في الوقت الذي تبذل فيه الدولة جهودا كبيرة لدفع عملية التنمية في صعيد مصر والعمل علي توفير فرص العمل لحل مشكلة البطالة نجد أن مايحدث علي أرض سوهاج عكس ذلك تماما حيث تقلص عدد العاملين بمصنع البصل من486 عاملا وعاملة الي97 فقط. وتم تشريد العمالة الموسمية البالغ عددهم2200 عامل وعاملة, وذلك بعد ان توقف العمل بالمصنع الثاني علي التوالي دون ابداء أسباب واضحة ومقنعة. فقد تم انشاء المصنع عام1960 علي مساحة17 فدانا خلف مدينة مبارك الطبية بمدينة سوهاج بطاقة انتاجية130 طنا يوميا ويعتبر من أكبر مصانع تجفيف البصل في الشرق الأوسط وأفريقيا مستوعبا عمالة مايقرب من3 آلاف عامل وعاملة من33 قرية بسوهاج, وقد صدر قرار رئيس الهيئة العامة للاستثمار والمناطق الحرة رقم1910 لسنة2004 بدمج شركة النصر لتجفيف المنتجات الزراعية شركة مساهمة مصرية( المندمجة) وفقا لأحكام القانون رقم159 لسنة1981 في شركة النصر لتصنيع الحاصلات الزراعية شركة مساهمة مصرية( الدامجة) وفقا لأحكام القانون رقم8 لسنة1997 وتعديل المادتين رقمي6 و7 من النظام الأساسي للشركة الدامجة ليصبح رأسمالها بعد الاندماج والتقييم78 مليونا و654 ألفا و280 جنيها. ويقول المحاسب حاتم علي أمين عام اللجنة النقابية بمصنع بصل سوهاج إن انتاج المصنع كان يصدر الي جميع أنحاء العالم باسم بصل تجفيف مصنع سوهاج الذي يتبع شركة النصر لتجفيف المنتجات الزراعية بالقاهرة, وقشر البصل يستخلص منه زيت البصل ويتم تصديره للدول الأوروبية خاصة فرنسا لاستعماله في العطور والآن بعد خصخصة الشركة وبيعها تم حرمان العاملين والموظفين بالمصنع من جميع المزايا التي كانوا يحصلون عليها من ترقيات وحوافز ومكافآت والتي كفلها لهم قانون العمل في ظل القطاع العام وتخفيض عددهم من486 الي97 عاملا وعاملة والاستغناء عن العمالة الموسمية نهائيا, كما توقفت الشركة عن التعاقد مع مزارعي البصل الخام في سوهاج وأسيوط والاعتماد علي التجار فقط. وأضاف أن هناك خطة لتفكيك المصنع وتحويله الي خردة وتجميعه في أرض مصنع مغاغة كما فعل بمصنع القباري بالاسكندرية علما بأن غلايات المصنع صالحة للاستعمال بكفاءة عالية والمصنع جاهز للعمل في أي وقت بدلا من بيع أرض المصنع للجمعية التعاونية للانشاء والتعمير بقطاع كهرباء سوهاج وحرمان المحافظة من أكبر مصنع بها. وقال المهندس رأفت فتحي نائب رئيس اللجنة النقابية إنه تم دمج شركة البصل لتجفيف المنتجات الزراعية في شركة باسم شركة النصر لتصنيع الحاصلات الزراعية واختزال مصانع الشركة الأصلية في مصنع بني سويف وتعيين عمالة أخري بمبالغ خيالية من خارج عمال وموظفين الشركة الأصليين والدليل علي أن هناك خطة لعدم تشغيل المصنع أن الغاز الطبيعي يمر أمام بوابة المصنع والادارة لاترغب في ادخاله بحجة أن شركة الغاز لاتقسط باقي المبالغ المستحقة لتوصيل الغاز للمصانع.. ويتساءل كيف يتم دمج شركة قائمة منذ عام1960 في شركة أو مصنع تحت الانشاء ولم يتم تشغيله حتي الآن. ويشير المهندس أحمد أمين رئيس اللجنة النقابية الي أن الشركة توقفت عن سداد مستحقات عمال مصنع سوهاج في حصة التأمينات الاجتماعية مع سداد حصة التأمينات للعاملين بالادارة بالقاهرة ومنطقة الاسكندرية وتعمل ادارة الشركة علي عدم وجود لائحة داخلية لتنظيم العمل, وبالرغم من أنه تم عقد جلسة مفاوضات بوزارة القوي العاملة والهجرة بخصوص توقف المصنع عن الانتاج وطلب رفع قيمة الوجبة الغذائية في شهر يناير الماضي حضرها نائب رئيس مجلس ادارة الشركة ورئيس اللجنة النقابية والأمين العام انتهت الي رأي الشركة بتأكيد عدم غلق مصنع سوهاج نهائيا واستمراره في العمل, ومن جانب آخر قدم الدكتور خليفة رضوان عضو مجلس الشعب وعضو امانة السياسات طلب احاطة عاجل للدكتور احمد فتحي سرور رئيس مجلس الشعب موجها لكل من الدكتور محمود محيي الدين وزير الاستثمار والمهندس رشيد محمد رشيد وزير الصناعة والتجارة بخصوص توقف المصنع منذ شهر أغسطس2008 ذكر فيه تعمد مشتري المصنع ايقافه عن العمل لكي يتمكن من بيع الأرض كأرض بناء بسعر5 آلاف جنيه للمتر, في الوقت الذي كان سعر المتر50 جنيها حين اشتراه بالتقسيط وتعهد وقتها بضخ استثمارات جديدة في المصنع بحوالي17 مليون جنيه, ولكن لم يحدث ذلك وقام بتشريد العمال وبيع بعض تجهيزات المصنع, ويتساءل عمال مصنع البصل لمصلحة من توقف أكبر مصانع لتجفيف البصل في مصر والشرق الأوسط وتشريد عماله ليصبحوا من طوابير البطالة والعاطلين ويطالبون بتدخل المسئولين وعلي رأسهم الدكتور أحمد نظيف رئيس مجلس الوزراء لانقاذهم وعدم حرمان سوهاج من أهم المصانع بها؟!