حريق يلتهم 4 أفدنة قمح في قرية بأسيوط    متحدث الصحة عن تسبب لقاح أسترازينيكا بتجلط الدم: الفائدة تفوق بكثير جدًا الأعراض    بمشاركة 28 شركة.. أول ملتقى توظيفي لخريجي جامعات جنوب الصعيد - صور    برلماني: مطالبة وزير خارجية سريلانكا بدعم مصر لاستقدام الأئمة لبلاده نجاح كبير    التحول الرقمي ب «النقابات المهنية».. خطوات جادة نحو مستقبل أفضل    ضياء رشوان: وكالة بلومبرج أقرّت بوجود خطأ بشأن تقرير عن مصر    سعر الذهب اليوم بالمملكة العربية السعودية وعيار 21 الآن ببداية تعاملات الأربعاء 1 مايو 2024    600 جنيه تراجعًا في سعر طن حديد عز والاستثماري.. سعر المعدن الثقيل والأسمنت اليوم    تراجع أسعار الدواجن 25% والبيض 20%.. اتحاد المنتجين يكشف التفاصيل (فيديو)    خريطة المشروعات والاستثمارات بين مصر وبيلاروسيا (فيديو)    بعد افتتاح الرئيس.. كيف سيحقق مركز البيانات والحوسبة طفرة في مجال التكنولوجيا؟    أسعار النفط تتراجع عند التسوية بعد بيانات التضخم والتصنيع المخيبة للآمال    رئيس خطة النواب: نصف حصيلة الإيرادات السنوية من برنامج الطروحات سيتم توجيهها لخفض الدين    اتصال هام.. الخارجية الأمريكية تكشف هدف زيارة بليكن للمنطقة    عمرو خليل: فلسطين في كل مكان وإسرائيل في قفص الاتهام بالعدل الدولية    لاتفيا تخطط لتزويد أوكرانيا بمدافع مضادة للطائرات والمسيّرات    خبير استراتيجي: نتنياهو مستعد لخسارة أمريكا بشرط ألا تقام دولة فلسطينية    نميرة نجم: أي أمر سيخرج من المحكمة الجنائية الدولية سيشوه صورة إسرائيل    جونسون: الاحتجاجات المؤيدة لفلسطين داخل الجامعات الأمريكية نتاج للفراغ    قوات الاحتلال تعتقل شابًا فلسطينيًا من مخيم الفارعة جنوب طوباس    استطلاع للرأي: 58% من الإسرائيليين يرغبون في استقالة نتنياهو فورًا.. وتقديم موعد الانتخابات    ريال مدريد وبايرن ميونخ.. صراع مثير ينتهي بالتعادل في نصف نهائي دوري أبطال أوروبا    معاقبة أتليتيكو مدريد بعد هتافات عنصرية ضد وليامز    موعد مباراة الأهلي والإسماعيلي اليوم في الدوري والقنوات الناقلة    عمرو أنور: الأهلي محظوظ بوجود الشناوي وشوبير.. ومبارياته المقبلة «صعبة»    موعد مباريات اليوم الأربعاء 1 مايو 2024| إنفوجراف    ملف رياضة مصراوي.. قائمة الأهلي.. نقل مباراة الزمالك.. تفاصيل إصابة الشناوي    كولر ينشر 7 صور له في ملعب الأهلي ويعلق: "التتش الاسطوري"    نقطة واحدة على الصعود.. إيبسويتش تاون يتغلب على كوفنتري سيتي في «تشامبيونشيب»    «ليس فقط شم النسيم».. 13 يوم إجازة رسمية مدفوعة الأجر للموظفين في شهر مايو (تفاصيل)    بيان مهم بشأن الطقس اليوم والأرصاد تُحذر : انخفاض درجات الحرارة ليلا    وصول عدد الباعة على تطبيق التيك توك إلى 15 مليون    إزالة 45 حالة إشغال طريق ب«شبين الكوم» في حملة ليلية مكبرة    كانوا جاهزين للحصاد.. حريق يلتهم 4 أفدنة من القمح أسيوط    دينا الشربيني تكشف عن ارتباطها بشخص خارج الوسط الفني    استعد لإجازة شم النسيم 2024: اكتشف أطباقنا المميزة واستمتع بأجواء الاحتفال    لماذا لا يوجد ذكر لأي نبي في مقابر ومعابد الفراعنة؟ زاهي حواس يكشف السر (فيديو)    «قطعت النفس خالص».. نجوى فؤاد تكشف تفاصيل أزمتها الصحية الأخيرة (فيديو)    الجزائر والعراق يحصدان جوائز المسابقة العربية بالإسكندرية للفيلم القصير    حدث بالفن| انفصال ندى الكامل عن زوجها ورانيا فريد شوقي تحيي ذكرى وفاة والدتها وعزاء عصام الشماع    مترو بومين يعرب عن سعادته بالتواجد في مصر: "لا أصدق أن هذا يحدث الآن"    حظك اليوم برج القوس الأربعاء 1-5-2024 مهنيا وعاطفيا.. تخلص من الملل    هل حرّم النبي لعب الطاولة؟ أزهري يفسر حديث «النرد» الشهير (فيديو)    هل المشي على قشر الثوم يجلب الفقر؟ أمين الفتوى: «هذا الأمر يجب الابتعاد عنه» (فيديو)    ما حكم الكسب من بيع وسائل التدخين؟.. أستاذ أزهرى يجيب    هل يوجد نص قرآني يحرم التدخين؟.. أستاذ بجامعة الأزهر يجيب    «الأعلى للطرق الصوفية»: نحتفظ بحقنا في الرد على كل من أساء إلى السيد البدوي بالقانون    إصابات بالعمى والشلل.. استشاري مناعة يطالب بوقف لقاح أسترازينيكا المضاد ل«كورونا» (فيديو)    طرق للتخلص من الوزن الزائد بدون ممارسة الرياضة.. ابعد عن التوتر    البنك المركزي: تحسن العجز في الأصول الأجنبية بمعدل 17.8 مليار دولار    نصائح للاستمتاع بتناول الفسيخ والملوحة في شم النسيم    "تحيا مصر" يكشف تفاصيل إطلاق القافلة الإغاثية الخامسة لدعم قطاع غزة    القوات المسلحة تحتفل بتخريج الدفعة 165 من كلية الضباط الاحتياط.. صور    أفضل أماكن للخروج فى شم النسيم 2024 في الجيزة    اجتماعات مكثفة لوفد شركات السياحة بالسعودية استعدادًا لموسم الحج (تفاصيل)    مصدر أمني ينفي ما تداوله الإخوان حول انتهاكات بسجن القناطر    رئيس تجارية الإسماعيلية يستعرض خدمات التأمين الصحي الشامل لاستفادة التجار    الأمين العام المساعد ب"المهندسين": مزاولة المهنة بنقابات "الإسكندرية" و"البحيرة" و"مطروح" لها دور فعّال    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



