إنها الإعلانات التى أثرت بالسلب على ما تقدمه هى بالذات من ألوان المواد الشرائية وأيضا على الأعمال الفنية التى تقدم، هذه الإعلانات بينها لتقطعها كما لو كان الغرض هو قص شريط المادة الدرامية أو على الأقل تشتيت الذهن عما سبق وقدم قبل الإعلان وما قدم بعده. هناك أمور لا نتحدث فيها أولا لعدم معرفتى بماهية السوق والمكسب والخسارة وهى التى تتحكم فى الأعمال التليفزيونية سواء فى اختيار الأبطال أو القصص أو غيرها، المهم أن الكل يخضع للمكسب والخسارة. كل هذا جائز وممكن ولكن لأى مدي.. هذا هو السؤال. ولكى نجيب عليه فلابد من وجود المفكر العالم بهذه الأمور بالذات بالمواد المعلنة فهذه تخضع لشروط عديدة.. بل أصبحت لها منذ سنوات أقسام خاصة فى جامعات أمريكا وبدأت هذه الدراسات تنتقل إلى أوروبا، حيث يوجد قسم خاص باسم سيكولوجية الإعلان فى جامعة زيورخ بسويسرا. فالإعلان علم له شروط ينبغى أن نلم به حتى تكون هناك ثمة فائدة للعمل الدرامى وأيضا للإعلان. أما أن تزيد مدة الإعلان على حد معين، فهذا خطأ يعيب الكل الإعلان والمسلسل أو المادة التى تقدمها الشاشة. المهم إذن أن ندرس سيكولوجية الإعلان وأيضا فلسفته، فهذه المادة التى تقدم المال أو المكسب لها شروط معينة حتى تأتى بالمفيد. أسمع شكوى من البعض بسبب عدم استطاعتهم متابعة أعمال قد تكون بالفعل جيدة لكن.. ليس لديهم ذلك الصبر وتحمل الملل الذى يسببه قطع العمل من خلال الإعلان. ثم حتى الإعلان بغض النظر عن مدته وقربه من بعضه البعض له شروط خاصة حتى يكون منطقة جذب للمشاهد وليس منطقة ملل. العاملون فى مجال الشاشة.. لدينا كثيرون ولدينا أيضا الأعمال الكثيرة والكثيرة جدا.. ولكن كيف مع هذا الكم لم تدرس حتى الآن سيكولوجية الإعلان وفلسفته، فهو من أكثر الأعمال التى لابد أن تخضع لهذا العلم الذى يدرس حاليا فى الجامعات. كثير من الفنانين قدموا أعمالا جديدة ولم تصل كما يجب للمشاهد وكثيرون قدموا قصصا ودراما جديدة أيضا لم تصل للمشاهد، وبالمثل ضاع عدد كبير من أعمال المخرجين الذين كنا نسمع عن استمرار عملهم ليل نهار حتى يلحقوا بالشهر الكريم. لا أعتقد أنها مشكلة إذا لم نستطع أن نتجاوزها وندرس ما يمكن لنا أن يقدم مادة تليفزيونية جيدة وأيضا إعلان يجذب المال للجهة المنتجة.