رئيس ضمان جودة التعليم: الجامعات التكنولوجية ركيزة جديدة فى تنمية المجتمع    إتاحة الاستعلام عن نتيجة امتحان المتقدمين لوظيفة عامل بالأوقاف لعام 2023    قطع المياه عن نجع حمادي.. وشركة المياه توجه رسالة هامة للمواطنين    الحكومة: نرصد ردود فعل المواطنين على رفع سعر الخبز.. ولامسنا تفهما من البعض    «حماس» تصدر بيانًا رسميًا ترد به على خطاب بايدن.. «ننظر بإيجابية»    محامي الشحات: هذه هي الخطوة المقبلة.. ولا صحة لإيقاف اللاعب عن المشاركة مع الأهلي    رونالدو يدخل في نوبة بكاء عقب خسارة كأس الملك| فيديو    أحمد فتوح: تمنيت فوز الاهلي بدوري أبطال أفريقيا من للثأر في السوبر الأفريقي"    هل يصمد نجم برشلونة أمام عروض الدوري السعودي ؟    حسام عبدالمجيد: فرجانى ساسى سبب اسم "ماتيب" وفيريرا الأب الروحى لى    هل الحكم على الشحات في قضية الشيبي ينهي مسيرته الكروية؟.. ناقد رياضي يوضح    محامي الشحات: الاستئناف على الحكم الأسبوع المقبل.. وما يحدث في المستقبل سنفعله أولًا    مصارعة - كيشو غاضبا: لم أحصل على مستحقات الأولمبياد الماضي.. من يرضى بذلك؟    اليوم.. بدء التقديم لرياض الأطفال والصف الأول الابتدائي على مستوى الجمهورية    32 لجنة بكفر الشيخ تستقبل 9 آلاف و948 طالبا وطالبة بالشهادة الثانوية الأزهرية    استمرار الموجة الحارة.. تعرف على درجة الحرارة المتوقعة اليوم السبت    اعرف ترتيب المواد.. جدول امتحانات الشهادة الثانوية الأزهرية    صحة قنا تحذر من تناول سمكة الأرنب السامة    أحمد عبد الوهاب وأحمد غزي يفوزان بجائزة أفضل ممثل مساعد وصاعد عن الحشاشين من إنرجي    دانا حلبي تكشف عن حقيقة زواجها من محمد رجب    الرئيس الأمريكي: إسرائيل تريد ضمان عدم قدرة حماس على تنفيذ أى هجوم آخر    "هالة" تطلب خلع زوجها المدرس: "الكراسة كشفت خيانته مع الجاره"    حدث بالفن| طلاق نيللي كريم وهشام عاشور وبكاء محمود الليثي وحقيقة انفصال وفاء الكيلاني    أبرزهم «إياد نصار وهدى الإتربي».. نجوم الفن يتوافدون على حفل كأس إنرجي للدراما    مراسل القاهرة الإخبارية من خان يونس: الشارع الفلسطينى يراهن على موقف الفصائل    عباس أبو الحسن يرد على رفضه سداد فواتير المستشفى لعلاج مصابة بحادث سيارته    "صحة الإسماعيلية" تختتم دورة تدريبية للتعريف بعلم اقتصاديات الدواء    ثواب عشر ذي الحجة.. صيام وزكاة وأعمال صالحة وأجر من الله    أسعار شرائح الكهرباء 2024.. وموعد وقف العمل بخطة تخفيف الأحمال في مصر    العثور على جثة سائق ببورسعيد    الأمين العام لحلف الناتو: بوتين يهدد فقط    سر تفقد وزير الرى ومحافظ السويس كوبرى السنوسي بعد إزالته    نقيب الإعلاميين: الإعلام المصري شكل فكر ووجدان إمتد تأثيره للبلاد العربية والإفريقية    كيف رفع سفاح التجمع تأثير "الآيس" في أجساد ضحاياه؟    "حجية السنة النبوية" ندوة تثقيفية بنادى النيابة الإدارية    ضبط متهمين اثنين بالتنقيب عن الآثار في سوهاج    «الصحة»: المبادرات الرئاسية قدمت خدماتها ل39 مليون سيدة وفتاة ضمن «100 مليون صحة»    وكيل الصحة بمطروح يتفقد ختام المعسكر الثقافى الرياضى لتلاميذ المدارس    وصايا مهمة من خطيب المسجد النبوي للحجاج والمعتمرين: لا تتبركوا بجدار أو باب ولا منبر ولا محراب    الكنيسة تحتفل بعيد دخول العائلة المقدسة أرض مصر    للحصول على معاش المتوفي.. المفتي: عدم توثيق الأرملة لزواجها الجديد أكل للأموال بالباطل    القاهرة الإخبارية: قوات الاحتلال تقتحم عددا من المدن في الضفة الغربية    «القاهرة الإخبارية»: أصابع الاتهام تشير إلى عرقلة نتنياهو صفقة تبادل المحتجزين    «ديك أو بط أو أرانب».. أحد علماء الأزهر: الأضحية من بهمية الأنعام ولا يمكن أن تكون طيور    الداخلية توجه قافلة مساعدات إنسانية وطبية للأكثر احتياجًا بسوهاج    ارتفاع الطلب على السفر الجوي بنسبة 11% في أبريل    «صحة الشرقية»: رفع درجة الاستعداد القصوى لاستقبال عيد الأضحى    وزير الصحة يستقبل السفير الكوبي لتعزيز سبل التعاون بين البلدين في المجال الصحي    مفتي الجمهورية ينعى والدة وزيرة الثقافة    الأونروا: منع تنفيذ برامج الوكالة الإغاثية يعنى الحكم بالإعدام على الفلسطينيين    الماء والبطاطا.. أبرز الأطعمة التي تساعد على صحة وتقوية النظر    «الهجرة» تعلن توفير صكوك الأضاحي للجاليات المصرية في الخارج    رئيس الوزراء الهنغاري: أوروبا دخلت مرحلة التحضير للحرب مع روسيا    «حق الله في المال» موضوع خطبة الجمعة اليوم    بمناسبة عيد الأضحى.. رئيس جامعة المنوفية يعلن صرف مكافأة 1500 جنيه للعاملين    السيسي من الصين: حريصون على توطين الصناعات والتكنولوجيا وتوفير فرص عمل جديدة    الحوثيون: مقتل 14 في ضربات أمريكية بريطانية على اليمن    أسعار الفراخ اليوم 31 مايو "تاريخية".. وارتفاع قياسي للبانيه    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



إشراف‏:‏ سعيد حلوي
الشائعات‏....‏ سرطان في قلب الأمة

الشائعات تحدث الفتن وتثير المشاكل بين الناس وتشوه الشرفاء الذين يتربص بهم منعدمو الضمير وأصحاب الأخلاق السيئة ويلقون عليهم بالأقاويل دون دليل أو حجة وهذا لا يرضاه الإسلام‏,‏ بل وينهي عنه‏,‏ وقد حمل لنا القرآن الكريم عاقبة الذين ينشرون الشائعات حول الأبرياء في غير موضع‏,‏ وتظهر الشائعات في ظل نفوس لا تعرف معني الإيمان وقلوب مريضة لا تعرف الخوف من الله عز وجل‏,‏ لأن من يطلقون تلك الشائعات يسعون للإنتقام من الأبرياء والشرفاء وتشويه صورتهم في المجتمع ولدي ذويهم‏,‏ والرسول الكريم صلي الله عليه و سلم يقول في الحديث الشريف إيما رجل اشاع أن يرميه بها في النار‏,‏ وكثير من الناس يستمرون في ظلمهم ويعتدون علي الحقوق ويتسببون عن قصد في الاضرار بالغير ولعلهم لا يدركون قول الله تعالي ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار ولهذا فالإسلام يدعو الناس للبعد عن الظلم حتي تستقيم الحياة ويعيش المجتمع في تراحم وتعاون نتيجة العلاقات القوية بين أفراده‏.‏
