مشاهدات متقطعة بالطبع بسبب كم غير عادى من الاعلانات اعتقد أنه فاق كل عام. مع التهنئة بالعيد الذى فى معظم السنوات الماضية كنت خلاله فى إجازتى السنوية بالخارج.. لكن هذا العام قضيت طوال رمضان وأيام عيد الفطر المبارك فى القاهرة. بالطبع.. طعم رمضان هنا يشعرك فعلا بشيء قد لا تستطيع أن تعبر عنه من تلك المشاعر التى تقرب بالإنسان وجدانيا بالدين والله أكثر من الشهور الأخرى وقد يكون هذا مجرد شعور خاص جدا والروحانيات فى قلوبنا فى كل مكان وكل وقت ولكن فى الخارج لا أشعر بهذه الأحاسيس الرمضانية. كان لدى بالطبع الوقت الكافى لمتابعة التليفزيون ومسلسلاته وبرامجه لكن فى الواقع هذه المتابعة لم تكن بالقدر الذى يستشعره المتفرج، لأنها غير مكتملة ومتقطعة فكان أن أردت التركيز على الأسماء التى أعرفها وأعرف قدراتها سواء فى اختيار النصوص أو فى التمثيل.. وهذا بالطبع انطبق على الفنان عادل إمام وعلى الفنان يحيى الفخرانى. والسبب اننى أعرف قدراتهما وشاهدتهما فى المسرح وفى السينما وفى التليفزيون ولعل هذا ما شعرت به من الظلم بالنسبة للآخرين.. شاهدت وجوها شابة بالنسبة لى وشاهدت وجوها نسائية كثيرة للغاية وكلهن مستوفيات شروط الفن من المظهر والأداء ولكن أعود لأقول ان عادل إمام والفخرانى ظلما هؤلاء الشباب على الأقل من جهتى أنا باعتبار اننى كنت شبه متأكدة من اننى سأشاهد عملا جيدا من كل النواحى. بالفعل شاهدت عادل امام فى صورة مختلفة ولكنها بديعة.. الصحفى الإنسان الحريص على بلده.. يحبه بالفعل وتقريبا كل ما كان ينطق به محاربا الفساد.. تعبير وصل إلى النخاع عبرت عنه تلك التجاعيد التى خطها الزمن على وجهه لتزيده وهجا على وهج. بالمثل الفخرانى الذى أعرف عنه حبه الشديد للتمثيل.. لا يحب المهنة ولكنه يجد متعته فى التمثيل. أما عتابى على التليفزيون والشاشة فكبير بالفعل عندما تطغى الاعلانات بهذه الصورة المنفرة وأقول منفرة وأنا أعنيها فعلا، لأن تكرارها يصيب المشاهد بالملل الذى يصل إلى حد الاكتئاب. لأول مرة لا أعرف مواعيد لكل برنامج أو مسلسل وحتى بعد أن يعلن التليفزيون نفسه أن هذه الحلقة من المسلسل تأتى فى الساعة الثامنة مثلا لنجدها تبدأ فى التاسعة!!!.. هنا الاعلان أفقد المشاهد الاهتمام بضمونه وأيضا أفقد المشاهد متابعة البرنامج الذى يتابعه. هناك منذ سنوات انتقلت إلى جامعات أوروبا دراسة باسم سيكولوجية الاعلان تدرس حاليا فى جامعة زيورخ «أن الاعلان ليس كما شاهدته هذا العام ولكن له سيكولوجية خاصة لابد من دراستها قبل هذا الخلل الذى أصاب الشاشة الصغيرة. أحب أن أنوه على برنامج موعده ثابت وتابعته على قناة سى بى سى بعنوان «حوار» وبالطبع يرتفع وينخفض حسب الاسم الذى يستضيفه لكنه بوجه عام البرنامج الوحيد الذى شاهدته.