بالمصادفة شاهدت مسلسلا يحمل اسم «نصيبى وقسمتك» وكان ذلك فى المساء المتأخر، والمهم ظللت أتابعه لسببين، الأول أنه لكاتب شاب أعرفه منذ الطفولة وهو عمرو محمود ياسين والسبب الثانى أننى وجدته يتحدث أو يتبادل مشكلات الشباب فى الزواج والطلاق وغيرهما من مشكلات أعتقد أنها طرأت علينا ولم تكن من قبل موجودة، أو على الأقل بهذا الكم الكبير من التوتر فى المجتمع. هى بالضبط10 دقائق كانت تبثها الدراما والتى تقريبا تقدم لك الحكاية وتلتها إعلانات استمرت لمطلع الفجر، حيث قدرت مساحة الدراما ب 10 دقائق فكانت مساحة الاعلانات بعدها هى 40 دقيقة!! هل هذا معقول.. أن نقتل العمل الدرامى إلى هذا الحد وأن تطول الإعلانات حتى تقترب من الساعة!! صحيح كان الوقت متأخرا.. لكن هذا لا يعنى أن تستمر الإعلانات كل هذه المدة 40 دقيقة، وربما أكثر بعد 10 دقائق فقط من الدراما. لم أعرف بالضبط أصل هذا التصرف.. هل حاجة التليفزيون الملحة للإعلان.. أو المال؟! هل المقصود هو ضرب العمل لفنان أو كاتب شاب على هذه الصورة؟ نحن نشكو من قلة الكتاب وقلة المبدعين، ثم إذا وجدناهم قتلناهم بهذه القسوة؟! صحيح معرفتى بعمرو محمود ياسين منذ سنوات طويلة وبالطبع معرفتى بوالديه محمود ياسين وشهيرة.. ولكن ليس بهذه المعرفة أى تأثير على إحساسى بالعمل أو اعتباره صورة جيدة من الواقع نقلها بسلاسة إلى الشاشة. ثم بعيدا عن هذا التصرف غير المهني.. ألا يعرف أى مسئول فى التليفزيون أن الإعلانات لها نظام ولها أصول، وهى ليست من عندياتي، ولكن هناك علما اسمه فلسفة الإعلان, وهذا العلم يدرس حاليا فى بعض جامعات أمريكا وفى جامعة زيورخ بسويسرا. من شأن هذا العلم أن ينتفع الطرفان التليفزيون وأيضا المادة المقدمة حتى يحصل كلاهما على ذروة النجاح. أما إذا كان الغرض من هذه الفرصة التى سنحت لى منتصف ليل أحد أيام الآسبوع الماضى الغرض منها هو قتل العمل وقتل المؤلف, وأيضا قتل الإعلان بما يبعد المتفرج عنه فتكون الخسارة حقا للطرفين. وفداحة مثل هذه الأمور لها أهمية كبيرة لمشاهدى الشاشة الصغيرة وأيضا للعاملين فيها ولها، وأذكر لك الآن اسم هذا المسلسل وهو «نصيبى وقسمتك». والبطولة الأساسية لهالة فاخر.