يقول الدكتور عبد الفتاح الشيخ عضو مجمع البحوث الاسلامية‏:‏ إن المجتمع يعاني في الوقت الحالي الكثير من المشاكل والقضايا التي حدثت نتيجة تراجع القيم والأخلاق وعدم التمسك بالدين ولذلك انتشرت أمراض القلوب وحل الانحراف والإدمان وكل ذلك بسبب طغيان الماديات والتكالب علي الدنيا‏,‏ والشائعات من تلك القضايا التي أصبحت تهدد كيان واستقرار المجتمع‏,‏ ولها الكثير من الأسباب التي تكمن في العداء الشخصي بين الناس مما يولد الحقد والغيرة ويدفع البعض لنشر أقاويل لا أساس لها من الصحة لتشويه الآخرين‏,‏ أيضا تظهر الشائعات نتيجة الخلاف المذهبي والفكري‏,‏ وكذلك حب الظهور وابتزاز الشرفاء والسعي لضرر الآخرين حتي يظهر من يطلق تلك الشائعات أمام الناس أنه مجرد من كل العيوب‏,‏ وفي هذا قال الله تعالي وإذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف أذاعوا به ولوردوه الي الرسول والي أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم ولو لا فضل الله عليكم ورحمته لاتبعتم الشيطان إلا قليلا‏,‏ فنشر الشائعات من أكثر المخاطر والمهالك التي تصيب الفرد والمجتمع‏,‏ وتظهر الشائعات في ظل نفوس لا تعرف معني الإيمان وقلوب لا تعرف الخوف من الله عز وجل‏,‏ لأن من يطلقون تلك الشائعات يسعون للانتقام من الأبرياء والشرفاء وتشويه صورتهم في المجتمع ولذي ذويهم أو الحصول علي منافع شخصية علي حساب الآخرين دون النظر للأضرار النفسية والاجتماعية الكبيرة التي تصيب ضحايا تلك الشائعات‏,‏ فطغيان الماديات والتكالب علي الدنيا و غياب الرحمة والشفقة من قلوب الناس والبعد عن الدين تعد من الأسباب التي جعلت الشائعات تنتشر في المجتمع نتيجة مرض القلوب الذي يصيب المنافقين وهذا واضح في قول الله تعالي في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا ولهم عذاب أليم بما كانوا يكذبون‏,‏ وظهرت الشائعات التي يطلقها مرضي القلوب نتيجة الحقد الذي أصاب الدين مهما كان المردود من هذا التنافس‏,‏ ولذلك يجب التأكد من الأخبار التي يتناقلها الناس حتي لا نقع في ظلم الأبرياء والشرفاء وفي هذا قول الله تعالي إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا علي مافعلتم نادمين‏,‏ كما يجب عدم ترديد الشائعات بل العمل علي عدم انتشارها بل وحصارها في أضيق الحدود حتي لا يكثر من ينشرها‏,‏ وهذا جلي في قول الله تعالي ولا تقف ماليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسئولا‏.‏
ظلم للأبرياء
الدكتور حامد أبو طالب الأستاذ بجامعة الأزهر يقول‏:‏ الظلم ظلمات يوم القيامة ولقد حرم الله الظلم علي نفسه وجعله محرما بين عباده‏,‏ ومن أشد أنواع الظلم أن يرمي الإنسان الأبرياء بما ليس فيهم‏,‏ والرسول صلي الله عليه وسلم يقول في الحديث الشريف أيما رجل أشاع علي رجل مسلم كلمة هو منها برئ يريد أن يشينه بها في الدنيا كان حقا علي الله أن يرميه بها في النار يوم القيامة‏,‏ وفي التاريخ الإسلامي شائعة مست بيت النبوة أطلقها أحد المنافقين وهو عبد الله بن أبي بن سلول وقد وردت تلك القصة في القرآن الكريم تحت عنوان حادثة الإفك وعندما علمت السيدة عائشة رضي الله عنها حزنت حزنا شديدا وعبرت عن هذا الحزن كما جاء في البخاري بقولها فبت تلك الليلة حتي أصبحت لا يرقأ لي دمع ولا أكتحل بنوم وقد بكيت ليلتين حتي ظننت أن البكاء فالق كبدي ثم قالت رضي الله عنها وكنت أرجو أن يبرئني الله عز وجل كما كنت أرجو أن يري الرسول صلي الله عليه وسلم في النوم رؤيا يبرئني الله فيها هذا ما كانت تشعر به زوجة رسول الله صلي الله عليه وسلم وبنت الصديق رضي الله عنه بعد