«الأزهر» يحتضن 6 آلاف طالب من قارة إفريقيا مصر مؤهلة لحمل رسالة اتحاد الجامعات الإفريقية إلى قارات العالم أجمع وزير التعليم العالى: مقر الاتحاد يجب أن يكون حلقة وصل بين مصر ودول شمال إفريقيا تعليميا أكد الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، أن تدشين مقر اتحاد الجامعات الإفريقية فى مصر هو حدث تاريخى، يأتى فى إطار تأكيد عمق العلاقات المصرية بكل دول القارة السمراء، وانفتاحها على كل الثقافات والحضارات والأديان المختلفة. وأشار الإمام الأكبر خلال كلمته فى حفل افتتاح المقر الإقليمى لاتحاد الجامعات الإفريقية، أمس، إلى أن استضافة مصر مقر الاتحاد الإفريقى يأتى تناغما مع دورها العالمى فى نشر قيم التعايش والتسامح والسلام، ومع خطواتها الناجحة والمتسارعة فى حربها لدحر الإرهاب واجتثاث جذوره واستئصال شأفته من أجل تأمين الشعب وتحقيق التنمية المستدامة، وتوفير الحياة الكريمة، وهو ما سينعكس أمناً وتنمية ورفاهية على كل شعوب القارة السمراء، وهذا قدر مصر تاريخياً وجغرافياً، فهى تمثل، كما تعلمون، البوابة الشمالية الشرقية لقارة إفريقيا، وعلى عاتق أبنائها تقع مسئولية التصدى لأى عدوان يحاول أن ينفذ منها إلى هذه القارة. وأشار الإمام الأكبر إلى أن الأزهر الشريف يحتضن فى أروقته العلمية فى المرحلة الجامعية وما بعدها أكثر من ستة آلاف طالب وطالبة من قارة إفريقيا، من بينهم أكثر من 800 طالبة، لافتاً إلى أن مصر تقدم منحاً دراسية مجانية لألفى طالب وطالبة من دول إفريقيا، تتحمل نفقات تعليمهم بدءاً من تذكرة سفر القدوم، وانتهاء بتذكرة سفر العودة. وأضاف أن طلاب القارة السمراء يدرسون العلم فى الأزهر، ويتعلمون اللغة العربية، ويتعرفون على سماحة الإسلام واحترامه للأديان والثقافات الأخرى، ومنذ ثلاث سنوات فتحنا لهم أبواب التعليم فى جامعة الأزهر بمختلف أنواعه وتخصصاته، واستقبلتهم منذ هذا التاريخ كليات: الطب والهندسة والصيدلة والزراعة وغيرها من الكليات العملية، كما بدأنا هذا العام التجهيز لفتح القسم العلمى بالمرحلة الثانوية أمام الوافدين من الطلاب والطالبات فى معهد البعوث الإسلامية، إيماناً منا بأن قارة إفريقيا على وجه الخصوص قد تكون فى أمس حاجة إلى الطبيب والمهندس والصيدلى ومدرس العلوم والرياضيات منها إلى الإمام والواعظ ومدرس العلوم الشرعية. وأشار إلى تجربة أخرى بدأها الأزهر فى إفريقيا منذ أكثر من عام، وهى اختيار النبهاء من الطلاب الأفارقة المتخرجين فى كليات أصول الدين واللغة والشريعة، ومن الحاصلين على تقدير «امتياز» أو «جيد جداً» وإيفادهم إلى بلادهم على نفقة الأزهر لينشروا الفكر الإسلامى الصحيح الذى تعلموه فى الأزهر، وليفقهوا المسلمين هناك بمبادئ هذا الدين الحنيف، وذلك بعد تدريب هؤلاء الخريجين، وتعريفهم بالتحديات المعاصرة التى تتقنع باسم الإسلام، وكيفية التصدى العلمى لهذه التحديات بما يكشف زيفها وضلال دعاتها، ومدار الفكرة هنا هو أن أبناءنا هؤلاء هم الأقدر من غيرهم على التواصل مع شعوبهم. وأضاف أن الأزهر يقدم 800 منحة سنوياً للطلاب الأفارقة للدراسة بكلياته النظرية والعملية، وللأزهر ستة عشر معهداً أزهرياً فى كل من نيجيريا وتشاد والنيجر والصومال وجنوب إفريقيا وأوغندا، يمدها