نشر الناطق باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي على حسابه الرسمي في موقع فيسبوك تسجيلا يُظهره برفقة "ضباط إسرائيليّين مُسلمين" ضمن جلسة عربية أقرب إلى البدوية مع منقل الفحم وأباريق القهوة النحاسية. ووفقا للعرب اللندنية، يسألهم أدرعي عن تجهيزاتهم لرمضان، فأشار أحدهم إلى أن هناك تجهيزا للفوانيس والزينة، وقال آخر إن "كل الجنود يصومون" مضيفا "عم يحضرولنا فطور وسحور والله يقدرنا نصوم بالحمّ". وسرعان ما يتبادل الجنود الحديث عن مسلسل "باب الحارة" فيتحدّث أحدهم عن غيابِ "معتزّ" (وائل شرف) ليؤكد له آخر أنّ "أبوشهاب" (سامر المصري) عائد إلى المسلسل هذا العام. وكان أفيخاي أسف على خروج "معتزّ" من الجزء الثامن، لكن مع ذلك، أعطى علامة مرموقة ل"باب الحارة" الذي بقي "ممتازا" كما غرّد على حسابه على تويتر. وحاول أدرعي إيصال رسالة إلى من أسماهم "مواطني دولة إسرائيل المسلمين" وعلى رأسهم -كما يقول- "جنود جيش الدفاع" بأن إسرائيل دولة التسامح وتمازج الطوائف والأديان، وأن ما يهدد إسرائيل "الإرهاب" وأضاف أن "أعداء إسرائيل باتوا يعرفون بأنهم بالإرهاب والعنف لن يستطيعوا النيل من إسرائيل وعزيمة شعبها". ولم ينس أدرعي أن يكمل هذه التمثيلية الممجوجة متوجها إلى مجالسيه الضباط بالدعاء الرمضاني المعروف "صوما مقبولا وإفطارا شهيا وذنبا مغفورا". وغرد أفيخاي أدرعي الأربعاء على صفحته على تويتر "لطّختم اسم الدّين الحنيف بالإرهاب. منذ متى كان شهر #رمضان مصحوبا بالقتل والإرهاب؟ يدعون البطولة وهم يقتلون الأبرياء. هم مجرد إرهابيين سفلة". وغرد أيضا حول فوائد التمر، مؤكدا "في جيش الدّفاع نهتم بتقديم التمر للجنود الصائمين لكثرة فوائده خاصة في فترة الصوم". كما يحاول أدرعي التواصل بشكل مباشر مع الشباب العربي في صفحته على فيسبوك (950 ألفا متابع)، عبر مجموعة من الفيديوهات التي يقوم بتصويرها مع الجنود العرب في الجيش الإسرائيلي. كما يقوم في المناسبات الإسلامية بنشر كلمات وأحاديث دينية حول تلك المناسبات وتقديم التهنئة للعرب والمسلمين، ولكن دائما ما تتحول تغريداته على تويتر (129 ألف) بالتهاني إلى سجال مع رواد الشبكات الاجتماعية العرب ومن ثم إلى شتائم. يظهر أدرعي بصورة الملم بالثقافة العربية والإسلامية. وسبق له أن هنأ فيروز في ذكرى مولدها الثمانين. كما لا يتوانى أدرعي عن الردّ على منتقديه والتفاعل معهم، فأعاد مساء الأربعاء نشر تغريدة للمذيعة في قناة "الجزيرة" غادة عويس جاء فيها "يأبى فيخو إلا أن يهرّج في كلّ عام". وكتب الضابط في جيشٍ يتفنّن في قتل المدنيين "قل لي ماذا تكتب أقول لك من أنت (..)". وهذه ليست المرة الأولى التي يشتبك فيها أدرعي مع مشاهير عرب. وسبق أن رد على أبوعبيدة، المتحدث باسم كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس، عندما أعلن وجود أسرى إسرائيليين في قبضتها، فرد أدرعي بحديث نبوي عن الكذب. ودخل في سجال من قبل مع الإعلامي المصري جابر القرموطي الذي قال عن أدرعي "إنه سمّ يبث على العرب من إسرائيل"، فأجابه أدرعي بقول أحد الشعراء العرب "لسانك لا تذكر به عورة امرئ... فكلك عورات وللناس ألسن". ويطلق ساخرون على أدرعي وصف "فضيلة الشيخ أدرعي". فيما يؤكد آخرون على طريقة المثل الألماني من "امتلك الخطاب، امتلك القوة". يذكر أن أدرعي ينحدر من أصول سورية حيث تنتمي عائلته إلى يهود سوريا، ممن هاجروا من الدرعية منذ عقود، وهو من مواليد عام 1982، كما عمل ناطقا بلسان الجيش الإسرائيلي منذ عام 2005، وهو يتحدث العربية بشكل جيد. ويبدو أن أفيخاي أدرعي يمثل نمطا جديدا من الدعاية الإسرائيلية أكثر احترافا وتطورا وأقدر على التخاطب مع الجمهور العربي ويظهر ذلك من خلال متابعة تطور أدائه على صفحاته الاجتماعية منذ انطلاقها في عام 2011. وطيلة رحلاته الافتراضية، ما انفك أدرعي يعمل على اختراق وعي متتبعين عرب صدقوه وتماهوا معه وهو ما تترجمه الأعداد الهائلة من المشاركات والتعليقات، على منشوراته. عربيا، لا ترتقي الردود إلى مستوى الدعاية الإسرائيلية المنظمة المبنية على أسس الحرب النفسية الحديثة خاصة أن المعلقين العرب قادرون على دحض آليات هذه الدعاية حتى أن عددا كبيرا من العرب بات يبرر لإسرائيل تحت ذريعة "حقها في الدفاع عن النفس".