بعيدا عن الدخول في دوائر الجدل الدائر حول الحريات في المجتمع وما يتردد من مخاوف بشأن احتمالية وضع قيود علي حرية الرأي وحرية الإبداع تحت مظلة من الدعاوي المغلوطة باسم الدين لابد من لفت انتباه الكافة إلي أن الشريعة الإسلامية تحرض البشر علي الاستمساك بالحق الواضح الصريح في ممارسة حرية التفكير وحرية الاعتقاد وحرية التعبير وجميعها تصب تلقائيا في خانة حرية الإبداع. ومن يراجع منهج الحوار طبقا لنصوص الشريعة الإسلامية يجد أن هذا المنهج يتفوق في شروطه وضوابطه علي أعظم ما في الديمقراطيات الحديثة من حريات وحقوق وحماية حق إبداء الرأي في كافة المجالات. إن مبادئ الشريعة الإسلامية- التي ظلت- في كل العصور عنوانا رئيسيا للدستور المصري- هي المحرض الأول للإنسان علي التمسك بحقه الكامل في امتلاك حرية التفكير انطلاقا من جوهر الدعوة الإسلامية باتجاه الرغبة في تحرير العقل البشري من الأوهام والخرافات التي كانت سائدة في ظل الجاهلية! وأيضا فإن مبادئ الشريعة الإسلامية هي أكبر داعية لنبذ كل ما لا يقبله العقل من خلال تشجيع الإنسان علي ضرورة التفكير في كل شيء وعرضه علي العقل فإن آمن به العقل كان محل إيمان وإن رفضه العقل وكفر به كان محل رفض بغير نقاش. ومن عباءة المبادئ السامية للشريعة الإسلامية خرجت الثقافة الإسلامية الرفيعة التي هي أبعد ما يكون عن هوجة الفتاوي الباطلة المنتشرة هذه الأيام ترتدي- كذبا- مسوخ الدفاع عن الإسلام بينما هي بجهلها وسطحيتها تمثل أكبر إساءة للإسلام. وغدا نواصل الحديث
خير الكلام: يارب إذا أعطيتني قوة لا تأخذ عقلي! [email protected] المزيد من أعمدة مرسى عطا الله