رغم مخاوف الولاياتالمتحدة فقد أصبحت مبادرة الحزام والطريق أمرا واقعا، أول قطار انطلق من ألمانيا وصل إلى الصين عام 2008 و12 دولة و29 منظمة عالمية انضمت للمبادرة وكازاخستان وأنفقت المليارات على تحسين الطرق والبنية الأساسية وأوروبا ترحب بشرط توافر الشفافية ومن المخطط انطلاق قطار من سواحل البحر الأحمر إلى اثيوبيا.. أى أننا إزاء مشروع جبار سوف يغير من شكل التجارة الدولية، وقناة السويس ما زالت فى قلب حركة النقل البحرى الدولى .. بالمختصر المفيد.. الصين دخلت مرحلة تكسير العظام على التجارة مع الولاياتالمتحدة. بهدوء وسلاسة تضم الصين دول العالم إلى جانبها مستغلة عدم وجود تاريخ استعمارى لها مع إفريقيا فتضخ المليارات من الدولارات فى استثمارات جديدة، ورغم ما يبدو من تعاون سوف يشارك فيه الجميع مع افتراض حسن النوايا فإن «الحزام والطريق» تشير إلى عملاق إمبراطورى ينهض من جديد فى النظام الدولى دون فرد العضلات الذى يتبعه ترامب والادارة الأمريكية ودون تهديدات ودون ابتزاز ودون استخدام القوة العسكرية حتى الآن من أجل فرض الهيمنة.. الصين تزحف بهدوء على خريطة العالم مؤكدة تفوقا اقتصاديا وعسكريا ضخما وأمريكا مستمتعة بالفارق الضخم العسكرى والاقتصادى بينها وبين أوروبا والصين وتتعامل بتعجرف مع بقية شعوب العالم. ورغم متابعة الأكاديميين الأمريكيين منذ عقدين للصعود الصينى فى النظام الدولى فإن الإدارات الأمريكية المتتابعة لم تفعل شيئا ولن تفعل إزاء المنافسة القادمة من شرق العالم. وما يعنينا هو تحديد موقع استفادة مصر من هذا المشروع الجبار، كيف ستسهم فيه وكيف يمكن تجنب أى سلبيات محتملة. لمزيد من مقالات جمال زايدة