استثمارات الصعيد‏..‏ تتنفس برئة واحدة‏!‏

مستقبل واعد لكن الطريق مازال طويلا‏..‏ هذا هو حال صعيد مصر الذي عاش سنوات طويلة من التجاهل والاهمال يعاني من الفقر والبطالة وانخفاض مستوي المعيشة والآن وبعد سنين عجاف
كما وصفها اهالي الصعيد استطاع ان يستحوذ علي جزء كبير من الاهتمام الحكومي بإنشاء البنية التحتية وادخال المرافق وتمهيد الطرق بهدف اخراجه من حصار جبال الصحراء الشرقية التي جعلته مجتمعا منغلقا علي نفسه لا يعيش الا في رقعة محدودة علي وادي النيل‏.‏ورغم تلك الخطوات الجادة لتنمية الصعيد والتي حققت إنجازا كبيرا بافتتاح طريق الصعيد البحر الأحمر ومطار سوهاج لتشجيع الاستثمار وتوفير فرص عمل تقضي علي البطالة المنتشرة بين أبنائه الا أنه مازالت هناك تحديات كبري تقف عائقا أمام تحقيق هذا الحلم‏.‏ فالواقع يتغير لكن ببطء‏,‏ والصورة لم تصبح مزدهرة بعد‏.‏ الأهرام المسائي ذهب الي الصعيد وتفقد أوضاع الاستثمار والتصنيع هناك‏,‏ فالبيانات تشير إلي أن عدد المناطق الصناعية في الصعيد وصل الي‏23‏ منطقة تضم أكثر من ألف مصنع كثير‏,‏ بعضها يعمل بنجاح‏,‏ والبعض الآخر مازال في مراحل التأسيس والإنشاء‏,‏ وبعضها الثالث بدأ في العمل لكنه يواجه مشكلات أجبرته إما علي تخفيض الطموحات أو التوقف نهائيا عن العمل البداية من أسيوط مطار أسيوط يختلف عن الانطباع الذي يحمله أغلبنا عن مطارات لها أسوار‏,‏ وفيها مبان لاستقبال وخدمة الركاب‏,‏ وأماكن لتجمع المودعين والمستقبلين‏,‏ فمطار أسيوط لا يتعدي كونه مجرد موقع لهبوط الطائرات يفصل بينه وبين الطريق بوابة حديدية وتغيب عنه قاعات انتظار للمسافرين‏.‏ مطار أسيوط المتواضع لم يمنع حجم الاستثمارات في اسيوط من الوصول الي‏6‏ مليارات جنيه‏,‏ حيث تضم المحافظة ست مناطق صناعية هي الصفا وبني غالب والزرابي والعوامر وبشلوط وساحل سليم‏.‏ منطقة الصفا الصناعية هي الأقرب إلي مطار أسيوط‏,‏ حيث لا تبعد عنه أكثر من‏15‏ كيلومترا‏,‏ في منطقة جبلية صحراوية‏,‏ فالطبيعة في الصعيد المحشور بين الصحراء والجبال لا تتيح التوسع والتنمية الصناعية سوي في مناطق بعيدة عن الوادي الأخضر والعمران‏,‏ علي أمل أن تتحول هذه المناطق الصناعية الجديدة في المستقبل إلي مراكز للعمران‏.‏ كانت مفاجأة لنا حين دخلنا اول مصنع بالمدينة لنجده مصنعا للأيس كريم‏,‏ فهذا هو آخر شيء تسمح به الصورة النمطية التي لدي أبناء العاصمة عن الصعيد وأهله ونمط معيشتهم واستهلاكهم‏.‏ المصنع مجهز بأحدث معدات التصنيع والتعبئة الآلية‏,‏ ورغم أن زيارتنا للمصنع كانت بلا سابق ترتيب‏,‏ إلا أن المستوي العام للنظافة ومراعاة الشروط الصحية يبدوان عاليين جدا‏,‏ ويظهر هذا بشكل واضح علي السبعين عاملا الموجودين في المصنع‏,‏ والموزعين بين‏45‏ فتاة و‏25‏ شابا‏.‏ منتجات المصنع تبدو عليها علامات الجودة ولا تقل بالمرة عن مثيلاتها الموجودة في أسواق العاصمة‏,‏ في مفارقة أخري للانطباعات التي يحملها أهل العاصمة للأقاليم‏.‏ محظوظون ولكن العاملون السبعون في المصنع محظوظون لأنهم وجدوا فرصة عمل في مناطق تنتشر فيها البطالة بمعدلات تزيد كثيرا عما هو معروف في القاهرة‏.‏ غير أن إيجاد فرصة عمل في حد ذاته ليس سببا كافيا لتمام الرضا‏,‏ وهو ما قد يفسر علامات الرضا الممتزجة بالقلق التي تراها في عيون العمال والعاملات‏.‏ باستثناء عدد قليل من الفنيين الذي يتولون إدارة وصيانة معدات المصنع‏,‏ فإن الأغلبية من العاملين والعاملات هم أميون جاءوا من القري المجاورة للمدينة الصناعية‏,‏ ولا يزيد عمر أغلبهم علي الثمانية عشر عاما‏,‏ فأغلبهم مازالوا صبية وفتيات‏.‏ الأجرة اليومية للفتيات والفتيان العاملين تبلغ عشرة جنيهات‏,‏ حسب البيانات التي قدمها مدير المصنع وصاحبه‏,‏ والتي أكدتها سهير وآخرون من زملائها‏.‏ تعمل سهير ذات السبعة عشر عاما بالمصنع منذ عدة شهور لتوفير نفقات زواجها‏,‏ والذي لا ندري ما إذا كانت ستواصل العمل في المصنع بعد إتمامه أم لا‏.‏ الأجرة اليومية ليست كبيرة‏,‏ لكن سهير عبرت عن رضاها عن قيام المصنع بتوفير وسيلة انتقال مجانية من قريتها للمصنع‏,‏ الأمر الذي يوفر مالا وجهدا كبيرين‏.‏ سوزان ابو زيد فتاة عاملة أخري لايتجاوز عمرها‏15‏ عاما‏,‏ تري في عينيها مشاعر شبيهة بتلك التي عبرت عنها سهير‏.‏ لجأت الفتاة الصغيرة للعمل لتدبير نفقات الأسرة بعد أن توفي والدها قبل أكثر من ثلاث سنوات‏.‏ تعمل سوزان مع شقيقها في مصنع الآيس كريم منذ خمسة شهور بعد أن تنقلت بين عدة مصانع أخري بالمنطقة لكنها استقرت في مصنع الأيس كريم لأنه يوفر لها وسيلة انتقال بين البيت والعمل‏,‏ وهي ميزة كبري نظرا لبعد المنطقة الصناعية عن العمران ولضعف وسائل المواصلات في المنطقة‏.‏ لكن يبدو أن طبيعة العمالة في المصنع‏,‏ ومعها طبيعة الظروف الاجتماعية السائدة في المنطقة‏,‏ خاصة فيما يخص عمل النساء‏,‏ لا تساعد علي تحول المصنع إلي جهة عمل مستقرة يعتمد قوم وأكدت سحر شحاتة مشرفة علي العمال انها تعمل منذ‏5‏ سنوات بالمصنع وخلال هذه الفترة شهد المصنع العديد من التطورات ولكن أغلب العمالة لا يستمر في العمل لان أغلبهما بنات وبعد زواجهن يفضلن ترك العمل مما يمثل مشكلة في تدريبهن الذي يستغرق من اسبوع الي اسبوعين مما يمثل اهدارا للوقت في عملية التدريب وبالتالي يؤثر علي عملية الانتاج‏.