بمدرسين أزهريين على نفقته الخاصة، كما يزودها بالكتب الدراسية وبالمناهج، ويمنح الطلاب المتخرجين فى هذه المعاهد شهادات معتمدة من الأزهر الشريف. وما يعتز به الأزهر فى مجال التعاون مع الدول الإفريقية هو قوافل البعثات الطبية والإغاثية لبعض هذه الدول، مثل: النيجر والصومال والسودان وتشاد وإفريقيا الوسطى ونيجيريا وبوركينافاسو، وهذا قليل من كثير مما يجب على الأزهر وعلمائه أن يقدموه للأشقاء فى هذه القارة الشقيقة. وقال الدكتور محمد المحرصاوى، رئيس جامعة الأزهر، إن الجامعة تم اختيارها لتكون ممثلة لجامعات مصر وجامعات شمال إفريقيا فى اتحاد الجامعات الإفريقية، وتشترك فى رسم السياسة التعليمية لجامعات شمال إفريقيا. وأشار «المحرصاوى» إلى أنّ فعاليات الأوليمبياد الرياضى الأول لاتحاد الجامعات الإفريقية سوف تنطلق غداً الخميس، وتستمر حتى الاثنين 18 مارس الجارى، كما ستحتضن الجامعة أيضاً المؤتمر الدولى للتعليم العالى بالقارة الإفريقية، الذى يعقده اتحاد الجامعات الإفريقية كل عامين، وذلك فى الفترة من 7 إلى 11 يوليو المقبل. وشدد رئيس جامعة الأزهر على أن هذه النجاحات تؤكد المكانة العظيمة التى تتمتع بها مصر وجامعة الأزهر إقليمياً ودولياً. وقال الدكتور خالد عبدالغفار، وزير التعليم العالى والبحث العلمى، إن تدشين مقر اتحاد الجامعات الإفريقية داخل جامعة الأزهر هو رمز لوجود مصر ودول شمال إفريقيا فى هذا الاتحاد وتأكيد مكانة مصر. وأكد الدكتور عبدالغفار خلال الكلمة التى ألقاها نيابة عن الدكتور مصطفى مدبولى، رئيس مجلس الوزراء، ضرورة الاستفادة من وجود هذا المقر على الأراضى المصرية، وتفعيل دوره المهم ليكون حلقة الوصل بين مصر ودول شمال إفريقيا تعليمياً، وكذلك مع اتحاد الجامعات الإفريقى نفسه، حيث يأتى ذلك بالتزامن مع رئاسة مصر للاتحاد الإفريقى، وفى ظل ما تمر به القارة الإفريقية من تحديات تفرض على المؤسسات التعليمية أن تتعاون فيما بينها وتشارك فى نهضة القارة. وأكد د. ايتيان أهيلى، أمين عام اتحاد الجامعات الإفريقية، أن إنشاء مكتب إقليمى للاتحاد فى مصر يشكل انطلاقة قوية على المسار الصحيح، من أجل الاستجابة لمتطلبات التعليم العالى فى إفريقيا ومصر، وسد الفجوة وتقليل العجز فى البلدان الأخرى، كما يعد فرصة للعمل معاً فى مواجهة العديد من التحديات التى تواجه الاتحاد. أعرب السفير عبدالحميد بوزاهر، رئيس الوفد الدائم للاتحاد الإفريقى لدى جامعة الدول العربية، عن خالص الشكر لمؤسسة الأزهر الشريف لما تقدمه من دعم لآلاف من الطلاب الأفارقة الذين يدرسون بجامعة الأزهر، بالإضافة لما تقوم به من جهود فى نشر الإسلام الوسطى المستنير فى عالم يتعرض فيه الإسلام لحملات تشويه مغرضة. وقال الدكتور أورلاندو أنتونيو، رئيس اتحاد الجامعات الإفريقية، إن الاتحاد سيعقد مؤتمراً دولياً لمناقشة تحديات التعليم فى القارة الإفريقية، بالتعاون مع الحكومة المصرية وجامعة الأزهر، ونحن بذلك نعمل على بناء شراكات قوية وتحالفات واسعة، لتعزيز التعاون وتطوير المنظومة التعليمية فى القارة، وهو ما يسهم بدوره فى تطوير البنية التحتية، ولذلك جئنا إلى هنا، لتأسيس مكتب لشمال إفريقيا بجامعة الأزهر، وهو ما يساعدنا على تنفيذ مهمات الاتحاد.