في القاهرة ولأول مرة تعقد منظمة التعاون الإسلامي اجتماعها الثاني عشر وسط جو من التحديات التي تواجه العالم الإسلامي، ووسط آمال وطموحات لمواكبة التطور العلمي والتكنولوجي، وفي ظل تغير المشهد السياسي في المنطقة العربية، خاصة بعد اندلاع ما يُعرف ب "ثورات الربيع العربي"، والتي وقعت أحداثها في كل من تونس ومصر وليبيا واليمن وسوريا. يأتي انطلاق فعاليات تلك الدورة تحت شعار "العالم الإسلامي .. تحديات جديدة وفرص مُتنامية" وذلك بمُشاركة نحو 26 رئيس دولة من الدول الأعضاء، ويفتتح الرئيس المصري محمد مرسي أعمال القمة بكلمة يتناول فيها قضايا العالم الإسلامي، كما يتسلم رئاسة القمة من السنغال للسنوات الثلاث القادمة "2013-2016"، فيما تتولى جيبوتي رئاسة المجلس الوزاري بالمنظمة. وسوف يرأس الرئيس الإيراني محمود أحمدى نجاد سيرأس وفد بلاده في القمة الإسلامية المُقرر عقدها يومي الأربعاء والخميس المُقبلين، حيث تعد هذه الزيارة هي الأولى لرئيس إيراني لمصر منذ قيام الثورة الإيرانية عام 1979. وسوف يتداول قادة الدول الأعضاء في المنظمة عددًا من الموضوعات السياسية ذات الأهمية للعالم الإسلامي، وعلى رأسها القضية الفلسطينية والاستيطان الإسرائيلي والمسائل السياسية ذات التأثير على دول المنظمة، ومواجهة ظاهرة ازدراء الأديان السماوية، ،ومُكافحة ظاهرة الإسلاموفوبيا، والنظر في أحوال الجماعات والمجتمعات المسلمة في الدول غير الأعضاء، وعدد من المسائل الاقتصادية والاجتماعية والثقافية المُتعلقة بتعزيز جهود مُكافحة الفقر وتسريع وتيرة التنمية وتحسين الأوضاع المعيشية للمسلمين وتدارس التحديات التي تواجه الأمة الإسلامية بشكل عام، وسُبل التعامل معها وحماية مصالح دول المنظمة. كما تناقش الاجتماعات الأزمة السورية - رغم غياب سوريا التي تم تعليق عضويتها في قمة مكةالمكرمة خلال أغسطس الماضي - والصراع في مالي وقضايا الصومال وأفغانستان والسودان والأوضاع في جامو وكشمير، وذلك تحت بند "بؤر الصراع والنزاع في العالم الإسلامي" .. إضافة إلى القضية الفلسطينية ومسألة ترشيح أمين عام جديد للمنظمة خلفًا للبروفيسور أكمل الدين إحسان أوغلي، الذي تنتهى مدته نهاية العام الجاري. يسبق القمة اجتماعات كبار المسئولين لدول المنظمة يومي 3،2 فبراير/شباط 2013 لمُراجعة الإعداد لاجتماع وزراء خارجية دول منظمة التعاون الإسلامي الذي يُعقد يومي 5،4 فبراير/شباط 2013 بغرض الإعداد النهائي للقمة الإسلامية الثانية عشرة ومناقشة كافة الموضوعات المطروحة على جدول أعمال القمة الإسلامية، ومشروع البيان الختامي الذي سيعتمده القادة في ختام أعمال القمة. ومن جانبه قرر الاجتماع التحضيري لكبار المسئولين للقمة الإسلامية ال 12، الذي بدأ أعماله في وقت سابق، انتخاب مصر رئيسًا لهيئة مكتب منظمة التعاون الإسلامي، إضافة إلى عضوية كل من فلسطين وباكستان وأوغندا، كما تم انتخاب السنغال، رئيسة القمة الإسلامية ال 11، مُقررًا لهيئة المكتب.