‏ تضم منطقة الصفا‏340‏ مصنعا باستثمارات تصل الي مليار و‏500‏ مليون جنيه توفر‏2200‏ فرصة عمل‏,‏ وبحسبة بسيطة يمكنك أن تلاحظ أن المصنع الواحد في المتوسط لا يوفر أكثر من ست فرص عمل‏,‏ وهو وضع غير منطقي إلا إذا كانت بعض المصانع موجودة علي الورق فقط‏,‏ وهذه هي الحقيقة بالفعل‏.‏ فبالإضافة إلي المصانع التي مازالت تحت الإنشاء‏,‏ فإن العديد من المصانع في منطقة الصفا الصناعية أغلق أبوابه بسبب نقص التمويل والتعثر نتيجة سوء البنية التحتية وارتفاع تكلفة النقل‏.‏ بينما تعمل باقي المصانع بإصرار لاستكمال المسيرة التي بدأوها منذ سنوات خاصة مصانع الاسمنت والاخشاب والصناعات المعدنية والتي تلاءمت مع طبيعة المنطقة هناك‏.‏
ننتظر المرافق صاحب المصنع هو رفعت حكيم نائب رئيس جمعية الاستثمار بأسيوط الذي أكد لنا ان الاستثمار في اسيوط مازال يحتاج الكثير من الجهود خاصة في استكمال البنية الاساسية للمدن الصناعية فنسبة التعثر وصلت الي‏40%‏ في اسيوط بسبب ارتفاع تكلفة النقل ومشكلات التمويل حيث تمتنع البنوك عن اقراض المستثمرين منذ عام‏2000‏ تقريبا هذا الي جانب عدم توافر العمالة الفنية المدربة وصعوبة الحصول علي الحوافز التي اعلنت عنها الدولة مثل الحافز الذي توفره هيئة التنمية الصناعية والذي يصل الي‏15‏ الفا عن كل فرصة عمل يوفرها المصنع في صورة‏6‏ اعفاءات ضريبية ودعم الكهرباء الا انها لا تمنح الا للمشروعات التي يزيد رأسمالها علي‏15‏ مليون جنيه وهذا شرط لا يتوافر في أغلب المشروعات المقامة في الصعيد‏.‏ وأضاف أن مستثمري المناطق الصناعية في انتظار ادخال باقي المرافق في المدن الصناعية التي اعلنت عنه الهيئة بقيمة‏100‏ مليون جنيه منذ ثلاث سنوات ولم تنفذ حتي الآن‏.‏ وبنبرة يائسة قال لنا سيد رسلان الذي يمتلك ثلاثة مصانع بأسيوط وعضو هيئة التنمية الصناعية أن‏60%‏ من استثماراتي في الصعيد معطلة بسبب الاجراءات البيروقراطية فلدي مصنع لاعادة تدوير المخلفات ومصنع اخر للكابلات واخر للصابون بالتعاون مع شركات اجنبية بنسبة‏30%‏ ويصل اجمالي الاستثمارات الي‏20‏ مليون جنيه‏.‏
وأضاف‏'‏ حصلت علي الأرض مجانا في عام‏2005‏ علي وعد بتجهيز المرافق خلال سنة الا أنها كانت وعودا لم تنفذ حتي عام‏2008‏ ورغم ذلك أنشئت المصانع لتبدأ أعمالها فور دخول المرافق الا أني فوجئت بصدور قرار بتخصيص الاراضي لمستثمرين آخرين بحجة عدم البدء في الانتاج وقاموا بسحب الأرض وانتقل الأمر الي مجلس الدولة وفي انتظار الحكم فيه‏.‏
وحول أوضاع باقي المستثمرين أكد ان‏2,5%‏ فقط من المصانع تعمل بكفاءة والعديد من المصانع في الصعيد تحولت الي مزارع دواجن وعجول فالاستثمارات في الصعيد للأقوي لأن المناخ الاستثماري مازال متقلبا‏.‏ واوضح ان من اهم المناطق التي تعاني من التأخر في عمليات الترفيق في اسيوط منطقة باشلوط الصناعية فلم يعمل بها اي مصنع حتي هذه اللحظة مضيفا انه حاول خوض تجربة الاستثمار في سوهاج ايضا بانشاء جامعة بالمنطقة ووصل سعر المتر فيها الي‏250‏ جنيها للمتر وبعد اعداد الدراسات والرسومات والحصول علي قرض يصل الي‏60‏ مليون جنيه من البنك الاهلي تم تخصيص الارض لاشخاص اخرين موضحا ان الاراضي اذا استمرت تحت سيطرة المحافظة واعضاء المحليات لن تنجح فكرة الاستثمار في الصعيد بالاضافة الي صعوبة عمليات التسويق بالمنطقة‏.‏حكاية حمزة وفي مصنع آخر لتصنيع وتعبئة المواد الغذائية يقع علي مساحة‏1800‏ متر ويوفر‏45‏ فرصة عمل استقبلنا علي حمزة رئيس مجلس الادارة ونائب رئيس الاتحاد المصري لجمعيات المستثمرين لمحافظات الوجه القبلي مؤكدا أنه رغم الصعوبات التي تعترض الاستثمار في الصعيد الا ان هناك الكثير من المصانع حاصلا علي شهادات جودة وبدأت تتجه للتصدير ويروي تجربته قائلا انه كان يعيش في اسيوط وعندما اعلنوا عن انشاء المدن الصناعية تقدمت بطلب للحصول علي الارض وبالفعل حصلت عليها مجانا في‏1997‏ وانشأت مصنعي برأس مال مصدر مليون جنيه وواجهتني صعوبات عديدة خاصة بالتسويق والنقل ولكن الامر تحسن بعض الشئ عندما اتجهت لتصدير‏4%‏ من انتاجي من الخضار والبقوليات والتوابل الجافة‏.‏ وأضاف أن وسائل التمويل في الصعيد شبه معدومة لأن البنوك لا تتعاون معنا بالشكل الكافي وتضع عراقيل كثيرة امام تمويل المستثمرين خاصة بعد أزمة التعثر التي تعرض لها المستثمرون في عام‏2000‏ فهي تشترط ان تكون الودائع هي ضمان القرض وليس أصول المشروع وهو ما يصعب تحقيقه خاصة وأن مصروفات الانتاج في الصعيد كبيرة ولا تتوفر السيولة الكافية لادارة العملية الانتاجية هذا الي جانب ارتفاع نسبة فوائد البنوك والصندوق الاجتماعي للتنمية‏.‏وحول أوضاع العمالة في الصعيد أكد لنا حمزة ان نسبة الاناث العاملات في المصانع تفوق عدد الذكور لأن تكلفتهن أقل وحريصات علي العمل أكثر من الشباب مؤكدا ان مانعانيه في الصعيد‏'‏ عطالة‏'‏ وليس‏'‏ بطالة‏'‏ فالعمالة موجودة بكثرة والمصانع في حاجة اليهم لكنهم يفتقدون التدريب والتأهيل والحماس للعمل مشيرا الي أن العمالة الفنية الحاصلة علي الدبلومات تبدأ اجورها من‏600‏ جنيه وهذا رقم يتناسب مع تكلفة المعيشة في الصعيد‏.‏وحول مستقبل الاستثمار في الصعيد يري حمزة أن افتتاح طريق الصعيد البحر الاحمر ومطار سوهاج الدولي أسهم في خفض نسبة المخاطرة برأس المال الي الصفر ورفع من فرصة التصدير أمام المصانع المنتجة فيه عبر ميناء سفاجا‏.‏
