أعرب وزير الخارجية محمد كامل عمرو عن أمله في نجاح الدول الأعضاء بمنظمة التعاون الإسلامي فى بلورة خطة عمل لتكثيف العمل السياسي وتعزيز التعاون الاقتصادي المشترك في مواجهة التحديات التي نواجهها. وقال عمرو ? في كلمته أمام الجلسة الافتتاحية لاجتماع وزراء خارجية الدول الأعضاء بمنظمة التعاون الإسلامي التي بدأت أعمالها اليوم الاثنين بالقاهرة – إن القضية الفلسطينية تقع على رأس التحديات التي نواجهها على المستوى السياسي ...مؤكدا أنها تعد حجر الزاوية لتحقيق الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط ... بل والعالم أجمع .
وشدد على ضرورة أن تتواكب قرارات الدول الإسلامية مع التطورات السريعة والتوسع المحموم في بناء المستوطنات على الأراضي الفلسطينيةالمحتلة ... بما فيها القدسالشرقية... والذي زادت وتيرته عقب حصول فلسطين على وضعية الدولة المراقب غير العضو بالأممالمتحدة ..
وقال أكمل الدين إحسان أوغلي أمين عام منظمة التعاون الإسلامي إن المنظمة تتعامل مع التحديات في العديد من الدول مثل اليمن ، والنيجر والصومال، ومشكلات قبرص التركية.
ولفت إلى أن هناك ظاهرتين خطيرتين يجب التعامل معهما..الأولى هي "الإسلاموفوبيا" التي تمثل تحديا للعالم الإسلامي من خارجه، مشيرا إلى أن المنظمة بذلت جهودا كثيرة في هذا الصدد.
وأضاف أن الاقتراحات التي قدمها في المجلس الدولي لحقوق الإنسان ، قبلت كأساس لقرار دولي بشأن هذه القضية، وبهذا انتهت المواجهة بيننا وبين الدول الغربية في هذا الشأن ، والمرحلة الحالية نتجه نحو تطبيق هذه القرارات ، وتحولت المواجهة إلى تنسيق المواقف مثلما حدث في اجتماع اسطنبول .
وأوضح أوغلى أن الظاهرة الثانية هي التطرف والجنوح واللجوء للعنف باسم الدين ، مشيرا إلى أن الحل للتعامل مع هذه الظاهرة هو الخطة العشرية التي قررتها قمة مكة في عام 2005 ، التي كرست للأفكار الوسطية ، وقال "أرجو أن نعمل على القضاء على الجنوح والتطرف واستخدام السلاح باسم الدين".
ونوه باتساع الأنشطة الاقتصادية للمنظمة ، وكذلك في المجال العلمي والثقافي ، وقال "لقد أصبحت المنظمة شريكا فاعلا في المحافل الدولية ، ولاعبا مهما لحل قضايا العالم الإسلامي" ، مشددا على أنه كلما أعطت الدول الأعضاء دعما للمنظمة كلما استطاعت أن تقوم بدورها في حل المشاكل .
وأكد أن كل هذه الأنشطة والإنجازات تعكس أن المنظمة تقف على أرض صلبة لأنها تمثل العالم الإسلامي وشريكا فاعلا في المجتمع الدولي ، وقال إننا نسير على طريق واع لتعزيز العمل الإسلامي المشترك لنضمن للعالم الإسلامي موضعا مشرفا في المجتمع الدولي ، ونرجو من اجتماعنا أن يقطع شوطا بعيدا في تحقيق هذا الهدف الأسمى.
ووجه أوغلى الشكر لمصر وشعبها المضياف وكذلك لوزارة الخارجية المصرية لجهودها في الإعداد للقمة الإسلامية ، كذلك وجه الشكر للسنغال الرئيس السابق للمنظمة على جهودها خلال الفترة الماضية والتي تم خلالها وضع الميثاق الجديد للمنظمة.
وأشاد بالقمة الإسلامية الاستثنائية التي عقدت مؤخرا في رمضان الماضي بالسعودية برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبدالعزيز والتي اتخذت قرارات هامة.
وأكد وزير خارجية السنغال مانكور ناداي أن رئاسة بلاده للدورة ال11 لمنظمة التعاون الإسلامي ، واجهت العديد من التحديات لإصلاح المنظمة ومحاربة الفقر ، وزيادة التجارة البينية بين الدول الأعضاء ونشر الثقافة المشتركة.
واستعرض ناداي ? فى كلمته الافتتاحية لاجتماع مجلس وزراء خارجية الدول الأعضاء في المنظمة اليوم الاثنين - الجهود التي بذلتها بلاده خلال السنوات الثلاث الماضية لتنفيذ التوجهات الجديدة للقمة الإسلامية التي تم تحديدها في قمة داكار والتي تبنت ميثاقا جديدا للمنظمة.
ونوه بالقمة الطارئة التي دعا إليها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز في أغسطس الماضي في مكةالمكرمة لتفعيل التضامن الإسلامي وفتح آفاق جديدة أمام التعاون المشترك بين دول المنظمة.
وقال إن السنغال ترأست عام 1975 لجنة التضامن مع الشعب الفلسطيني ودعمت مساعى فلسطين للانضمام إلى الأممالمتحدة ، مشيرا إلى أن المنظمة تواجه تحديات مهمة تتمثل في "الإسلاموفوبيا" والإرهاب ويجب على الدول الأعضاء في المنظمة أن تنطلق في هذا الطريق لمواجهة كافة التحديات خاصة ما تتعرض له مالي حاليا.
وفيما يتعلق بالأزمة في مالي.. دعا الوزير القمة الإسلامية إلى اتخاذ كافة الإجراءات التي من شأنها أن تعيد الوحدة الإقليمية إلى مالي وتؤكد تضامن الدول الأعضاء مع مالي ، معربا عن شكره لفرنسا للجهود التى تبذلها في مالي..ونرجو لهذا البلد أن يستعيد الأقاليم الشمالية ومواجهة القوى الإجرامية .
وأعرب عن تهنئته لمصر التي ستتولى رئاسة الدورة الحالية ، وعن أمله فى أن تقود مصر دفة التعاون الإسلامي .
وحول الأزمة السورية .. قال ناداي إن أعضاء المنظمة يبحثون عن إيجاد تسوية للقضية السورية ويسعون إلى توفير المساعدات الإنسانية للاجئين السوريين عن طريق مساعدة الدول المضيفة لهم .
وتم تلاوة اقتراح بانتخاب مصر رئيسا لهيئة مكتب المنظمة إضافة إلى عضوية كل من فلسطين وباكستان وأوغندا..كما تم انتخاب السنغال ، رئيسة القمة الإسلامية ال11 ، مقررا لهيئة المكتب .
وتم تسليم مصر رئاسة القمة ال12 من السنغال حيث تولى محمد كامل عمرو وزير الخارجية رئاسة الدورة وفور ذلك طلب من الصحفيين والإعلاميين مغادرة القاعة ،إيذانا ببدء جلسة مغلقة وتم رفع الجلسة الافتتاحية العلنية .