أن أشاع عنها المنافقون ما هي بريئة منه ولقد نزل القرآن الكريم ببراءتها في ست عشرة أية من سورة النور وبدأت هذه الآيات بقول الله تعالي إن الذين جاءوا بالإفك عصبة منكم لا تحسبوه شرا لكم بل هو خير لكم‏,‏ وكثير من الناس يستمرون في ظلمهم ويعندون علي الحقوق ويتسببون عن قصد في الإضرار بالغير ولعلهم لا يدركون قول الله تعالي ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون انما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار ولهذا فالإسلام يدعو الناس للبعد عن الظلم حتي تستقيم الحياة ويعيش المجتمع في تراحم وتعاون نتيجة العلاقات القوية بين افراده‏,‏ ولعل الظالمين يدركون ايضا أن الله سبحانه وتعالي مطلع عما يفعلونه وهذا في قول الله تعالي ولا تعملون من عمل إلا كنا عليكم شهودا إذ تفيضون فيه وما يعزب عن ربك من مثقال ذرة في الأرض ولا في السماء ولا أصغر من ذلك ولا أكبر إلا في كتاب مبين‏,‏ كما أن الإنسان المسلم لا يرضي لنفسه أن يظلم الآخرين ويطلق عليهم الشائعات التي تشوه صورتهم وتؤثر علي حياتهم لأن الرسول الكريم صلي الله عليه وسلم قال المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده‏.‏
الوقيعة‏..‏ أشد أنواعها
أما الدكتور أحمد كريمة الأستاذ بجامعة الأزهر فيقول‏:‏ الفتنة خطرها شديد وشرورها كبيرة ولا حدود لها لأنها تلحق الضرر بالأبرياء والشرفاء وتنشر الشكوك وعدم الثقة بين الناس والرسول الكريم صلي الله عليه وسلم كان يستعيذ من الفتنة‏.‏
فعن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها أن النبي صلي الله عليه وسلم كان يدعو في صلاته أعوذ بك من فتنة المحيا وفتنة الممات‏,‏ ومن أشد أنواع الفتن الوقيعة بين الناس ونشر الأخبار الكاذبة والشائعات حول الشرفاء والافتراء عليهم بالباطل لتشويه صورتهم لدي الناس كل هذا له عقاب شديد في الدنيا والآخرة‏,‏ فالشخص الذي ينشر الفتن بين الناس يكون منبوذا في الدنيا ومعروفا بسوء الخلق والرسول الكريم صلي الله عليه وسلم قال أية المنافق ثلاث إذا حدث كذب واذا وعد أخلف وإذا أؤتمن خان وقال الله تعالي وإذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف أذاعوا به ولو ردوه الي الرسول والي أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم ولولا فضل الله عليكم ورحمته لا تبعتم الشيطان الا قليلا‏,‏ فعلي الشخص الذي ينقل الأخبار ويرددها أن يراعي الله عز وجل ويتقي الله فيما يقول وأن يلتزم الصمت أمام ما لا يعرف وقد ورد هذا في حديث الرسول صلي الله عليه وسلم من ضمن لي ما بين فكيه ومابين فخذيه ضمنت له الجنة فعلي كل إنسان مسلم أن يتريث لأن تلك الشائعات تؤدي لوجود فتنة في المجتمع وتؤدي لحالة من الشك والريبة بين الناس‏,‏ وقد قال الرسول صلي الله عليه وسلم كفي بالمرء إثما أن يحدث بكل ما سمع ومن الآيات القرآنية التي أكدت ذلك قول الله تعالي ولولا إذ سمعتموه قلتم مايكون لنا أن نتكلم بهذا سبحانك هذا بهتان عظيم وحكم الذي يروج الشائعات وهو يعلم مسبقا فسادها أنه بذلك قد إرتكب خيانة في حق المجتمع توجب مجازاته بالعقوبة التي يحكم بها القضاء وحددها القانون أما في الأخرة فعقابه أشد وأبقي ويغلظ هذا العقاب كلما كان ضرر الشائعة أشد‏.‏
