قد يحسب بعض الناس ان المفلس هو من لامال له وهذا ليس حقيقيا, فإن من لامال له قد يحصل علي مال فينقطع افلاسه اما من لارصيد له من الدين فهو خاسر في الدنيا والآخرة فالأخلاق السيئة تؤدي بصاحبها إلي الهلاك مهما كثرت العبادات. يقول الدكتور محمد الدسوقي أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر إن الغاية المنشودة من العبادات في الإسلام هي ان تزكي النفس الإنسانية وتوثق صلة الإنسان بالله والناس, إذا قام بها صاحبها علي أكمل وجه وبنية خالصة لله سبحانه وتعالي. يقول رسول الله صلي الله عليه وسلم: أتدرون من المفلس؟ قالوا: المفلس كما نعلم من لامال له فقال الرسول: لا.. المفلس من يأتي يوم القيامة بصلاة وزكاة ويأتي قد شتم هذا وضرب هذا, فيعطي هذا من حسناته وهذا من حسناته فإن فنيت حسناته قبل ان يقضي ماعليه اخذ من خطاياهم فطرحت عليه ثم طرح في النار. وهذا الحديث يصور لنا حقيقة المفلس فهو معدم النفع بين الناس كثير الظلم في الدنيا كما انه في الآخرة خاسر هالك لا محالة. وروي عن رسول الله صلي الله عليه وسلم انه كان جالسا بين اصحابه فتبسم الرسول فسألوه ما الذي اضحكك يارسول الله؟ قال رجلان من أمتي جثيا بين يدي الله أحدهما ظالم والآخر مظلوم فقال المظلوم: يارب خذلي مظلمتي من اخي فقال الله للظالم رد إلي اخيك مظلمته, فقال الظالم لم يبق من حسناتي شيئا فقال المظلوم: فليتحمل عني جزءا من اوزاري, فقال الله للمظلوم انظر, بجهة, فنظر فرأي قصورا وبساتين فقال ياربي: لمن هذا قال عز وجل: هذا لمن دفع الثمن قال: فمن يملكه قال: انت تملكه قال: بماذا؟ قال بعفوك عن أخيك, قال: ياربي قد عفوت عنه فقال له خذ بيد اخيك وادخل الجنة, وعقب الرسول صلي الله عليه وسلم علي ذلك وقال اتقوا الله واصلحوا ذات بينكم فإن الله يصلح بين المؤمنين يوم القيامة. ويؤكد الدكتور محمد دسوقي انه علي المسلم واجب في مواجهة الظلم فلا يكفي ان نعرف الظالم ونجلس نتلاوم عليه, فمن حق الراعي علي رعيته ان ينصحوه وإذا مال وانحرف ان يقوموه, فقد قال أبو بكر الصديق رضي الله عنه حين تولي الخلافة: إن أقواكم عندي الضعيف حتي آخذ بحقه, وإن أضعفكم عند القوي حتي آخذ الحق منه, إنما أنا متبع ولست مبتدعا, فإن أحسنت فأعينوني, وإن زغت فقوموني. والظالم يعاقب في الدنيا والآخرة لقول رسول الله صلي الله عليه وسلم: ما من ذنب اجدر ان يعجل الله تعالي لصاحبه العقوبة في الدنيا مع مايدخر له في الآخرة مثل البغي وقطيعة الرحم.