مصانع سوهاج وفي جولة أخري بمدينة سوهاج التي يبلغ عدد سكانها‏3.9‏ مليون نسمة و تضم أربع مناطق صناعية وهي الكوثر والأحايوة شرق وغرب جرجا وغرب طهطا بإجمالي رأس مال‏699.6‏ مليون جنيه وتكاليف استثمارية تعدت‏2.3‏ مليار جنيه شعرنا بأجواء الفرحة والتفاؤل التي تسيطر علي اهالي المحافظة بعد افتتاح مطار سوهاج وطريق الصعيد البحر الاحمرتزامنت مع مظاهر التطوير التي شهدتها كل انحاء المدينة‏.‏ ولكن بمجرد الوصول الي منطقة الكوثر فإن النظرة المبدئية للمصانع تؤكد أن سوء الحظ مازال يحالفها فهناك نقص واضح في كثير من الخدمات خاصة وسائل النقل وأجمع اصحاب المصانع والعمال علي أن التنمية جاءت متأخرة كثيرا وأنهم الآن يبحثون عن طوق نجاه ينجدهم من مأزقهم فهم حائرون اليوم بين مطرقة الديون وسندان التسويق نتيجة مع افتقار المناطق الصناعية عديد الخدمات من ترفيق ومواد خام بفعل السنين تحول كثير من المصانع الي قطع من الحديد يعلوها الصدأوتعرف البطالة طريقها وينتكس المستثمرون فمن المسئول هل هي المحافظات أم هيئة التنمية الصناعية أم المسثمرون ؟
في بداية زيارتنا لمنطقة الكوثر الصناعية بسوهاج أدركنا ان حركة التطوير المعلن عنها بالمدن الصناعية في واد واصحاب هذه الاستثمارات في واد آخر فما هي إلا مناطق مازالت تعاني من مشاكل في البنية التحتية وارتفاع فواتير المياه والكهرباء بالاضافة الي الضرائب العقارية‏.‏
فيصل عدد المصانع بمنطقة الكوثر الصناعية الي‏119‏ مصنعا تستقبلك بلافتة صغيرة تحمل اسم المنطقة وتجد علي جانبي الطريق صحاري وطريق صعيد البحر الأحمر الذي كان يمثل أكبر عائق مما يجعلك تشعر بالغربة منذ دخولك للمنطقة وعزلتها عن المحافظة‏.‏
وهناك حوالي‏25‏ مصنعا بها متعثرة وأغلقت أبوابها نتيجة التعثر الذي تعانيه فتلقي اصحابها وعودا من هيئة التنمية الصناعية ومركز تحديث الصناعة والبنوك بتقديم الدعم لاستكمال المسيرة ولم يجدوا ما يستمرون به فرضوا ان يبقوا علي حالهم‏.‏
زيارة استمرت ساعة داخل مصنع للبويات بمنطقة الكوثر ولكنها لم تكن كافية للكشف عن هموم صاحبه والعمال به فالمصنع يتجاوز ال‏2000‏ متر وتم تصنيفه من افضل المصانع في عام‏93‏ كما اكد عادل فهمي صاحبه نظرا لوصوله الي كل المحافظات‏.‏
و داخل المصنع وبشكل لافت للنظر لاحظنا قلة عدد العمال فلا يتجاوزون ال‏80‏ عاملا وكل منهم يتقن عمله واغلبهم يقطنون في مركزي أخميم وساقلتة لذا توفر المصانع اتوبيسات لنقلهم ذهابا وايابا للعمل‏.‏
خيبة أمل
وشرح لنا عادل الذي تبدو علامات الحسرة وخيبة الامل علي وجهه قصته قائلا‏'‏ سافرت الي العمل في الخليج مثل كثير من ابناء المحافظة الذين كانوا يحلمون بتحقيق الثروة ثم العودة الي ديارهم للاستثمار في بلدهم وبالفعل استطعت تكوين ثروة لا بأس بها وعدت الي سوهاج ومعي عدد من المستثمرين الكويتيين لإنشاء مصنع بويات باستثمارات مشتركة وصلت الي‏33‏ مليون جنيه في مدينة الكوثر الصناعية الجديدة التي اعلنت عنها الحكومة وصاحبتها وعود بإنشاء مطار وطريق يربط سوهاج بميناء سفاجا وهو الامر الذي كان قد اقنع المستثمرين الكويتين في ذلك الوقت بأن سوهاج ستكون منطقة استثمارية واعدة ومرت ثلاث سنوات دون ان تفي الحكومة بوعودها فقرر الكويتيون سحب استثماراتهم وفض الشراكة للعودة الي بلادهم بعد تلك الصعوبات التي كانت تواجهنا نتيجة عدم الانتهاء من ترفيق المدينة وتميهد الطرق والبنية الاساسية للمحافظة هذا جانب مشكلات التسويق وزيادة تكلفة النقل بين سوهاج والمحافظات الأخري ورغم ذلك لم أيأس واستكملت المسيرة بمفردي بعدما لجأت للاقتراض من البنوك في عام‏1997‏ وتعثرت في تسديد المديونات التي وصلت حينها‏12‏ مليون جنيه بفائدة مركبة‏30%‏ ورغم ان المصنع بدأ ب‏390‏ عامل وصلوا الآن الي‏70‏ عامل مطالبا بضرورة النظر للمستثمرين القدامي بالمدن الصناعية و اعادة جدولة مديونايتهم بالبنوك وضخ سيولة جديدة للمصانع تكون عونا لهم لإعادة خطوط الانتاج‏.'‏
محمد احمد عامل بالمصنع ما ان تقترب منه وتتحدث معه تشعر بما يحمله من حزن وقلق فلديه ثلاثة اطفال ويقطن بمركز ساقلتة وكأغلب سكان قريته ظل يبحث عن فرصة بالخارج للرحيل عن المحافظة ويتذكر كيف كانت حالة المصانع منذ ثلاث سنوات وكيف تبدل الحال بها بين عشية وضحاها من مصنع منتج قادر علي المنافسة الي مصنع غارق بالديون يلفظ أنفاسه الأخيرة‏.‏
ويقول سيد حسن احمد سائق‏-‏ عمره تجاوز ال‏30‏ عاما ولديه خمسة اطفال ويقطن بقرية نزلة القاضي بسوهاج انه يعمل بالمصنع منذ‏5‏ سنوات ويتقاضي‏800‏ جنيه شهريا و عاصر الأزمة التي مر بها صاحب المصنع فبعد ان كان المصنع ممتلئا بالمنتج تحول الي بهو وانخض معدل الانتاج بشكل ملحوظ‏.‏