فرقة وانقسام
الدكتور محمد الدسوقي أستاذ الشريعة بكلية دار العلوم جامعة القاهرة يقول الشائعات تحدث فرقة وإنقساما داخل المجتمع لأنها تؤدي لانتشار الشكوك بين الناس وعدم وجود ثقه فيما يتردد داخل المجتمع‏,‏ ولذلك فالشائعات تؤدي لوجود خلاف وتشتت في الأراء بين أفراد المجتمع مما يحدث إنقساما حول الأبرياء الذين أطلقت عليهم تلك الشائعات‏,‏ وكل ذلك يحمل في طياته الكثير من الأضرار التي تصيب المجتمع لأن نشر الفرقة والإنقسام يعد فاحشة تصيب المجتمع ويتسبب فيها أصحاب القلوب المريضة الذين لايخافون الله ولا يدركون أن الله سينتقم منهم لظلمهم وفسادهم وهذا واضح في قول الله تعالي إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم في الدنيا والأخرة والإسلام حرص علي حماية حقوق الأفراد ودعا للإلتزام بها واحترامها طالما أنها لا تتعارض مع القيم والمباديء الإسلامية‏,‏ ومن حق كل إنسان أن يخفي اسراره ويحتفظ بها لنفسه ويستعين بالكتمان عند قضاء أمور الحياة وهذا ليس عيبا قال الرسول صلي الله عليه وسلم إستعينوا علي قضاء حوائجكم بالكتمان لكن هذا في الكثير من الأحيان لايرضي أصحاب النفوس الضعيفة فيسعون لمتابعة أخبارالأخرين وإطلاق الشائعات عليهم‏,‏ كما أن مصلحة المجتمع تكمن في تحقيق الأمن لأفراده‏,‏ والرسول صلي الله عليه وسلم كان يأمر أصحابه بأن يجهروا بقول الحق وإن كان مرا وألا يخافوا في الحق لومة لائم‏...‏ المولي عز وجل قال إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدي من بعد ما بيناه للناس في الكتاب أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون وقد قال الرسول صلي الله عليه وسلم في الحديث الشريف الساكت عن الحق شيطان أخرس ويوضح الحديث الشريف أن الانسان عليه أن يقول الحق الذي ينصف به بريئا ويرفع عنه الضرر الذي مسه نتيجة نشر الشائعات عليه كما أن قول الحق يساعد علي كشف الحقيقة حتي لا تحدث فرقة بين الناس حول الأبرياء والشرفاء‏,‏ ولابد من المواجهة والوضوح والإيجابية ومد يد العون لمن أطلقت عليهم الشائعات حتي تظهر الحقيقة التي تنصف الأبرياء وترفع الظلم عنهم‏.‏
خلل في القيم والأخلاق
أما فضيلة الشيخ محمود عاشور وكيل الأزهر الأسبق وعضو مجمع البحوث الاسلامية فيقول‏:‏ الشريعة الإسلامية تحرص علي بناء الإنسان بناء أخلاقيا وأن يكون صادقا في كل أفعاله وأقواله حتي يصبح مفيدا لنفسه ومجتمعه‏,‏ والمسلم عليه ألا ينطق إلا صدقا لأنه يعرف أن الكلمة إذا خرجت وإن كانت كلمة سوء فهو محاسب عليها‏,‏ كما أن الإنسان عندما يستقيم ويتعامل بالحسني مع الناس فإن الله عز وجل يجعل له مخرجا وهذاقول الله تعالي ومن يتق الله يجعل له مخرجا والرسول الكريم صلي الله عليه وسلم قال إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق وقال أيضا صلي الله عليه وسلم المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده ومعني ذلك أن الشائعات تنتشر في ظل إنحدار المباديء والأخلاق وتراجع القيم الدينية لدي الناس‏,‏ فالشائعة تعني أن هناك أمرا لايجب أن يشاع حتي لايضر الشرفاء والأبرياء لكن أصحاب النفوس المريضة والقلوب التي لاتعرف الإيمان تدفعهم شهواتهم