سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
خلال افتتاح المقر الإقليمى الدائم لاتحاد جامعات القارة.. الطيب: نحتضن أكثر من 6 آلاف طالب وطالبة من إفريقيا.. عبدالغفار: دور بارز للأزهر فى نشر قيم التسامح والسلام
أكد فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الازهر الشريف، أن تدشين مقر اتحاد الجامعات الإفريقية فى مصر حدث تاريخي، يأتى تأكيدا على عمق العلاقات المصرية بكل دول القارة، وانفتاحها على كل الثقافات والحضارات والأديان ، فمصر هى الدولة الافريقية المؤهلة بقيادتها وشعبها وعلمائها وقواتها المسلحة ورجال شرطتها لحمل رسالة اتحاد الجامعات الإفريقية، وتوصيل رسالتها العلمية والثقافية ليس إلى القارة الأفريقية فحسب، بل إلى قارات العالم أجمع. جاء ذلك خلال حفل افتتاح مقر اتحاد الجامعات الأفريقية فى جامعة الأزهر، بحضور الدكتور خالد عبدالغفار، وزير التعليم العالى والبحث العلمي، نائبًا عن الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس الوزراء، والدكتور أشرف صبحي، وزير الشباب والرياضة، والدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، والدكتور شوقى علام، مفتى الجمهورية، والدكتور أورلاندو أنتونيو، رئيس اتحاد الجامعات الإفريقية، والدكتور ايتيان أهيلي، الأمين العام لاتحاد الجامعات الإفريقية، ولفيف من المسئولين وكبار الشخصيات المصرية والإفريقية. وقال الطيب فى كلمته إن استضافة مصر مقر الاتحاد الإفريقى يأتى انسجامًا وتناغمًا مع دورها العالمى فى نشر قيم التعايش والتسامح والسلام، ومع خطواتها الناجحة والمتسارعة فى حربها لدحر الإرهاب من أجل تأمين الشعب وتحقيق التنمية المستدامة، وتوفير الحياة الكريمة، وهو ما سينعكس أمنًا وتنمية ورفاهية على شعوب القارة ، وهذا قدر مصر تاريخيًا وجغرافيًا، فهى تمثل وكما تعلمون البوابة الشمالية الشرقية لقارة افريقيا، وعلى عاتق أبنائها تقع مسئولية التصدى لأى عدوان يحاول أن ينفذ منها إلى هذه القارة. كما أشار الامام الاكبر إلى أن الأزهر الشريف يحتضن فى أروقته العلمية فى المرحلة الجامعية وما بعدها أكثر من ستة آلاف طالب وطالبة من قارة إفريقيا، من بينهم أكثر من ثمانى مائة طالبة، وتقدم مصر منحًا دراسية مجانية لألفى طالب وطالبة من دول أفريقيا، تتحمل نفقات تعليمهم بدءًا من تذكرة سفر القدوم، وانتهاء بتذكرة سفر العودة، كما بدأنا هذا العام التجهيز لفتح القسم العلمى بالمرحلة الثانوية أمام الوافدين من الطلاب والطالبات فى معهد البعوث الإسلامية، إيمانًا منا بأن قارة افريقيا على وجه الخصوص قد تكون أمس حاجة إلى الطبيب والمهندس والصيدلى ومدرس العلوم والرياضيات منها إلى الإمام والواعظ ومدرس العلوم الشرعية. واعلن شيخ الازهر عن تجربة أخرى بدأت منذ أكثر من عام، وبدأت تؤتى ثمارًا طيبة مبشرة، وهى اختيار النبهاء من الطلاب الأفارقة المتخرجين فى كليات أصول الدين واللغة والشريعة، ومن الحاصلين على تقدير «امتياز» أو «جيد جدًا» وإيفادهم إلى بلادهم على نفقة الأزهر لينشروا الفكر الإسلامى الصحيح الذى تعلموه فى الأزهر، وليفقهوا المسلمين هناك بمبادئ هذا الدين الحنيف، وذلك بعد تدريب هؤلاء الخريجين، وتعريفهم بالتحديات المعاصرة التى تتقنع باسم الإسلام، وكيفية التصدى العلمى لها. وأكد الامام الاكبر ان علاقة القارة الافريقية بالأزهر علاقة ضاربة بجذورها فى تاريخ هذا المعهد العلمى العريق الذى مضى على إنشائه أكثر من ألف عام، وهو يتحمل مسئولية تعليم الإسلام، قرآناً وسنة ولغة وشريعة، فى منهج خالص نقي، لا تعكر صفوه ولا تسممه الأجندات السياسية أو المذهبية أو القطرية، التى آلت إلى ما نعرف من تطرف وعنف ودماء. وقد لا يعلم كثيرون من تاريخ العلاقة القديمة بين الأزهر الشريف ودول افريقيا أن أروقة الأزهر كانت مسماة أسماء افريقية، مثل الرواق الذى كان يسكنه أهل تشاد وما جاور بحيرتها، و«رواق السنارية» المخصص لطلبة السودان، وما جاوره غربا، وهو من أشهر أروقة الأزهر، وكذلك رواق المغاربة المخصص لبلاد المغرب العربى ليبيا وتونس والجزائر وموريتانيا، ورواق الدكارنة، ورواق إقليم غرب إفريقيا، ورواق الجبرت وغيرها. واليوم، تحل «مدينة البعوث الإسلامية» محل هذه الأروقة، وللطلاب الأفارقة منها نصيب الأسد. وأضاف