والتقط طرف الحديث اسماعيل محمد دبلوم صنايع قائلا‏'‏ اقطن بقرية نيدة بمركز أخميم وسمعنا ان وتيرة العمل ستتسارع خلال الفترة المقبلة في المصانع مع ضخ مزيد من الاستثمارات مما يخلق فرص عمل للعديد من اهالي قريته بالمنطقة‏'‏
ثم تحدثنا الي سيد عثمان عامل بالمصنع من‏10‏ سنوات ويقطن بقرية كتكاتة بمركز ساقلتة وشاهد علي حال المصنع الذي تدهور بفعل تراكم المديونات علي صاحبه مؤكدا انه تم تصفية العديد من العمال ولكن من حسن حظه مازال يعمل بالمصنع ويتقاضي‏800‏ جنيه بدون زيادة منذ ثلاث سنوات‏.‏
ثم انتقلنا الي مصنع لأنابيب الغاز بمنطقة الكوثر ووسط انابيب الغاز كان يعمل حسن شعبان وكانت تمتلئ عيناه باليأس والاحباط توجهنا له وثبت لنا صدق شعورنا تجاهه فكشف عن ضيقه من العمل في المنطقة الصناعية وسعيه وراء الحصول علي فرصة عمل بالخارج فهو يقطن بقرية آبار الوقف بمركز اخميم ورغم توفير المصنع لوسيلة المواصلات الا انه يبحث ليلا ونهارا للحصول علي فرصة عمل بالخارج لعدم شعوره بالاستقرار كما اكد ان اغلب العمال لا يستمرون كثيرا بالمصانع خاصة ان هناك كثيرا من المصانع اغلقت ابوابها‏.‏
صعاب وفوائد وتعثر
ثم توجهنا الي زكريا السيد محمد‏-‏ مدير عام المصنع‏-‏ ويعمل بالمصنع منذ‏96‏ الذي يوفر فرصة عمل ل‏86‏ عاملا حوالي‏40%‏ منهم عمالة موسمية وتتغير باستمرار ولكنه يواجه العديد من الصعاب في مقدمتها ارتفاع فوائد البنوك وارتفاع الكهرباء بنسبة‏100%‏ والمياه حيث انه كان يدفع‏250‏ جنيها فاتورة مياه اما الآن فوصلت الي‏11‏ ألف جنيه في ثلاثة شهور فضلا عن صعوبة تركيب عدادات الكهرباء وارتفاع تكلفة تركيبها‏.‏
وبمقابلة ماجد رشدي محمود‏-‏ مدير المناطق الصناعية بسوهاج أكد ان وضع الاستثمار في سوهاج أصبح أفضل حالا وانتهت المرحلة الاولي في منطقتي غرب جرجا وطهطا وفي المرحلة الثانية بنسبة‏90%‏ والثالثة بنسبة‏70%‏ وتحتوي المناطق ما يقرب من‏199‏ مصنعا ب‏13‏ ألف عامل ويوجد بالمناطق عمال ومهندسين ودبلوم فني مع الاستعانة بعمالة موسمية ويتراوح اجر العمال من‏800‏ الي‏1500‏ جنيه وتخصص الاراضي ل‏100‏ مصنع شهريا وفي حالة عدم التزام اصحاب المشاريع تسحب الأراضي منهم وتكون نتيجة عدم دراستهم السليمة للمشروع وعدم الجدية في التنفيذ وسحبت في أخر فترة الأراضي من حوالي‏12‏ مستثمرا مؤكدا ان الزيادة المعلنة عن المياه سيعاد تسعيرها مرة أخري للمحافظات‏.‏ وحول اوضاع المستثمرين هناك استقبلنا محمود الشندويلي رئيس جمعية مستثمري سوهاج معربا عن سعادته بافتتاح المطار وطريق الصعيد البحر الاحمرولكنها لم تكتمل بسبب مشاكل المستثمرين المعلقة منذ عشر سنوات وارتفاع حالات التعثر بين المصانع الموجودة الي‏50%‏ مؤكدا ان المستثمرين القدامي عاشوا معاناة كبيرة عندما قرروا المخاطرة برأس مالهم في انشاء المصانع منذ‏17‏ عاما رغم عدم اكتمال البنية التحتية في المناطق الصناعية وصعوبة النقل والمواصلات ومياه الشرب والصرف الصحي وقلة اماكن للتسويق ومنافذ للتصدير وهو ما ادي الي تعثرهم في سداد اقساط البنوك ومنذ عام‏2000‏ توقفت البنوك عن اقراض المستثمرين مما ممثل صعوبة في استكمال باقي المشروعات ورغم تقديم بعض اصحاب المصانع توكيل بيع ورغم ذلك البنك لم يستجيب موضحا ان التعثر هو العقبة الرئيسية الآن أمام مصانع الصعيد ويهددها بالتوقف عن الانتاج والاستغناء عن العمالة المدربة التي يصعب توفيرها مؤكدا انه لولا تباطؤ خطوات انشاء طريق الصعيد البحر الاحمر والمطار لما تعرض هؤلاء المستثمرون للتعثر‏.‏
واضاف الشندويلي أن هناك العديد من المشكلات الجديدة التي تواجه المستثمرين مثل الضرائب العقارية التي تمثل أعباء جديدة غير المستحقة علي المستثمرين ومنها الأرض المخصصة للصناعت الثقيلة والملوثة التي لم يتمكن المستثمرون حتي الآن من تسلم الارض نظرا لعدم صدور قرار بمجانية الارض للمنطقة الصناعية‏(34)‏ بشرق دار السلام مع مماطلة الجهات المسئولة فضلا عن شكاوي متعددة من ارتفاع فواتير المياه منذ تسلم الشركة القابضة لمياه الشرب والصرف الصحي حيث تضاعفت فواتير المياه أكثر من أربعة وعشرين ضعفا وهو أمر مبالغ فيه جدا خاصة ان دورها يقتصر علي توصيل المياه من الخطوط الرئيسية الي داخل المصانع فقط ورغم ذلك الرسوم والتقديرات المالية عالية جدا وليس لها مبرر متسائلا كيف تستقيم امورالاستثمار والمستثمرين علي هذه الحال ؟ فهذه التكاليف الاضافية غير المبررة تحمل السلعة المنتجة أعباء جديدة تجعل أسعار هذه السلع غير قادرة علي المنافسة بالاضافة للأعباء الأخري التي تتحملها الشركات‏.‏
وأكد الشندويلي أن سوهاج كانت تعيش في عزلة عن العالم بسبب ضعف البنية التحتية للمحافظة ومشكلات التمويل الي أن بدأت الحكومة في برنامجها للترويج للاستثمار في الصعيد في السنوات الثلاثة الأخيرة ومن المتوقع زيادتها بعد افتتاح طريق صعيد‏-‏ البحر الأحمر الذي المتوقع ان يضاعف مساحة سوهاج من‏10‏ آلاف كم‏2‏ الي‏70‏ ألف كم‏2‏ مما سيكون له تأثير ايجابي علي معدل جذب الاستثمار ورفع مؤشر الثقة في الجدوي الاقتصادية للمشروعات في تلك المنطقة‏.‏
الدخول في الماضي
