انتشرت في الفترة الأخيرة ظاهرة اتجاه المطربين للتواجد في الأعمال الدرامية وقد ظهر ذلك واضحاً في الأعمال الدرامية التي عرضت في رمضان الماضي حيث قدم كل من المطربين محمد فؤاد "أغلي من حياتي" وعلي الحجار "السائرون نياما" ومصطفي قمر "منتهي العشق" وغيرهم أدوار في أعمال درامية رمضانية. يبدو أن هذه الظاهرة ستستمر في رمضان القادم أيضا حيث بدأ عدد من المطربين والمطربات الإعداد للظهور في مسلسلات درامية ومن بين هؤلاء لطيفة وعمرو دياب وتامر حسني وحمادة هلال وغيرهم ممن أعلن عن اتجاههم لتقديم مسلسلات جديدة للعرض ضمن الدراما الرمضانية. عن هذه الظاهرة كان هذا التحقيق لنتعرف علي أسباب هرولة المطربين للدراما وهل ستكون أعمالهم إضافة للدراما في مصر؟! * يقول الكاتب والمؤلف عبدالرحيم كمال: إذا استند المطرب علي جماهيريته كمطرب في التمثيل الدرامي فهذا لن ينفعه في الدراما بل سيضره ولن يضيف لرصيده الفني. ولكن العبرة تكون بالموهبة فلابد للمطرب أن يكون موهوباً في مجال التمثيل كموهبته الغنائية حتي يتقبله الجمهور. يضيف أفضل مطرب في العالم من الممكن أن يفشل في التمثيل لو كان غير موهوب في الأداء التمثيلي ولذلك فالموضوع في الوضع الراهن هو استثمار من المنتج لشهرة النجم سواء كان "مطرباً" أو "لاعب كرة" أو أي مشهور حيث يتم استغلاله في مسلسل من أجل الإعلانات التي تجلبها الوكالات وتستغل فيها شهرة ونجومية بطل المسلسل دون النظر لموهبته في التمثيل.. وهذا يؤدي بنا إلي إنتاج أعمال درامية لا تشاهد إلا مرة واحدة. ولا تضيف إلي النجم الذي شارك فيها ولا تجعله يستمر في الدراما بعد ذلك. * أما المؤلف والسيناريست مجدي صابر فيري أن اتجاه المطربين للفيديو أو للسينما مسألة "مش مستغربة" لأن طول عمرهم يشاركون في أفلام مثل الفنانين الكبار فريد الأطرش وصباح وعبدالحليم حافظ. يضيف: اتجاه هؤلاء المطربين والمطربات للدراما يصب في مصلحة الدراما لأن مشاركتهم تؤدي إلي زيادة عدد المسلسلات المنتجة خاصة لو كانوا مشهورين ومحبوبين من الناس فنسبة المشاهدة لأعمالهم تكون كبيرة. يؤكد مجدي صابر: ان المشكلة في هذا الاتجاه تكمن في أن النجم يحاول دائماً طلب أعمال درامية بحبكة قصصية قديمة من قصص فترة الأربعينيات بحيث تكون مفصلة علي مقاسه وهذا صعب علي المؤلف أن يفعله لأنه يكون ضد الواقع الذي تحاكيه الأعمال الدرامية. أضاف: أتمني ألا يتدخل المطرب ويعطي "العيش لخبازه" ويترك مهنة الكتابة للمؤلف ولا يتدخل في سيناريو أو قصة العمل الدرامي.. وهناك ملاحظة هامة في هذا الصدد وهي الأجور المبالغ فيها والتي يطلبها نجوم الدراما سواء من المطربين أو غيرهم والتي ستساهم في خراب الدراما وإعلان مثل هذه الأجور سيؤدي بنجوم الفيديو الأصليين إلي رفع أجورهم أسوة بهؤلاء المطربين غير المتخصصين في التمثيل.. وهذا بدوره سيدخلنا في دائرة خراب الدراما. أما المطرب محمد ثروت والذي شارك في أعمال درامية من قبل فيؤكد أنها: ظاهرة ايجابية أن يشارك المطربون في أعمال درامية لأن لهم جماهيريتهم في مجال الطرب التي تجعلهم يحظون بالقبول الجماهيري عندما يقومون بتقديم أعمال درامية. يضيف محمد ثروت: قمت ببطولة عدد من المسلسلات منها "الكهف والوهم والحب" و"الغفران" و"هي وغيرها" و"أبواب الأمل" و"تدابير الدنيا" و"امرأة تخاف الحب" وفي السينما فيلما "للأباء فقط" و"ابن مين في المجتمع" إخراج حسن الإمام وفي المسرح قدمت مسرحيتي "عجايب" و"الباروكة" لسيد درويش. يعتقد الفنان محمد ثروت أن التمثيل الدرامي بالنسبة للمطرب يعد عملاً تعويضياً عن انهيار سوق الغناء في مصر والعالم العربي وبالنسبة للمطرب فالتمثيل الدرامي شيء يبقي علي المطرب بعد رحيله لأنه دائماً ما تتواري الأعمال الغنائية وتختفي من الساحة بعد فترة قصيرة إلا أعمال الكبار من العمالقة لذلك فالأعمال الدرامية أو السينمائية هي من يسجل تواجد المطرب خلال فترة تواجده في المجال سواء تليفزيونيا أو سينمائيا.