "السوشيال ميديا" الذي يستقي جزءًا كبيرًا من معلوماته عن منصات مواقع التواصل الاجتماعي، نظرته تجاه ملف الصراع مع الاحتلال. ولفت تنوح وهو المختص بمتابعة قضايا السوشيال ميديا إلى أنّ حملات عديدة أطلقها نشطاء فلسطينيون وعرب على مواقع التواصل الاجتماعي حذروا خلالها من خطورة متابعة الصفحات الإسرائيلية الناطقة بالعربية عبر مواقع التواصل الاجتماعي والتفاعل معها مثل صفحات: "المنسق الإسرائيلي، وافيخاي ادرعي، وإسرائيل تتكلم بالعربية، وإسرائيل بدون رقابة، وإسرائيل في مصر"، ويأتي التحذير من باب خطورة التواصل المجاني العربي مع إسرائيل وتحديداً مؤسستها الأمنية. وتعقيباً على ما يتردد في أوساط متابعي صفحات إسرائيل الناطقة بالعربية من تبرير متابعتها من باب حسن النية ومن باب الرد بتعليقات معادية لإسرائيل على ما ينشر عبر هذه الصفحات، بين تنوح في حديثه لبوابة الأهرام أنّ نشطاء السوشيال ميديا يرفضون وبأي شكل من الأشكال تبرير موضوع المتابعة أو التفاعل مع هذه الصفحات على اعتبار أنّها موجهة للجمهور العربي بالأساس، أي أنّ العرب هم الفئة المستهدفة وليس الجمهور الغربي على سبيل المثال، وبالتالي إسرائيل تعي تماماً ما تنشر وكل محتوى له هدف ورسالة تصب بالمحصلة في مصلحة إسرائيل. يذكر أنّ الصفحات الإسرائيلية الناطقة بالعربية تنشر يومياً مواد تتعلق بمبادرات وآراء ومواقف لمواطنين في دول عربية يعبرون عن آراء تدعو إلى ضرورة فتح صفحة جديدة مع إسرائيل، ويهاجمون التعليقات المسيئة لإسرائيل، وهذه المواد في الحقيقة لا صحة لها وإنما هي بمثابة دعاية كاذبة من إسرائيل لكسب ود متابعين عرب تجاه سياستها.