هؤلاء الذين يفتون بتجريم وتحريم الإبداع يتجاهلون أحد أهم مبادئ الشريعة الإسلامية التي تعطي للإنسان الحق في أن يفكر كما يشاء وهو آمن من التعرض للعقاب أو المساءلة علي هذا التفكير حتي لو امتد تفكيره لإتيان أعمال تحرمها الشريعة الإسلامية.. والعلة في ذلك أن الشريعة لا تعاقب الإنسان علي أحاديث نفسه ولا تؤاخذه علي ما يفكر فيه من قول أو فعل محرم وإنما تؤاخذه علي ما أتاه من أقوال وأفعال محرمة تأسيا بالحديث النبوي الشريف:' إن الله تجاوز لأمتي عما وسوست أو حدثت به ما لم تعمل به'. إن حرية الإبداع تمثل رافدا أساسيا من روافد حرية الاعتقاد التي تؤمنها الشريعة الإسلامية وتصونها إلي آخر مدي فلكل إنسان أن يعتنق من العقائد ما يشاء وليس لأحد أن يحمله علي ترك عقيدته أو اعتناق غيرها أو يمنعه من إظهار عقيدته. و ليس أدل علي جدية الشريعة الإسلامية في إقرار حق حرية التفكير وحرية الاعتقاد من تأكيد حق حرية التعبير والذي ينتقل بتفكير الإنسان, واعتقاده إلي دائرة العلن لكي يكون ذلك بمثابة إشهار لصحة الحق في التفكير والحق في الاعتقاد والحق في الإبداع! و لا شك في أن ضمانات الشريعة الإسلامية لحق حرية التعبير تستهدف نشر قيم الإخاء والحب والمودة والاحترام بين الناس جميعا من خلال منهج للحياة يقوم علي العلم والعمل والعدل والأمل لإعلاء قيمة العقل البشري وضمان حرية الإنسان. و ظني أن مصر لن تسمح تحت أي مسمي بإطفاء مصابيح الإبداع! خير الكلام: النار لا تمتد إلي جذور الأشجار ولهذا تنبت الأغصان من جديد! [email protected] المزيد من أعمدة مرسى عطا الله