بالفعل بدأنا ولكننا لم نحقق طموحاتنا بعد فنحن نحتاج الي تركيزالاستثمارات في الصعيد لمعالجة تراكمات الماضي بهذه الكلمات بدأ اللواء محسن النعماني محافظ سوهاج حديثه معنا موضحا ان الصعيد واجه العديد من الصعوبات في مجال الاستثمار ولكنها بدأت تنهار واحدة تلو الاخري وكانت كبري المشكلات المواصلات خاصة مع وجود الهضبة الشرقية تمنع الوصول الي البحر الاحمر ولكن مع انشاء مطارسوهاج الدولي وطريق الصعيد البحر الاحمر اصبحت كل الطرق ممهدة و مزدوجة ووصلت الي نصف سوهاج موضحا أنه بدأ الاهتمام بالصعيد في الثلاث سنوات الاخيرة لخلق جو مناسب للاستثمار بالتعاون مع وزارة الاستثمار وهيئة التنمية الصناعية بتقديم الحوافزلتشجيع الاستثمارات الكبيرة ومنها تقديم‏15‏ الف جنيه منحة للمشروعات التي تتجاوز‏15‏ مليون جنيه ولكن مازالت المشروعات متناهية الصغر ومتوسطة هي المشروعات المنتشرة في المحافظة لذا لم يتمكن المستثمرون من الاستفادة بها‏.‏
وأضاف أن المناطق الصناعية في بدايتها لم تكن تمتلك البنية الاساسية القادرة علي الانتاج مثل كهرباء‏,‏ صرف صحي الا أن معدل انشاء المصانع الجديدة في سوهاج وصل الي‏20‏ مصنعا شهريا ويصل اجمالي عدد العمالة بالمناطق الصناعية الي‏10‏ آلاف عامل ومن المقرر زيادتهم الي‏20‏ الف عامل لأن حوالي‏86%‏ من مساحة المحافظة تضم مشاريع استثمارية ومن المقرر وصول الغاز بالمناطق الصناعية بعد المناطق السكنية وستكون البداية بالمصانع الأكثر احتياجا مثل مجمع للاسمنت مؤكدا ان منطقة الكوثر الصناعية تعرضت للتعثر نتيجة ارتفاع مصاريف النقل وصعوبة الاستيراد والتصديروعدم توفير البنية التحتية ولم يدرك المسثمرون طبيعة المنطقة حينها فتعثروا بفعل هذه المصاعب ولكنها أصبحت الآن أولي المناطق الصناعية بالمحافظة ومنطقة الاحايوة شبه كاملة ومرفقة اما غرب طهطا وجرجا فتجاوزت المرحلة الاولي فقط وجار استكمال باقي المراحل وتحتوي المناطق علي العديد من الأنشطة‏:‏ من صناعات غذائية ومصانع ملابس جاهزة وتجهيز الرخام والبلاط وأثاث وتجهيزات خشبية وصناعات كيميائية وبويات وتصنيع زراعي والات زراعية وأجهزة كهربائية ومصانع لانتاج البلاستيك والكارتون ومطابع ونجحت في عمليات التصدير الي الخارج والمنتجات المعدنية ومن اهم المصانع مصنع لأنابيب الاكسجين مع الاهتمام بصناعات التبريد والتغليف للاستفادة بطبيعة الطقس الخاصة بسوهاج مضيفا ان أهم اهتمامات المحافظة رفع مستوي المناطق الاثرية لجذب الاستثمارات خاصة ان سوهاج تمتاز باحتوائها علي خمس عصور أثرية والطرق المؤدية لها والاهتمام بالفندقة كما ان المحافظة تعد الان‏108‏ مشاريع في كافة المجالات من تعليم وصحة ومواصلات وتمنح المحافظة الأراضي مجانا بشرط ضمان جدية المشروعات بعقد جلسة مع ادارة المناطق الصناعية بالمنطقة ومدير الاستثمار ومتخصصين من المحافظة لتقييم المشروعات المقدمة‏.‏
وأكد اللواء النعماني ان‏100%‏ من الاستثمار في سوهاج مصرية وهناك عروض مقدمة وجار دراستها عن الاستثمار الاجنبي منهامشروع مصري الماني مشترك لتوليد الكهرباء بتكلفة تصل الي‏3‏ مليارات يورو فضلا عن التعاون مع البنك الدولي لتنفيذ القري المتخصصة بأن تكون قرية كاملة قائمة علي انتاج مشروعات متخصصة بالاضافة الي مشروع مدينة النسيج الذي سيضم‏12‏ مصنعا تضم‏30‏ ألف عامل‏.‏
ويضيف‏'‏ هناك اتجاه للحكومة للاهتمام بالصعيد بعد أن كانت مختزلة في القاهرة الكبري فقط واصبح هناك اهتمام كبير لجذب العمالة الي مصانع الصعيد بدلا من هجرتهم الي الخارج مشيرا الي انشاء‏14‏ مركز تدريب للعمالة مع مشاركة الشركات الكبري في التدريب ايضا وهذا للمساهمة في إيجاد عمالة ماهرة ومتخصصة مع خلق مجمع لخدمات الاستثمار بها‏.‏
‏(‏ بني سويف مدينة محظوظة
فيقول محسن الجبالي رئيس جمعية مستثمري بني سويف ان نسبة التعثرلا تتجاوز‏5%‏ ببني سويف فقبل الانتهاء من الطريق الصورة كانت قاتمة واسعار الكهرباء ارتفعت بنسبة تتراوح بين‏15‏ الي‏20%‏ والمياه‏50%‏ ولكن حجم المخاطرة برأس المال في الصعيد انخفض للصفر ولكن ما زالت الايدي العاملة غير مدربة وكل العاملين لا يشعرون بالاستقرار في المصانع ويعملون علي امل فرصة عمل في الخارج رغم وجود تأمينات واجور تبدأ من‏600‏ جنيه الي‏3000‏ جنيه موضحا ان الحكومة قدمت العديد من الوعود لتنمية الاستثمار في الصعيد ومن اهمها طريق الكريمات الذي يربط بني سويف بالقاهرة مختصرا نصف المسافة السابقة مما جعل بني سويف مدينة‏'‏ محظوظة‏'‏ وجعلها جاذبة للاستثمار مؤكدا ان هناك اقبالا كبيرا علي الاراضي بعد افتتاحه خاصة بعد الوعود بتيسيرات مالية تصل الي‏15‏ الف جنيه لكل فرصة عمل وبالنسبة لبني سويف‏7500‏ جنيه علي ان يتم صرفهم في صورة تخفيضات الضرائب والتأمينات والكهرباء ولكنها لم تنفذ الا علي‏10%‏ من المشروعات لان الشروط صعبة وهي الا يقل المشروع عن‏15‏ مليون جنيه وتلك المشروعات الضخمة ما زالت محدودة‏.‏