لنشر تلك الأقاويل حبا في الظهور وتهديدا للشرفاء ولايدركون أن الشائعات تدخل كثيرا من الحزن والخوف علي قلوب الأبرياء وتكون سببا في عدم ثقة في الأخرين مما يترتب عليه إحداث خلل كبير في العادات والقيم التي يجب أن توجد في المجتمع المسلم‏,‏ فالشائعات سلوك معيب في نظر الإسلام لأنها تحدث نتيجة خلل في القيم والأخلاق لدي الشخص الذي يطلقها‏,‏ وقد أرشد علماء الإسلام أن الأمر لو كان به تسع وتسعون وجها علي السوء ووجه واحد علي الخير في الأمر يحمل علي محمل الخير‏,‏ لكن هذا لا يرضي ضعاف النفوس فيسعون لإطلاق الأقاويل التي تضر بالناس وتنتقل تلك الأقاويل من شخص لأخر وكل شخص يضيف لها الكثير حتي تتولد شائعة كبيرة لا أساس لها من الصحة‏.‏
العلاج
الدكتورة آمنة نصير الأستاذ بجامعة الأزهر تقول‏:‏ حرص الإسلام علي غرس القيم النبيلة التي تعلي من شأن الفرد وتؤدي لرقي المجتمع‏,‏ والإنسان عليه أن يضع أمام عينيه قول الله تعالي من عمل صالحا من ذكر أو أنثي وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أحسن الذي كانوا يعملون‏,‏ كما أن الشريعة الإسلامية حاربت الشائعات التي يتناقلها الذين في قلوبهم مرض ويسعون للإنتقام من الشرفاء وتشويه صورتهم‏,‏ وقد قدم الإسلام الوسائل التي تعالج تلك الشائعات وتتعامل معها‏,‏ ومن أهم تلك الوسائل التأكد من كل مايقال وما يسمع حتي يعيش المجتمع في أمان وإستقرار ويحدث إنسجام بين الناس لخدمة المجتمع بعيدا عن روح العشوائية في التفكير والتردد في إتخاذ المواقف نتيجة عدم الثقة في الأخرين‏,‏ ومن هذه الوسائل أيضا رد الامور لمصادرها الصحيحة وسؤال أهل الذكر العالمين بالأمور‏,‏ والمخلصين في القول المشهود لهم بالصدق كل ذلك حتي نحارب تلك الأقاويل بالمنطق السليم والبرهان الساطع والحجة البالغة‏,‏ لأن الكثير من تلك الشائعات قد تحمل في طياتها تكذيبا لها‏,‏ لكن الذين في قلوبهم مرض يصدقونها لأنها توافق أهواءهم أما العقلاء فإنهم يقيمون مايسمعون ولا يصدقون مايقوله بعض الناس في غيرهم إلا إذا سمعوا الحجة الواضحة التي تدل علي صدق هذا الكلام‏,‏ ولقد كان الرسول صلي الله عليه وسلم القدوة الحسنة لنا في تقوية الثقة بين الناس وفي غرس الأخوة الصادقة بين أصحابه كما قال صلي الله عليه وسلم لاتبلغوني عن أصحابي شيئا أكرهه فإني أحب أن أخرج إليكم وأنا سليم الصدر وهنا يبرز دور الدعاة ورجال الدين في تقديم القدوة الحسنة للناس وتعريفهم بأمور الدين الصحيحة التي تنشر القيم والمباديء التي تعلي من شأن الإنسان عندما يلتزم بها ويبتعد عن كل ما يضر الأخرين كما قال الرسول صلي الله عليه وسلم المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده كما يجب التحلي بالصبر عند مواجهة تلك الشائعات وهذا في قول الله تعالي ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون وعلي كل من يسعي لضرر الشرفاء الأبرياء ويطلق عليهم الأقاويل الباطلة أن يتذكر عقاب الله عز وجل وليعلم أن الله سيأخذه أخذ عزيز مقتدر وفي هذا قول الله تعالي إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم في الدنيا والأخرة‏.‏

[email protected]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.