أن الأزهر يقدم ثمانى مائة منحة سنويا للطلاب الأفارقة للدراسة بكلياته النظرية والعملية، وللأزهر ستة عشر معهدًا أزهريا فى كل من نيجيرياوتشادوالنيجر والصومال وجنوب افريقيا وأوغندا؛ يمدها بمدرسين أزهريين على نفقته الخاصة، كما يزودها بالكتب الدراسية وبالمناهج، ويمنح الطلاب المتخرجين فى هذه المعاهد شهادات معتمدة من الأزهر الشريف،ومما يعتز به الأزهر فى مجال التعاون مع الدول الافريقية قوافل البعثات الطبية والإغاثية لبعض هذه الدول، مثل: النيجر والصومال والسودان وتشاد وافريقيا الوسطى ونيجيريا وبوركينافاسو وهذا قليل من كثير مما يجب على الأزهر وعلمائه أن يقدموه للأشقاء فى هذه القارة. وفى نهاية كلمته ناشد شيخ الازهر الحضور العمل معا من أجل رفع جودة التعليم العالى فى إفريقيا وتقوية دوره فى التنمية، والانخراط فى المجتمع، والتوافق حول القضايا التى تؤثر فى التعليم العالى والتنمية فى افريقيا. جانب من الحضور فى فاعليات الافتتاح وفى كلمته، التى ألقاها نيابة عن رئيس مجلس الوزراء، قال الدكتور خالد عبدالغفار، إن تدشين مقر الاتحاد داخل جامعة الأزهر تأكيد لمكانة مصر افريقيا ، معبرًا عن سعادته بالوجود فى رحاب الأزهر الشريف مع كوكبة من العلماء الافارقة فى هذا الحدث. وقال إن إخراج هذا العمل على هذا النحو، يعكس الدور البارز الذى تضطلع به مؤسسة الأزهر فى نشر قيم التسامح والسلام، كما أعرب عن تقديره لكل من شارك فى انجاز هذا المقر على أرض مصر. وشدد عبدالغفار على ضرورة تفعيل دور الاتحاد ليكون حلقة الوصل بين مصر ودول شمال إفريقيا تعليميًّا، وكذلك مع اتحاد الجامعات الافريقى ذاته، حيث يأتى ذلك بالتزامن مع رئاسة مصر للاتحاد الافريقي، وفى ظل ما تمر به القارة من تحديات تفرض على المؤسسات التعليمية التعاون فيما بينها لتشارك فى نهضة القارة. وقال الدكتور محمد المحرصاوي، رئيس جامعة الأزهر، إن الأزهر الشريف يستمد قوته وبقاءه من منهجه الوسطى ودعوته إلى قبول الآخر والتعايش والمواطنة والاندماج الإيجابى بين الناس، وهو قبلة المسلمين الثانية التى يتوجهون إليها طلبًا للعلم، . وأضاف أن الأزهر مؤسسة عالمية، يدرس بها نحو 40 ألف طالب من أكثر من 100 دولة من بينهم ما يزيد على 5 آلاف طالب افريقي، وهناك أروقة سميت أسماء افريقية داخل الجامع الأزهر. وأشار المحرصاوى إلى أنّ فعاليات الأوليمبياد الرياضى الأول لاتحاد الجامعات الافريقية ستنطلق غدا ، وتستمر حتى الاثنين المقبل، كما ستحتضن الجامعة أيضًا المؤتمر الدولى للتعليم العالى بالقارة الافريقية، والذى يعقده اتحاد الجامعات الافريقية كل عامين، وذلك فى الفترة من 7 إلى 11 يوليو المقبل. وأشار الدكتور أورلاندو أنتونيو، رئيس اتحاد الجامعات الأفريقية، إن الاتحاد يواصل عمله فى أماكن مختلفة بالقارة، فى الوقت الذى بدأ فيه التعليم العالى الافريقى يتخذ منحى أكثر إيجابية وإنتاجية،موضحا أن افريقيا لديها عدد جامعات أقل من أى قارة أخري، حيث توجد بها 700 جامعة فقط وهذا العدد لا يستطيع تغطية القاطنين بافريقيا، ولو نظرنا إلى أمريكا فسنجد لديها أكثر من 5 آلاف جامعة وهذا يتناسب بالطبع مع عدد السكان هناك. وأضاف أنتونيو أن الاتحاد سيعقد مؤتمرًا دوليا لمناقشة تحديات التعليم فى القارة الإفريقية، وذلك بالتعاون مع الحكومة المصرية وجامعة الأزهر، ونحن بذلك نعمل على بناء شراكات قوية وتحالفات واسعة، لتعزيز التعاون وتطوير المنظومة التعليمية فى القارة، وهو ما يسهم بدوره فى تطوير البنية التحتية، لذلك جئنا إلى هنا لتأسيس مكتب لشمال افريقيا بجامعة الأزهر، وهو ما يساعدنا على تنفيذ مهام الاتحاد. واستهل الدكتور ايتيان أهيلي، أمين عام اتحاد الجامعات الافريقية بأن افتتاح المقر الإقليمى بمصر يعد خطوة مهمة للأمام، وأننا نفخر بهذه الخطوة، التى جاءت فى وقتها، وتدل على التزام مصر بدورها التاريخى تجاه افريقيا من أجل تدعيم التعليم العالي. كما تقدم السفير عبدالحميد بو زاهر، رئيس الوفد الدائم للاتحاد الإفريقى لدى جامعة الدول العربية، بالشكر لمؤسسة الأزهر الشريف لما تقدمه من دعم لآلاف من الطلاب الأفارقة الذين يدرسون بجامعة الأزهر، بالإضافة لما تقوم به من جهود فى نشر الإسلام الوسطى المستنير فى عالم يتعرض فيه الإسلام لحملات تشويه مغرضة.