وتؤكد لمياء حمزة مديرة الاستثمار في بني سويف ان الاراضي تمنح مجانا وبعض منها الارض بالمجان والمرافق علي نفقة الدولة وفيما يخص الصناعات الثقيلة تمنح الارض مجانا والمرافق علي نفقة المستثمر بمقابل‏50‏ جنيها للمتر مع تقديم منحة التوظيف لاي مستثمر تتجاوز استثماراته‏15‏ مليونا علي كل عامل تصل الي‏7500‏ جنيه ويتقاضاها في شكل اعفاءات ضريبية او كهرباء ولكن ينقص المنطقة التمويل من صندوق دعم المناطق الصناعية لان قوائم الانتظار من المستثمرين مكتملة ويحتاجوا تسكين المشروعات في كوم ابوراضي وتصل اجمالي الاستثمارات في بني سويف الي‏7‏ مليارات ونصف المليار واجمالي المشروعات‏448‏ مشروعا وباكتمال المشروعات توفر فرصة عمل ل‏39‏ الي‏40‏ الف عامل والمشروعات الحالية تصل الي‏125‏ مشروعا بتكلفة تصل الي‏3.4‏ مليار جنيه والعمالة‏11‏ الفا و‏500‏ فرصة‏.‏
واوضح الدكتور سمير سيف اليزل محافظ بني سويف ان المنطقة بها‏8‏ مناطق صناعية منها متوسطي واخري صغيرة ومنهم مناطق بياض العرب في شرق النيل ومنطقة كوم ابو راضي في الواسطة وهناك اربع مناطق صناعية متخصصة في الصناعات الثقيلة من مواد البناء اسمنت وطوب وكل مصنع يستوعب‏1000‏ عامل و من المقرر انشاء‏448‏ مصنعا ويصل عدد المصانع المنتجة حاليا الي‏127‏ مصنعا و يستوعب‏11‏ الف عامل وتشمل الاستثمارات الصناعات الحديدية والمعدنية والخشبية ومواد غذائية واجهزة وصناعات ورقية ودواجن بتكلفة تصل الي‏4‏ مليارات جنيه وستصل الي‏12‏ مليار جنيه لبناء‏448‏ مصنعا بها‏70%‏ مشروعات مصرية و‏20%‏ عربي‏,10%‏ اجنبي ومن المقرر استخدامها للانتاج وللتصدير والتسويق المحلي مع فتح اسواق جديدة مع افتتاح طريق اسيوط البحر الاحمر لدفع حركة التصدير البحرية وتشجيع الاستثمار‏.‏
بروتوكول للتدريب
وعن تدريب العمالة اكد انه تم عقد بروتوكول مع مجمع مبارك كول للتدريب في المنطقة خاصة في مجال التصنيع مع منح الطلاب مرتبات شهرية لتشجيعهم‏.‏
واوضح ان الفترة القادمة تركزعلي التدريب الزراعي لانتاج زراعي نظيف من خلال عقد بروتوكول مع اتحاد جامعات غرب الوسط الامريكي‏'‏ ميوسا‏'‏ و مكاتب للتأهيل الوظيفي للمزارعين مع عمالة متخصصة في الزراعة النظيفة بعيدا عن بقايا
مبيدات مع توفير مياه الري والشرب والري بالغمر بدلا من الرش والتنقيط وشبكات الري الحديثة وانتاج الصوب الزراعية ومحطات تجهيز الخضار مع الاهتمام بخريجي المدارس الفنية للتغلب علي مشاكل النقل بالتوسع في مشروعات النقل الجماعي لنقل العمال الي الشركات مع الاهتمام بشبكات الطرق في اسيوط الشرقي
والغربي لتسهيل عمليةالاستثمار مع الاهتمام بمياه الشرب والصرف الصحي مؤكدا انه تم انفاق ما يزيد علي‏30‏ مليارا و‏450‏ مليونا علي الصرف الصحي ونصف مليار للبنية الاساسية للمناطق الصناعية لابد ان تكون مرفقة لتجذب المستثمرين من صرف صحي وغاز طبيعي وشبكة طرق مع توفير مستلزمات الانتاج وتوفير عمالة بعائد يصل الي‏500‏ جنيه وعقد‏3‏ سنوات بدلا من سنة مع التجديد وتوفير في التأمينات الصناعي والصحي وغذاء وانتقالات‏.‏ وطالب بضرورة ترسيخ فكرة العمل الحر لتستوعب الايدي العاملة مع عقود مضمونة حتي لا يشعر العامل بأنه علي كف عفريت‏.‏
وبسؤال مجموعة من المستثمرين في القاهرة عن مدي استعدادهم للاستثمار في الصعيد
اكد عادل المشد رجل اعمال ان اهم مشكلة تواجه الاستثمار في الصعيد هي ضرورة وجود مدن جديدة علي البحر الاحمر فالصعيد‏'‏ جغرافيته محدودة‏'‏ ويجب ضرورة ربطه بالضفة الشرقية من الصعيد مع توافر طرق تربطها مع البحر الاحمر مع توفير وسائل النقل والموانيء التي تربطها مع توفير عمالة مدربة تستطيع الانتاج مع تسهيل حركة الاستثمار هناك من اجراءات وتراخيص مع اعلان الرغبة في الاستثمار هناك اذا سهلت الاجراءات‏.‏
اما صبري فوزي رجل اعمال فيري ان الاستثمار في الصعيد يجب ان يرتبط بنوع الارض والمعادن في كل منطقة وان يعملوا علي استغلالها بشكل جيد مع توفير المواصلات والطرق لانه يري ان المواني حتي الان غير مجهزة للتصدير مع معاينة هندسية لهذه الطرق بشكل مستمر مع ضرورة التخطيط الجيد لهذه الطرق وعلي فترات زمنية محددة مع البعد عن الشروط البيروقراطية المتعسفة لانشاء المصانع هناك مع توفير العمالة الفنية المدربة ليجعلها جاذبة للاستثمار بشكل كبير مؤكدا انه فكر في الاقبال علي هذه الخطوة الا انه مازال مترددا‏.‏
ويؤكد هاني عزيز رجل اعمال ورئيس الشركة الدولية لخدمات الاستثمارات ان هذه الفكرة تأخرنا فيها لسنوات طويلة ولابد من التركيز عليها لان الصعيد كان مصدرا للعمالة المصدرة للخارج وللخليج والان اصبح الخليج لا يحتاجها مع ضرورة الاهتمام بمطارات اسيوط وسوهاج ووسائل النقل والطيران حتي يعجل التنمية وجذب المستثمرين وبالفعل نجحت الحكومة في تقديم الاراضي مجانا لهم مع توفير وسائل النقل والجذب المطلوبة مما ساعد المستثمر المصري والاجنبي علي الاقبال علي هذه الخطوة‏.‏
رأي الخبراء
