الارهاب الدولي لن يتلاشي برفع أوباما لأعداد جنوده في افغانستان وارساله30 ألف جندي أمريكي اضافي الي افغانستان, لكن لا بد من معرفة اسباب الارهاب اولا حتي نتمكن من علاجه. والسبب الرئيسي للارهاب كما يؤكده عضوالبرلمان الالماني السابق وخبير القانون الدولي د. يورجين تودنهوفر في مقال نشر مؤخرا في صحيفة نيويورك تايمز الامريكية, وعلي موقعه الالكتروني الخاص تحت عنوان السياسة الامريكية والحكومات هو تواصل الظلم الذي يمارسه الغرب تجاه العالم الاسلامي. ويشبه د.تودنهوفر الظلم الذي يتعرض له المسلمون بمثابة' جهاز الانعاش' للارهاب الدولي فكلما هدأت وطأة الارهاب في العالم نسبيا أشعلته الحروب الظالمة مجددا علي دول اسلامية دون مبرر ويري ان السبيل الوحيد لوقف ايدولوجية الارهاب هو تحقيق سلام عادل في افغانستان والعراق وفلسطين علي وجه التحديد. تفريخ الارهابيين و د.تودنهوفر خبير القانون الدولي, الذي درس في جامعات ميونخ وباريس وبون يري الارهاب الدولي أوبالتحديد ارهاب تنظيم القاعدة انه قد اصبح' ماركة مسجلة' كأسطورة من صنع الغرب لتبرير حروبه الاستباقية. وقال إن علاقة افغانستان بالارهاب جزء من الماضي بعد ان دمرت معسكرات تدريب القاعدة الارهابية بالكامل في افغانستان منذ فترة طويلة ولم يعد لها مصادر تمويل علي الاطلاق, ووصف عمليات الغرب في افغانستان بانها مجرد برنامج لتفريخ الارهابيين في العالم باكمله, مؤكدا ان ارهاب القاعدة لم يعد تحت سيطرة بن لادن المركزية وانما هو ارهاب محلي يعيش في دول الغرب ذاتها ويهددها كل يوم وهو من نتاجها. ويستشهد في مقاله بتصريحات وزراء خارجية امريكا وألمانيا كلينتون وسترويل بتبرير وجود هذه الاعداد الهائلة من الجنود في افغاستان لشعبيهما بأن حرب أفغانستان لابد ان تظل مستمرة لأطول فترة خوفا من عودة القاعدة الي أفغانستان وهو تأكيد قاطع منهما أن القاعدة لا وجود له في افغانستان حاليا, وبالتالي فان وجود هذه الجيوش لا مبرر له في الوقت الذي يصرح فيه أوباما بان هدفه من هذه الحرب هو اقتلاع القاعدة من جذورها في افغانستان! د.تودنهوفر الذي قضي في البرلمان الالماني18 عاما علي مدار5 فترات انتخابية متتالية عن حزب الاتحاد الالماني المسيحي الديمقراطية وشغل خلالها منصب المتحدث باسم السياسات التنموية في العالم قد تعرض في مقاله للمهزلة التنموية في افغانستان مدعما رأيه بالارقام والاحصاءات الصادمة حيث ثبت أن ثلث الشعب الافغاني يعاني من الجوع وان75% منه محروم تماما من مياه الشرب الصالحة وان نسبة وفيات الامهات والاطفال تعد من اعلي النسب في العالم كما ان ثلثي الفتيات لا يحصلن علي اي تعليم مع انه من المفترض ان يكون أكبر التركيز عليهن في خطط البلاد التنموية, كذلك أكد مؤشر التنمية البشرية للأمم المتحدة أن أفغانستان قد تراجعت تحت الاحتلال6 مرات عن موقعها السابق لتحتل بذلك المرتبة قبل الاخيرة في التنمية وتأتي النيجر بعدها مباشرة من مجموع182 دولة, وهو ما يعني أن الولاياتالمتحدة لا تولي اعمار افغانستان اهمية في الوقت الذي تنفق فيه المليارات علي العمليات العسكرية. التفاوض لا القصف ويبرز د.تودنهوفر ابرز المنتقدين للحروب التي قادتها الولاياتالمتحدةالامريكية ضد افغانستان والعراق فن الدبلوماسية في التعامل مع الازمات عوضا عن الحروب التي كانت السبب في استشراء الارهاب في العالم ويقدم بدائل سلمية لسياسة أوباما يجملها في عدة نقاط اولها تغلب السياسة علي الحلول العسكرية وهو ما ينتظره العالم من اوباما حاليا' فالدبلوماسية الوقائية خير من الحروب الاستباقية'. ناصحا أوباما بأخذ مبادرات تفاوض طويلة الأمد علي عاتقه بين أفغانستان وجيرانها( باكستان, الهند, ايران, روسيا) داخل مجلس الامن الدولي. كما دعا الكاتب الي ضرورة التفاوض مع طالبان وقدم ارقاما لاعداد هائلة من الجنود الامريكيين وقوات حلف شمال الاطلنتي ستصل الي ما يقرب من140 ألف جندي من43 دولة في مواجهة قوات طالبان والتي لا تتعدي في مجملها15 ألف جندي وقال ان' من يطلب السلام الحقيقي عليه ان يعرف ايضا فنون التفاوض مع العدو' كما طالب امريكا بالانفاق علي التعليم في افغانستان للنهوض بالتنمية. وقد انهي د.تودنهوفر نصائحه لأوباما وقال ان عليه ان يقود عملية انسحاب قوات الناتو من افغانستان خلال الثلاث سنوات القادمة كحد اقصي بافساح الطريق لاجراء انتخابات حرة نزيهة في البلاد بعد ثلاثين عاما من الحرب والدمار.