لا أحد علي الإطلاق يمكن أن ينكر جماهيرية المطرب المصري المتسم بصبغة عالمية عمرو دياب والذي يحظي بشعبية طاغية علي المستويين العربي والدولي. لكونه واحدا ممن أثروا الحركة الغنائية بكم هائل من الأغاني الشبابية الخفيفة, والتي تداعب خيال المراهقين والكبار علي حد سواء. تلك حقيقة واقعة, فهو الأغلي أو الأعلي سعرا في بورصة الملايين التي يحصل عليها في حفلاته التي تمتد بحجم الكرة الأرضية, ولعل السيل الجارف من جانب عشاق فنه هو الذي كان دائما السبب في وضعه علي رأس القائمة. وللحقيقة فإن كل ما يشغل عمرو دياب هو تطوير وتجديد نفسه وصناعة مستقبله بيده حيث لايكل ولا يمل من السهر علي أعماله من بدايات التحضير لألبوم جديد يضاف للمكتبة الموسيقية العربية حتي اختيار الغلاف بشكل مبتكر لايسبقه فيه أحد, وحتي الاهتمام بنفسه علي المستوي الشخصي حيث يبدو دائما شخصية رياضية تتصف بالقوة الجسمانية, وهذا ماجعله يتربع علي عرش قلوب محبيه كرمز للجدية والصحة الجسدية, وفي ذات الوقت هو أذكي أبناء جيله فاستثمر نجوميته ولذلك يهتم كثيرا بعملية البحث والتنقيب عن كل ماهو جديد ومختلف في أعماله والتي بلا شك قد أثرت بشكل مباشر أو غير مباشر علي الأغنية المصرية والعربية. وأثري الحياة الغنائية بالعديد من الأغاني التي تعتمد أساليب موسيقية جديدة ومشهود له أنه يتعاون مع عناصر معروفة, وعناصرشابة غير معروفة في مجال التأليف والتلحين ايمانا منه بضخ الدماء الجديدة في عالم الغناء المصري والعربي. كل مامضي يدفعنا لسؤال حائر يبحث عن إجابة شافية وكافية هو: ماهي حدود مسئولية الفنان تجاه وطنه وأرضه وجمهوره الذي وضعه في مكانة تليق بكل هذا الحجم من الشهرة والمجد؟أقصد تحديدا وبشكل مباشر أين عمرو دياب من الأحداث المؤسفة والدامية التي تلحق بجمهوره الذي صفق له كثيرا ووضعه علي منصات التكريم تارة والتبجيل تارات أخري كثيرة؟ أين مشاعر الفنان وإحساسه المرهف تجاه المكلومين ليلة عيد الميلاد من الشباب الذين كانوا ومازالوا يتدافعون في سبيل صنع مجده الشخصي ؟ وأين هي مواقفه من الفقراء والضعفاء الذين يقتطعون من قوت يومهم لحضور إحدي حفلاته الصاخبة ؟ ما أكثر قنوات الخير وإثبات المواقف التي لانري فيها تلك الهضبة التي ترسخت علي أرض الأغنية المصرية, فدائما أبدا هو خارج نطاق التغطية, كنا نريد أن يقول عمرو دياب وبحكم إنه صاحب شعبية جارفة كلمته للأجيال الشابة عبر أغنية أو حتي برنامج كما فعل الزعيم عادل إمام,يسرا, محمد فواد محمد منير محمدهنيدي,هاني رمزي,, تامر حسني,عزت العلايلي,وغيرهم من الفنانين الذين يدركون أهمية المسئولية الواقعة علي أكتافهم. نحن فقط نسأل.. مجرد أسئلة عابرة غير مقصود منها تحطيم حجارة تلك الهضبة, أو كشف زيف نجوميتة- لاسمح الله- لكنها تبدو تلك أسئلة مشروعة في ظل هذا التخادل من جانبه في كل موقف وأزمة, فلانراه إلا في ملاعب كرة القدم مؤازرا, وهذا أمر طيب وجيد منه, لكننا نريد أن تترسخ هضبته علي الأرض وتتجذر في أعماقها, وتعلو تلال جماهيريته مع مواقف أكثر إيجابية تجاه جمهوره من البسطاء في قلب المواقف الصعبة, وليس علي منصات الفرح اللحظي فقط. نجمنا الكبير.. لست صاحب قلم آثم يجنح نحوغرض أو هدف, بل فقط أردت أن أسلط ضوءا آخر أو أفتح طاقة نور وأملا جديدا علي مناطق إنسانية في حياة النجوم, لأنهم في النهاية بشرا مثلنا يفترض فيهم أن يشعروا بنبض حياة الناس الذين يستمدون منهم وقودهم الفني الذي يدير عجلة حياتهم وشهرتهم ومجدهم.. لذا لزم التنويه من باب ذر الرماد في العيون قبل أن تتكسر حجارة الهضبة!,لأن النجومية ليست تي شيرت عاري الكتفين يظهر عضلات الذراعين, أو وشم مكتوب, أو بنطلون ساقط!, ولكنها مسئولية, ومسئولية ضخمة!!