زوبعة المادة الثانية(2) استكمالا لحديث الأمس أقول إن الشريعة الإسلامية هي أول شريعة سماوية أباحت حرية الاعتقاد وعملت علي صيانة هذه الحرية وحمايتها إلي آخر الحدود, فلكل إنسان- طبقا للشريعة الإسلامية- أن يعتنق من العقائد ما شاء, وليس لأحد أن يحمله علي ترك عقيدته أو اعتناق غيرها, أو منعه من إظهار عقيدته وممارسة الشعائر التي تتفق مع ذلك. بل إن الشريعة الإسلامية ذهبت إلي ماهو أبعد وأعمق من ذلك فالإسلام هو أول من أطلق حق التفكير للإنسان لكي يحرر العقل من الأوهام و الخرافات والتقاليد والعادات... فمن عظمة الشريعة الإسلامية أنها لا تسمح للإنسان أن يؤمن بشئ إلا بعد أن يفكر فيه العقل... وأيضا فإن الشريعة الإسلامية لا تبيح للإنسان أن يقول مقالا أو يفعل فعلا إلا بعد أن يفكر فيما يقول! وإذا كان ذلك هو الإسلام وتلك هي الشريعة الإسلامية فإن بعض ما أثير في الآونة الأخيرة من لغط ليس بعيدا عن شبهة الرغبة في زرع الفتنة التي يتحتم أن نكشفها وأن نعريها وأن نشير بوضوح إلي أن مصر التي رفعت خلال ثورة عام1919 شعارها التاريخي( عاشت وحدة الهلال مع الصليب) لكي تضرب محاولات زرع الفتنة التي يقوم بها المستعمر البريطاني من خلال سياسة فرق تسد.. هي ذاتها مصر العظيمة التي صاغت دستورها التاريخي عام1923 بواسطة لجنة من أفضل الرموز السياسية والدينية والثقافية فكان من ضمن أعضائها الثلاثين ستة من أقباط مصر العظام علي رأسهم البابا يؤانس حيث تشهد سجلات إعداد وتحضير الدستور عدم اعتراض أحد منهم علي منطوق المادة الثانية من الدستور.. وهي أيضا مصر اليوم التي يدرك أقباطها قبل مسلميها أن المادة الثانية لم تجعل الشريعة الإسلامية المصدر الوحيد للتشريع, بل المصدر الرئيسي للتشريع حتي تكون الفرصة متاحة دائما للاستعانة بالقوانين الأخري التي لا تتعارض مع الشريعة الإسلامية! خير الكلام: رب خصم يكشف عيبا يمكن استدراكه أفضل من صديق يبرر خطأ يجب تجنبه! [email protected]