من تل أبيب إلى واشنطن ولندن.. والعكس

تُعتبر المساعدات الأمريكية لإسرائيل وتأثيرها على الصراع الفلسطينى- الإسرائيلى من الموضوعات المثيرة للجدل. ويتبعها الكثير من التساؤلات والانتقادات. بنظرة عامة على حجم وطبيعة هذه المساعدات، وكيفية تأثيرها على الوضع السياسى والاقتصادى فى المنطقة.. ومع استعراض الفرق الواضح فى تصويت الولايات المتحدة بمجلس الأمن فيما يخص القضية الفلسطينية، مع التركيز على استخدام حق الفيتو فى منع اتخاذ قرارات تدين إسرائيل.
من الجوانب المهمة التى يمكن استعراضها:
1- حجم المساعدات الأمريكية لإسرائيل:
تتلقى إسرائيل دعمًا سنويًّا من الولايات المتحدة يتجاوز 3 مليارات دولار، وهذا يشكل نسبة كبيرة من ميزانية إسرائيل. وتشمل المساعدات عادة مساعدات عسكرية، مثل التسليح والتكنولوجيا العسكرية المتقدمة، بالإضافة إلى مساعدات اقتصادية مباشرة. هذه المساعدات تُعتبر دعمًا حاسمًا لقوة الدفاع الإسرائيلية وتعزيزًا لقدراتها العسكرية والاقتصادية.
2- تأثير المساعدات على الوضع السياسى والاقتصادى:
على الصعيدين السياسى والاقتصادى، تعطى هذه المساعدات لإسرائيل قوة وثقة إضافية فى التعامل مع الصراع الفلسطينى- الإسرائيلى. وسياسيًّا، تعطى هذه المساعدات لإسرائيل رهانًا أكبر فى الوقوف ضد الضغوط الدولية وفى تحقيق مصالحها السياسية. واقتصاديًّا، تساعد هذه المساعدات فى تعزيز النمو الاقتصادى لإسرائيل وخلق فجوة أكبر بين اقتصادها واقتصاد الفلسطينيين.
3- التعامل بمكيالين فى استخدام حق الڤيتو:
يمكن رؤية التفرقة فى استخدام حق الفيتو بوضوح فى مجلس الأمن، حيث تستخدم الولايات المتحدة الفيتو لمنع أى قرارات تدين إسرائيل. وهذا يعكس استخدامًا غير متوازن للقوة فى المنظومة الدولية، ويثير تساؤلات حول مصداقية الولايات المتحدة كوسيط للسلام فى المنطقة. ويمكن أن يؤثر هذا التحيز على فرص إحلال السلام لأنه يعزز الاستيطان والانتهاكات الإنسانية فى الأراضى الفلسطينية. من خلال ما سبق، يمكن فهم مدى عمق وتعقيد العلاقة بين المساعدات الأمريكية والصراع الفلسطينى- الإسرائيلى، وكيفية تأثير هذه العلاقات على الوضع السياسى والاقتصادى فى المنطقة، بالإضافة إلى التحديات التى تطرحها تلك العلاقة بالمعاملة المزدوجة فى مجلس الأمن.
ورغم كل ذلك، يبدو بعد تصاعد الأحداث هذا الأسبوع، أن الخلافات بين إسرائيل وأمريكا فى تزايد، خصوصًا بعد إيقاف شحنات الأسلحة الأمريكية إلى تل أبيب. ومن التكهنات أنه سيكون لإسرائيل رد فعل عنيف فى رفح الفلسطينية بهدف توجيه رسالة مباشرة إلى أمريكا بقدرتها على شن عملية شاملة بدون مساعداتها. وعلى العكس من الموقف الأمريكى، أعلنت بريطانيا، على لسان وزير خارجيتها، أنها سوف تستمر فى التصديق على شحنات أسلحة لإسرائيل. وهو ما من شأنه تأجيج الحرب فى غزة ورفح الفلسطينية، خاصة مع تعدد الجبهات فى لبنان تحديدًا.