ويري الدكتور مختار الشريف خبير اقتصادي ان الاستثمار في الصعيد كان مهمل منذ فترة واتجهت النظرة اليه مؤخرا مع الاهتمام بالبنية الاساسية بطريق يصل بين وادي النيل‏(‏ اسيوط‏,‏ قنا‏,‏ سوهاج‏)‏ والبحر الاحمر‏(‏ سفاجا‏)‏ بطول‏500‏ كم بتكلفة مليار‏,800‏ مليون جنيه والمشروع الثاني مطار مبارك بتكلفة‏400‏ مليار جنيه وهو رقم كبير مما يؤكد ان تكلفة البنية الاساسية مرتفعة جدا مع كباري وطرق وانشاء مطارات جديدة وتوسيع مطارات القديمة من الاقصر واسيوط وسوهاج والمنيا وانشاء كباري علي النيل تربط الضفة الشرقية بالغربية وتوفير ما تحتاجه المصانع من بنية اساسية متمثلة في الكهرباء والغاز وتجمعات سكنية واستصلاح اراض والاهتمام بالصناعات التعدينية وبميناء سفاجا ومنافذ التجارة المصرية مع دول شرق افريقيا ودول شرق اسيا وتطوير لميناء السويس وسفاجا يحتاج التطوير والتوسيع وأهم المشاكل التي تواجه الاستثمار في الصعيد النقل والمواصلات والاهتمام بالمناطق الصناعية وتذليل الصعوبات بها وتعاني منطقة الكوثر من انخفاض مستوي البنية التحتية خاصة عدم توافر الطاقة مع ضرورة الاهتمام بالمناطق الاثرية للدخول في دائرة التنمية المتكاملة مع توفير سبل الاستثمار هناك من سبل جذب فتصل مخلفات الردم الي‏48‏ مليون طن مما يؤكد خطورة ويعد الصعيد من أكبر نسب الفقر واكبر منطقة الاولي بالرعاية واعادة الحياة لها بشكل عام ولاكتمال جهود الاستثمار نحتاج الي وقت طويل لاثمار المجتمع والنجاح ولكن هذا لا يحتاج الي شهور عديدة ومن المعروف ان الوضع سيئ جدا في الصعيد ومنطقة طاردة لسكانها ونحتاج الي عمالة تذهب هناك‏.‏
واوضح الدكتور محسن الخضيري استاذ الاقتصاد بعين شمس ان الصعيد مهمل بشكل كبير واتجهت الدولة الي خروج للاعتماد علي القطاع الخاص ولكن آن الاوان للتوقف عن ذلك لانه ثبت عدم قدرته لوحده علي القيام بالاستثمارات الجديدة فلابد الاهتمام باعتماد الدولة علي التخطيط المتكامل لهذه المصانع والاقاليم المصريةوالاستغناء عن مثل هذا الدور بهذه الخطورة والاهمية فالدولة لها يدان وهما القطاع العام والخاص وعدم مشاركة القطاع العام يعد اختزالا في توزيع الاستثمارات وابتعاد الدولة عن الاستثمار فيجب كلاهما يشجع الاخر في مجالات انتاجية فعالة ولكي تكون الدولة فعلا قادرة علي الاستثمار في الصعيد فعليها الا تتعامل مع الصعيد علي انه جمهورية مستقلة وتعطيه اولوية في قطاعها العام‏.‏
ويري الدكتور سعيد عبد الخالق استاذ الاقتصاد بجامعة القاهرة ان فكرة الاستثمار في الصعيد تحقق عدالة التوزيع فكان التركيز الاكبر في الفترة السابقة علي القاهرة الكبري فقط والتركيز علي الصعيد يحقق توازنا في التنمية والاستثمار ايا كان موقعهم الجغرافي مع ضرورة توفير البنية الاساسية من كهرباء ومطارات وطرق مع توفير التمويل الذي يغطي حركة التطوير لعشرات السنوات مع الابتعاد عن فكرة ان الصعيد طارد للسكان مع توفير الخدمات وفرص العمل ليكون جاذبا للسكان‏.‏
واقترح الدكتور عبد الخالق فكرة تطبيق الحكم المحلي بأن تكون لكل دولة الخدمات الخاصة بها وتتناسب خطة التنمية مع ظروفهما البيئية وتوفير خدمات مركزية بالمناطق مثل استخراج جوازات السفر ليحصل علي الخدمة اينما كان فهذا يحقق تنمية اسرع مع خطة نوعية علي مستوي القطاعات وان تتركز الاستثمارات علي خلق فرص عمل للامام والخلف وتكون متكاملة مثلا مصانع لصناعة الادوية و الزجاجات المستلزمة لها موضحا اننا نحتاج مناطق حرة للتصدير والاهتمام بالتصنيع الزراعي ليعطي له قيمة منتجة مع توفير ما يحتاجه المستثمر من خدمات وعمالة مدربة وتوفيرها في السوق المحلية ومنحه امتيازات اضافية من خفض الضرائب واسعار الاراضي لتكون حافزا علي الاستثمار هناك ورفع المستوي الاجتماعي والمعيشي للمواطنين لوقف الهجرة الداخلية‏.‏
وتري الدكتورة يمن الحماقي وكيلة اللجنة الاقتصادية بمجلس الشوري ان الصعيد يحظي بحقه والاهتمام خاصة بعد تقديم الحوافز للاستثمار هناك فالاستثمار لم يكن يحظي بأهمية هناك ولكن مع افتتاح طريق الصعيد البحر الاحمر يؤدي الي سهولة في التصدير وساعد علي تقريب المواني فالصعيد حائز بالاهتمام لكن ما زال يفتقر الي تفعيل القرارات المتخذة بها مع ضرورة تطبيق هذه القرارات وهناك معوقات مثل تسقيع الاراضي وافتقاد العمالة المدربة وعجز مراكز التدريب والاجهزة التكنولوجية بالاضافة الي التعقيدات البيروقراطية في العديد من الوزارات والدراسات الميدانية مع التسويق الداخلي والخارجي فالصعيد من أغني المناطق في مواردها ولكنها مازالت غير مستغلة‏.‏
للتعثر أسباب
ولمعرفة اسباب تعثر المستثمرين في وجه قبلي ومدي امكانية تسوية مديونياتهم أكد حافظ الغندور نائب رئيس البنك الأهلي ان نسبة التعثر في وجه قبلي أقل بكثير مقارنة بباقي المجتمعات الاخري لان الصعايدة لا يتقبلون فكرة التهرب من مديونياتهم وحريصون دائما علي تسويتها باستمرار وما تعرض له المستثمرون في منطقة الكوثر أمر استثنائي لانها لم تكن تمتلك منظومة متكاملة من مرافق ووسائل نقل متاحة ومشاكل تسويقية وبانشاء مطار سوهاج وطريق صعيد البحر الأحمر ستتغير نظرة الاستثمار في الصعيد مما يخلق فرصة جيدة للاقبال علي الصعيد ووفود الايدي العاملة وتشجيع رأس المال الوطني وتدفقها من والي الصعيد مؤكدا ان نسبة المخاطرة برأس المال ستتلاشي نهائيا وسيقبل المستثمرون علي التوسع في استثماراتهم خاصة مع التوسع في انشاء فروع للمؤسسات الحكومية لتسهيل الاجراءات موضحا ان مشاكل المستثمرين القدامي لن تحسم بين يوم وليلة وان التمويل في وجه قبلي مازال يواجه العديد من المشاكل نتيجة التشدد في منح الائتمان وهذا يحتاج الي اعادة هيكلة البنوك هناك والتوسع في انشاء فروع جديدة‏.‏


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.