يلتئم شمل قادة وزعماء الدول الإسلامية في قمتهم العادية الثانية عشرة التي تعقد غدا الاربعاء التي سيرأسها الرئيس الدكتور محمد مرسي بعد أن يتسلم رئاستها من الرئيس السنغالي في الجلسة الافتتاحية، وقد تسلم محمد كامل عمرو وزير الخارجية رئاسة الاجتماع من وزير خارجية السنغال وذلك في الجلسة الافتتاحية لاجتماع الوزراء الذي عقد أمس بأحد الفنادق الكبري بمنطقة التجمع الخامس شرق القاهرة وتم في مستهل الجلسة اعتماد وزراء الخارجية لتشكيل هيئة مكتب القمة برئاسة مصر وعضوية كل من فلسطين وباكستان وأوغندا وأنتخبت السنغال, رئيسة القمة الإسلامية الحادية عشر مقررا وانتخاب أوغندا في هيئة مكتب القمة الامر الذي أثار اعتراض السودان التي سارع رئيس وفدها الي الوزاري الاسلامي وسفيرها لدي السعودية ومندوبها الدائم لدي منظمة التضامن الاسلامي السفير عبد الحافظ ابراهيم بتسجيل اعتراض بلاده علي انتخاب أوغندا مبررا ذلك بما وصفه بانتهاكها لميثاق منظمة التعاون الاسلامي. وفي كلمته عقب تسلمه الرئاسة أشار محمد كامل عمرو وزير الخارجية الي أن هذا الاجتماع- والذي يعقد تحت عنوان العالم الإسلامي: تحديات جديدة وفرص متنامية يسلط الضوء علي التحديات التي تواجه العالم الاسلامي, في زمن تزداد فيه بؤر الصراع السياسي اشتعالا والتحديات الاقتصادية ضراوة حيث تقع القضية الفلسطينية علي رأس التحديات التي تواجه العالم الاسلامي علي المستوي السياسي موضحا أنها ما زالت حجر الزاوية لتحقيق الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط. ودعا عمرو الي ضرورة أن تتواكب قرارات الاجتماع مع التطورات السريعة والتوسع المحموم في بناء المستوطنات علي الأراضي الفلسطينيةالمحتلة بما فيها القدسالشرقية والذي زادت وتيرته عقب حصول فلسطين علي وضعية الدولة المراقب غير العضو بالأمم المتحدة مشيرا الي أنه انطلاقا من التزامها بمساندة الأشقاء الفلسطينيين في محنتهم. فقد خصصت مصر جلسة خاصة في أعمال القمة غدا الاربعاء ليتداول فيها قادة الدول الاسلامية حول الخيارات المتاحة لمواجهة سياسات الاستيطان الإسرائيلية... والتصدي لمحاولات تهويد القدسالمحتلة وعزلها عن محيطها الفلسطيني. ورأي عمرو أن قمة القاهرة الاسلامية تشكل فرصة جديدة للتأكيد علي الأولوية البالغة التي نوليها لعقد المؤتمر الخاص بإخلاء الشرق الأوسط من الأسلحة النووية وأسلحة الدمار الشامل الأخري, والذي كان من المقرر عقده في2012 في فنلندا, في أسرع وقت ممكن, تنفيذا لما توافقت عليه الدول أعضاء معاهدة عدم الإنتشار النووي خلال مؤتمر مراجعة المعاهدة عام.2010 وأعرب وزير الخارجية عن أمله في أن تفضي المناقشات المستفيضة حول آليات التعامل مع التحديات الناشئة في الجوانب التعليمية والثقافة الدينية في الأمة الإسلامية وإلي صياغة أفكار مشتركة تعزز الجهود الرامية إلي تأكيد حقيقة أنه ليس هناك تعارض بين الإسلام ومؤسسات الدولة الحديثة ونبذ الصورة السلبية للدين الإسلامي وللمجتمعات الإسلامية في خارجها. وكان أمتر ماديكي وزير خارجية السنغال قد أشار- في كلمته التي افتتح بها أعمال الوزاري الاسلامي- الي أن هناك تحديدات جديدة تفرضها الأزمة الحالية في مالي داعيا ضرورة مواجهة التطرف و العمل علي الحد منه في القارة السمراء, موجها الشكر لفرنسا علي دورها العسكري و تدخلها الأخير وقال: نحن ندعم هذا الدور الفرنسي من أجل اعادة الوحدة الاقليمية في مالي, مطالبا الرئاسة الجديدة للقمة الإسلامية بالسعي قدما نحو دعم وضعية الدول الاسلامية. وأوضح ماديكي الي أنه خلال ترأس السنغال للمنظمة واجهت العديد من التحديات التي يجب التغلب عليها, مشيرا الي ميثاق قمة داكار الذي دفع جهود المنظمة و فعل دورها في محاربة الفقر و زيادة الاستثمارات المشتركة مؤكدا دور المنظمة في دفع القضية الفلسطنية ووصولها الي الاممالمتحدة ومن جهته, أكد أكمل الدين إحسان أوغلو الأمين العام لمنظمة التضامن الاسلامي أن قمة القاهرة الإسلامية تعقد في ظروف دقيقة وحرجة تمر بها أجزاء من دول العالم الإسلامي, وقال نحن نعيش في فترة من أدق تاريخنا منذ نهاية الحرب العالمية الأولي, حيث هناك دوافع من الداخل والخارج تؤدي الي أزمات تعاني منها شعوبنا ككل. وأشار إحسان أوغلو الي أن خير ضمان لتجاوز هذه الازمة هو التعاون السياسي والاقتصادي بين دول العالم الاسلامي, أشار إلي أنه في ضوء تلك المعطيات فإن القمة تكتسب أهمية خاصة مشيرا الي إستمرار تدهور الاوضاع في سوريا, مؤكدا ضرورة الخروج بموقف قوي وموحد لرفع المعاناة عن الشعب السوري وأشار إلي تطورات القضية الفلسطينية, مطالبا القمة بتبني استراتيجية واضحة للدفاع عن القدس, منوها كذلك بعقد جلسة خاصة لبحث المسألة في اليوم الأول من القمة الإسلامية التي تبدأ أعمالها غد ا بدعوة من مصر. وحذر إحسان أوغلو, الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي من تنامي ظاهرة التطرف والعنف في مناطق واسعة من العالم الإسلامي, مشددا علي ضرورة قيام الدول الأعضاء بالعمل جنبا إلي جنب للقضاء علي التطرف والغلو, مذكرا بما نص عليه برنامج العمل العشري الصادر عن قمة مكةالمكرمة الاستثنائية الثالثة, في2005, والذي طالب بانتهاج الوسطية والاعتدال وتوجه الأمين العام للمنظمة بالشكر إلي كل من مصر, حكومة وشعبا, علي حسن وفادتها, وتنظيمها المؤتمر, كما أعرب عن شكره لجمهورية السنغال علي ترؤسها الدورة الحادية عشرة للقمة الإسلامية, وأشاد بعقد القمة الاستثنائية الرابعة في مكةالمكرمة, في شهر رمضان الماضي, معربا عن شكره وامتنانه لخادم الحرمين الشريفين, الملك عبد الله بن عبد العزيز, علي دعمه الدائم لعمل المنظمة.