نحن حاليا فى الشهر الكريم وأيضا نقول فى شهر المسلسلات والتليفزيون وما لفت نظرى بل واستفزنى أننى لا أجد أياً مما تثيره الإعلانات التى تبث عبر الشاشة الصغيرة. هذه الإعلانات التى كما لو كانت تقدم تحت بند الإهانة.. الإهانة للمتلقى المشاهد الذى يحاول جاهدا أن يستمتع أو مجرد أن يتعرف على ما تقدمه الشاشة فى هذا الذى نعتبره موسما للتليفزيون. مشهد من إعلان لأحد المنتجات قديما ما إن تدير محرك التليفزيون حتى تفاجأ بإعلان يتلوه إعلان ثم إعلان آخر وهكذا. أصبح من الصعب كما تعودنا فى الماضى أن نتعرف على موعد هذا البرنامج أو هذا المسلسل لأن مساحة الإعلانات تزايدت بشكل لم يسبق له مثيل من قبل ومن هذا أصبح التحكم فى الوقت الحقيقى لإذاعة البرنامج أو المسلسل غير معروف أو على الأقل هناك مدد تمتد أحيانا عشر دقائق عن الموعد المحدد والموعد المتفق عليه والموعد المعلن. وهذا أمر طبيعى حينما نجد أن وقت الشاشة يكاد يختفى إلا من الإعلانات حتى إن بعض هذه الإعلانات تقدم بعد 5 دقائق فقط من الإعلان السابق وهذا على القناة الواحدة أى أن الفارق بين الإعلان والآخر هو 5 دقائق فقط مما يحيل التليفزيون فى النهاية إلى إعلانات تقريبا هى التى تحتل الشاشات. والغريب أن الإعلانات لاتتغير مع الاهتمام بالسلعة المطلوب إبرازها أمام المتلقى لتجد نفس الإعلان هنا وهنا وهنا. هذا التوهان ذكرنى بأننا نفتقد دراسة أو مجرد التعرف على هذا العلم الحديث الذى انتقل من أمريكا إلى أوروبا وهو علم سيكولوجية الإعلان. إن هذا العلم يدرس حاليا فى جامعة زيورخ فى سويسرا وهو من العلوم التى يتسابق لدراستها الطلبة باعتبارها من أحدث طرق التسويق وعلم المال فى الواقع.. المال للتليفزيون وأيضا المال والفائدة إلى صاحب الإعلان الذى ربما لايدرى هذا الضرر البالغ لتكرار الإعلان الواحد بهذه الكثرة أمام المتلقي. بالفعل الإعلان له فوائد لكلا الطرفين المعلن والمعلن عنه بشرط الالتزام بقواعده الحديثة التى وصلت إلى علم يدرس فى جامعة زيورخ كبرى الجامعات الأوروبية التى حصل عدد كبير من الدراسين والمتخرجين فيها على جائزة نوبل . ربما دراسة لمدة معقولة ستعيد لنا أهمية الإعلان ودوره حتى لايتحول إلى مادة مكررة بغيضة تقدم لإغاظة المتفرج.