رفعت قال لوزير الداخلية وقتئذ: «سنقاوم لآخر طلقة ولن نستسلم إلا جثثًا» كانت تلك هى عناوين الصفحة الأولى لجريدة «الأهرام»، صباح السبت 26 يناير 1952 وتحت عنوان «شجاعة ضابط مصرى» نشر خبرا، هذا نصه: كتب أمس مندوب وكالة «اليونايتد بريس» فى الإسماعيلية، يقول: إن جميع الذين شهدوا المعركة التى دارت اليوم فى الإسماعيلية قد أشادوا بشجاعة البوليس المصرى وبسالته. ومما لفت نظر المراقبين أن ضابطًا مصريًا شابًا من الذين تدربوا فى سكوتلاند يارد ظل يرفض أن يسلم نفسه حتى عندما صوبت إحدى الدبابات مدفعها إلى مدخل مقر قيادته قال ضابط بريطانى «قولوا إنه غبى إن شئتم، ولكنه لقن الجميع درسًا فى الشجاعة». وتحت هذا الخبر، أضافت الأهرام: «هذا الضابط الشاب الذى يتحدث عنه مندوب اليونايتدبريس هو اليوزباشى مصطفى رفعت». وفى 23يناير 2019 كرم الرئيس السيسى أسرة الراحل اللواء مصطفى رفعت لما كان يقدمه للشرطة ولطلابه بكلية «البوليس» فى الخمسينيات وكان ل «الأهرام» هذا الحوار مع زوجته السيدة «نائلة»: ما شعورك بتكريم زوجك اللواء مصطفى رفعت من الرئيس عبدالفتاح السيسى؟ الحمد لله إن ربنا بعت لمصر الرئيس السيسى.. فهو كرئيس جمهورية «يتحب من القلب وعامل شغل حلو جدا للبلد ومن غيره كنّا هنضيع».. كما شعرت بسعادة لم أشعر بها من قبل فى حياتى عندما قابلته فهو إنسان عطوف وحنون على أبناء وأمهات وزوجات الشهداء ودائماً مبتسم.. فأنا حالتى الصحية كانت تمنعنى من حضور حفل التكريم لأن «يداى الإثنتين مكسورتان» وبعد أن شجعنى أولادى وأحفادى ذهبت لأقابل الرئيس السيسى وكم كنت فخورة بزوجى الذى أحب مصر طوال حياته حتى إنه كان يقول دائماً «لو حصلت تانى وثالث هأروح وأحرر البلد وإذا كنّا مش هنتحرك بلدنا مين هيحررها»!. ماذا كان يقول لكم عن المقاومة والفدائية؟ أنا سعودية الأصل ولم نكن قد تزوجنا. بعد أحداث الإسماعيلية عام 1952 كان فى بعثة دراسية فى إنجلترا عام 1951، وبعد عودته تم تعيينه مدرسًا بكلية البوليس لكنه قرر أن يتركها ويتطوع لتدريب المقاومة فى القناة، مع بعض من زملائه من كان يذكرهم دوماً هم: عبدالكريم درويش وَعَبَدالمسيح مرقص وصلاح ذو الفقار، هو نفسه الذى أصبح ممثلاً بعد ذلك، وكانت المعركة فى الساعة السادسة صباحًا وفى الحادية عشرة تلقى عامل التليفون اتصالًا من وزير الداخلية وطلب منه التحدث إليه وبعد ما عرف عما يحدث وعدد الضحايا سأله عن قراره فأجاب بأنه والعساكر قرروا ألا يستسلموا وقال له: «سنقاوم لآخر طلقة، ولن نستسلم إلا جثثًا»!!. وكما أكد أن الأهالى كانوا يمدون قوات الشرطة بما لديهم من الذخيرة إلى داخل المدينة وفى الخامسة والنصف مساءً، وبعد موافقة القائد الإنجليزى على شروط «رفعت» كان قرار الاستسلام واعتقلوهم لمدة شهر فى الإسماعيلية. صفى لنا اللواء مصطفى رفعت كزوج وأب؟ قالت: لقد تزوجنا حوالى ما يقرب من 53 عاماً كان إنسانا بمعنى الكلمة حتى وفاته فى 10 يوليو 2012، كان يحب الفقير قبل الغنى ورزقنا الله بولد وبنت وكان يعاملهم بحنية وكان صديقاً لهم ولم يستخدم الشدة معهما أبداً وقد حضر ولادة أحفاده وشهد على زواج حفيدته. ماذا كان رأيه فى أحداث 25 يناير 2011؟ أجابت: كان «رفعت» وقتها مريضا جدا ويذهب لمستشفى الشرطة لإجراء غسيل وظل هكذا لمدة ثلاثة شهور وعلى الرغم من سوء حالته الصحية فإنه كان يتابع الأحداث على شاشة التليفزيون حتى فى أثناء الغسيل؛ فكان يطلب من الممرضين أن يشاهد التليفزيون. وكان حزين جدا على مصر من تلك الأحداث وكان يردد «خسارة مصر يحصل فيها كده» ونحن نسكن قرب ميدان النهضة بالجيزة وكنا نرى المطاردات ونسمع طلقات الرصاص ونرى شباباً يتسلقون أسوار حديقة الحيوانات ليلاً؛ وقد عبر لى عن قوة تأثره وحزنه!! ثم علقت قائلة ربنا بعت لمصر السيسى علشان بيحبنا. وبسؤالها عن عدد مرات تكريمه قالت: أنا أحتفظ بثلاثة نياشين حصل عليها اللواء مصطفى رفعت من جملة التكريمات خلال فترة خدمته بالشرطة فقد كان يعمل مدرساً بكلية البوليس قبل معركة الإسماعيلية وبعدها، كما عمل بمكتب الرئيس الراحل جمال عبدالناصر.